عبد الحكيم المصري: مشاركة الشرع بـ”FII9 ” تجسّد العلاقة الاستراتيجية بين دمشق والرياض 

الثورة -فؤاد الوادي:

أكد الباحث السياسي الدكتور عبد الحكيم المصري، أن مشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع في مؤتمر (FII9) لها أهمية كبيرة جداً لجهة نتائجها الحالية والمستقبلية على الشعب السوري، من جهة دفعها لعجلة التنمية والاقتصاد والنهوض، وفتحها مجالات وأبواب الاستثمار على مصراعيها أمام المستثمرين العرب والأجانب.

وقال المصري في لقاء مع صحيفة الثورة:” إن تحوّل هذا المؤتمر إلى منصّة عالمية يشارك فيها رؤساء دول وكبار المستثمرين ورجال الأعمال وآلاف المشاركين، من خلال “250” جلسة حوارية، جعله قبلة للكثير من الدول بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية في كل المجالات، ولعلّ المشاركة السورية بهذا المؤتمر و برئاسة الرئيس الشرع، تحمل دلالات هامة، لجهة تأكيدها على الدور والجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة الجديدة من أجل تعزيز ودفع مسار التعافي، مضيفاً، أن مشاركة سوريا بهذا المؤتمر الاقتصادي الأهم في المنطقة والعالم، هي إنجاز جديد للدولة الجديدة يضاف إلى سلسلة إنجازاتها خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأوضح أن المشاركة السورية تعكس العلاقة الاستراتيجية بين دمشق والرياض، والتي يمكن الاستثمار فيها لدعم سوريا من خلال علاقات المملكة العربية السعودية مع مختلف دول العالم، لاسيما الدول التي تملك اقتصاديات كبرى، والتي يمكن للسوق السورية أن تستقطبها وتجذبها خلال المرحلة القادمة، مبيناً، أن ما تقوم به الدبلوماسية السورية من انفتاح على دول العالم وتحسين صورة سوريا، سيسرّع في عملية الاستقطاب والجذب.

انعطافة اقتصادية

وختم الباحث السياسي الدكتور عبد الحكيم المصري حديثه بالقول: إن الأيام القادمة ستحمل الخير الكثير للشعب السوري، الذي قدم تضحيات كبيرة لنيل حريته وكرامته، لأنها ستشكل بداية لانعطافة اقتصادية كبيرة في سوريا وبدعم كبير ومفتوح من الأشقاء في السعودية ودول الخليج على وجه الخصوص، ومن دول العالم على وجه العموم. وتُعدّ هذه المشاركة خطوة استراتيجية تجسّد رغبة سوريا في استعادة حضورها الاقتصادي، وتعزيز علاقاتها مع الدول العربية والإقليمية، بعد سنوات من العزلة التي فرضتها تداعيات الحرب وسياسات النظام المخلوع.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس التنفيذي للمبادرة ريتشارد أتياس أن دورة هذا العام التي تُعقد تحت شعار “مفتاح الازدهار”، ستكون استثنائية من حيث الحضور، إذ يشارك فيها قادة أكثر من 20 دولة، من بينهم رؤساء سوريا والأردن والعراق وباكستان وموريتانيا وبنغلاديش وكوبا، إلى جانب نائب الرئيس الصيني، كما يُتوقع أن تستقطب المبادرة نحو 8000 مشارك، بينهم 40 وزيراً، و600 متحدث، يمثلون حكومات وشركات كبرى وصناديق استثمارية عالمية.

وقال أتياس: “سنشهد نهضة سوريا، والسعودية ستلعب دوراً محورياً في هذا التحول”، مشيراً إلى أن المبادرة باتت منصة للمستثمرين الباحثين عن شراكات حقيقية وفرص ذات أثر ملموس، بعيداً عن الاكتفاء بتوقيع مذكرات التفاهم. وتُعدّ هذه المشاركة الأولى لسوريا في هذا الحدث العالمي، الذي يُصنّف كأحد أبرز المنصات الدولية للابتكار والاستثمار والتعاون متعدد الأطراف، وتأتي في وقت يسعى فيه الاقتصاد السوري إلى التعافي من آثار الحرب والعقوبات، وسط حاجة ملحة إلى فرص استثمارية جديدة تعزّز النمو وتوفّر فرص عمل، ما يجعل من هذه المشاركة إعلاناً رسمياً عن انخراط سوريا في النهضة الاقتصادية الإقليمية.

وفي مقابلة مع قناة CBS NEWS الأمريكية، أكد الرئيس الشرع أن سوريا باتت مهيأة لمرحلة جديدة من النمو الاقتصادي، مستفيدةً من تنوّع مواردها البشرية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، مشيراً إلى أن البلاد أصبحت وجهة استثمارية واعدة، بفضل انخفاض تكاليف اليد العاملة وتوفّر البنية التحتية، ما يؤهلها للعب دور محوري في دعم سلاسل التوريد العالمية وتلبية احتياجات أوروبا من الطاقة.

ويضمّ وفد سوريا عدداً من الوزراء والمسؤولين والخبراء الوطنيين، الذين سيعقدون لقاءات مع كبار المستثمرين العالميين والشركات الرائدة والمؤسسات المالية الكبرى، بهدف بناء مسارات استثمارية في قطاعات حيوية تشمل البنية التحتية، والإسكان، والطاقة، والصحة، والتكنولوجيا، والصناعات المستدامة.

وعلى مدى أيام المؤتمر التي تستمر حتى الثلاثين من الشهر الجاري سيشارك رؤساء الدول، وصناديق الثروة السيادية، وكبار المسؤولين التنفيذيين، والرواد في مجالات التكنولوجيا، والطاقة، والرعاية الصحية، والمناخ، والتمويل، والثقافة، في مناقشات رفيعة المستوى ترسم ملامح مستقبل النمو العالمي، والاستثمار، والتقدم الإنساني.

وخلال الاجتماع أكد الوزير الشعار أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن سوريا الجديدة تعمل على توفير التسهيلات التشريعية والاستثمارية اللازمة لجذب الاستثمارات، ولا سيما من المستثمرين السعوديين، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والنمو المشترك بين البلدين.

آخر الأخبار
 سوريا ترسم خرائط عودة تعافيها وتعبد طرقات اقتصادها بالاستثمارات ثمرة جهود مهندسي المهجر.. أول توءمة بين جامعة سورية وأمريكية 250 مليار دولار قيمة صفقات "مستقبل الاستثمار".. تعاون عالمي للازدهار المشترك رهان جريء.. صناديق الاستثمار دعم للاقتصاد السوري  سلامة البيئة المدرسية ضمانة لجودة التعليم وصحة الأجيال تراجع ملموس في إنتاج الزيتون لهذا الموسم وبنسبة 45 بالمئة  من فكرة إلى مشروع رابح.. تجربة رائدة في الزراعة الاستوائية  سوريا والسعودية.. شراكة لتعزيز الاتصالات والتحول الرقمي دعم صناديق الاستثمار في سوريا يعزز الاستقرار والتنمية قدرات سورية 1000.. توثيق الكفاءات في مسار بناء الدولة الجديدة تحذير أممي من فظائع وانتهاكات خطيرة في الفاشر وكردفان بالسودان  على ماذا يعتمد السلام الدائم في غزّة؟  الإعلان عن بدء تنفيذ المنحة القطرية السعودية لدعم فاتورة الأجور  عبد الحكيم المصري: مشاركة الشرع بـ"FII9 " تجسّد العلاقة الاستراتيجية بين دمشق والرياض  سوريا والرياض.. نحو شراكة اقتصادية تعيد رسم المشهد الإقليمي "أمان أطفالنا".. مشروع جديد لقطر الخيرية في سوريا رضوان الأطرش: سوريا تسعى لتكون بوابة الدول العربية إلى الغرب الواردات تسرق أحلام الانتعاش الاقتصادي.. هل تتحرك الحكومة؟ سوريا تخطو بقوة للعودة إلى المشهد الاقتصادي العالمي "دافوس الصحراء".. حدث مفصلي