الثورة – رفاه الدروبي:
كم تأسرك البيوت الدمشقية، تشعرك بالدهشة لجمالها وإتقان بنائها، تحكي قصصاً عن حياة يومية لعائلات سكنتها وبقيت آبدة أثرية تُدهش زوَّارها.
وحول تقسيماتها وخصوصيتها بيَّن مدير دائرة آثار دمشق المهندس علي سلامي أن البناء اتخذ اتجاهاً جنوبياً ويحمل مواصفات بيئية لاعتماد بانيها على مواد طبيعية مؤلفة من الحجر واللبن والخشب ويُسمَّى “البغدادي” وتُؤمِّن المواد البرودة صيفاً والحرارة شتاءً، وبقيت واقفة تُعارك الطبيعة كأوابد أثرية باقية على مرِّ العصور.
وأشار إلى أنها قُسِّمت إلى قسمين حرملك وسلملك، تتوسطها فسحة سماوية بشكل رئيسي وغرف بينها إيوان والهدف منه تأمين التهوية لساكني البيت صيفاً ويكون اتجاهه عكس الشمس يُعطي ظلاً في فصل الصيف.. تتوسَّط الفسحة السماوية بحرة بأشكال هندسية مختلفة تفنَّن أصحاب البيوت بها، وتتخذ التقسيمات ذاتها لكلا القسمين، مُنوِّهاً بأنَّ البيوت الصغيرة كانت وظيفتها محددة للسكن.. مساحتها تتراوح بين ١٥٠-١٦٠م أما ذات المساحات الكبيرة ١٠٠٠م2 فعددها ٢٠ منزلاً مُسجَّلاً أثرياً وكانت من نصيب العائلات الثرية.
وانتهى للقول إن الأسر خصّصت القسم العلوي من البيت للنوم، وفيه مشرقة غالباً في الطابق الأول وتكون عبارة عن غرفة غير مغطاة بسقف اتجاهها “شرقي غربي” وظيفتها كالإيوان لكن فراغ معيشي ليلي.