الثورة – ياسر حمزة:
تعتبر سورية من أوائل الدول العربية التي أدخلت السكك الحديدية في النقل, وقد ظهرت فكرة إنشاء الخط الحديدي سنة 1864م أثناء العمل في فتح قناة السويس عندما تقدم الألماني الدكتور زامبل باقتراح تمديد خط حديدي يربط بين دمشق وساحل البحر الأحمر بيد أن الاقتراح لم ينفذ.
وتم في عام 1888 إنشاء أول خط حديدي في بلاد الشام بطول 87 كم, وكان يمتد من يافا إلى القدس لخدمة القادمين من أوروبا بحراً إلى يافا قاصدين الأماكن المسيحية المقدسة في القدس الشريف.
ولا تعتبر محطة الحجاز أول محطة قطار في دمشق, بل إن أول محطة للقطارات بنيت في دمشق هي محطة الميدان, وكان يطلق عليها في ذلك الوقت محطة دمشق, وقد انتهى بناؤها في عام 1894 وكانت نقطة انطلاق خط دمشق بيروت ودمشق مزيريب, أي أنها سبقت محطة الحجاز بأربع عشرة سنة.
وكانت محطة الميدان تحوي عدة خطوط تخدم حركة الشحن والصيانة ومرآب القطارات وحركة المسافرين وفيها ورشات الصيانة وخزانات التزود بالمياه والفحم ورصيف طويل لشحن وتوزيع البضائع, وقد تم توقيف العمل في هذه المحطة في عام 1963.
أما المحطة الثانية التي أقيمت بدمشق فهي محطة البرامكة وقد أنشأت في عام 1895 في الجهة الغربية من دمشق, وكانت محطة رئيسية كبيرة, وقد هدمت في أواخر الستينيات لتتحول إلى مركز انطلاق للحافلات العامة, وهي الآن خاوية بعد نقل مركز الانطلاق إلى السومرية.
وكان القطار المتجه من دمشق إلى بيروت ينطلق من محطة الميدان إلا أن التجمع الفعلي للركاب كان في محطة البرامكة, وكانت تحوي بيوتاً للإيجار ومستودعات لمعدات الخطوط وساحتين كبيرتين بجانب كل منها رصيف طويل لشحن وتفريغ البضائع وساحة للمسافرين.
وجاءت فكرة الخط الحديدي لربط دمشق بحيفا عبر شركة إنكليزية, وخط دمشق بيروت عبر شركة فرنسية.
وافتتح خط دمشق بيروت عام 1894 بطول 174 كم, وكان من الخطوط الضيقة بعرض 1050مم, وتم استخدام عربات تجرها الخيول عرفت باسم الديلي جانس, وقد بدأ العمل به عام 1859 وانتهى عام 1863.