الثورة – ترجمة رشا غانم:
قد تبدو فكرة أن واحدة من أقدم الكاتدرائيات في بريطانيا يمكن أن تساعد في معرفة أسرار النظام الشمسي بعيدة المنال، ولكن هذا هو بالضبط ما يأمله العلماء بعد البدء في مشروع لجمع غبار خارج كوكب الأرض كان قد سقط على الأسطح القديمة من الفضاء، ومن المأمول أن تحمل هذه الجسيمات-التي تأتي من المذنبات والنيازك-أدلة على كيفية تشكل الحياة على الأرض.
وضع فريق من الخبراء قائمة من 13 كاتدرائية يعتقدون أنها قد تكون مواقع مثالية لاستعادة عينات من النيازك الدقيقة، وصعد بعض الباحثين إلى قمة مبنى كاتدرائية كانتربري التي يبلغ عمرها 1000 عام للبحث عن الجسيمات، والتي عادة ما توجد فقط في أماكن مثل القارة القطبية الجنوبية لأن الغبار الأرضي العادي يجعل من الصعب اكتشافها، ومع ذلك، تعد أسطح الكاتدرائية أماكن مثالية للعثور على الغبار الكوني بسبب حجمها وعدم إمكانية الوصول إليها.
ومن جهتها، أفادت د.بيني وزنياكيفيتش، كبيرة المحاضرين في علوم الفضاء:” حتى وقت قريب، كان يُنظر عموماً إلى محاولة البحث عن النيازك الدقيقة في أي مكان آخر غير أماكن مثل القطب الجنوبي صعبةً للغاية، إنّهم يصلون إلى الأرض بأعداد كبيرة، لذلك نقدر أن حوالي 20000 إلى 40000 طن من الغبار خارج كوكب الأرض تصل كل عام، ولكن هذا منتشر على سطح الكوكب بأكمله”.
وأضافت: “كانت هناك تقديرات تفيد بأنه يصل إلى حوالي واحد إلى ستة جسيمات لكل متر مربع سنوياً إذا قمت بنشرها بالتساوي، وإذا كنت محظوظا، فقد تضربك إحداها، ولكن ليس بشدة، وبحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى السطح، يكونون طافيين، ولكن في أماكن أخرى غير القطب الجنوبي، من الواضح أن يكون لديك كميات كبيرة من الغبار الأرضي الذي نصنعه، وقد يكون من الصعب جداً البحث عن الغبار الكوني”.
وبدوره، كتب د.ماتياس فان جينيكن- الباحث المشارك-:” النيازك الدقيقة هي الجسيمات التي تنجو من دخول الغلاف الجوي، حيث يتم حرق معظمها عند الوصول إلى الغلاف الجوي بسبب الاصطدامات بجزيئات الهواء؛ فيصبحون ما نسميه الدخان النيزكي، ولكن النيازك الدقيقة يتراوح حجمها بين بضع عشرات من الميكرونات حتى مليمترين، دعنا نقول، لذا فإن الأشياء الكبيرة جدا التي يمكنك رؤيتها بعينك المجردة كما لو كان بإمكانك رؤية نقطة سوداء على إصبعك، وبمجرد جمع العينات، يعيدها الباحثون إلى المختبر في محاولة لعزل الغبار الكوني عن المواد الأخرى الموجودة على السطح”.
وأضاف د. جينيكن: “تعيدها إلى المختبر وتغسل العينة لأن الأسطح متسخة جداً، هناك الكثير من براز الطيور، على سبيل المثال، وبعد ذلك، وبمجرد تنظيفه، يمكنك استخدام المجهر ثم قضاء ساعات وساعات في البحث عن الكرات، إنها عملية طويلة جداً”.
هذا وأوضحت د. وزنياكيفيتش:” إن العلماء غالبا ما يستخدمون المغناطيس للمساعدة في جمع النيازك الدقيقة، فمن السمات الرائعة حقا للكثير من الغبار خارج كوكب الأرض بأنه يحتوي على مادة مغناطيسية بداخله، لذلك يمكنك زيادة فرصك في العثور على نيزك صغير باستخدام مغناطيس لفصل الجزء المغناطيسي ثم البحث من خلال ذلك، وإذا بحثت عن الجسيمات التي جاءت بالفعل عبر الغلاف الجوي وذابت، فستتشكل كرات مميزة للغاية، وكرات جميلة جدا، باختصار، يمكنك بالفعل العثور على جزيئات كونية بين الغبار على أسطح المنازل”.
وشرح، بدوره، د.فان جينيكن بأن الهدف من المشروع هو إيجاد أدلة حول كيفية تشكل الحياة على الأرض، وقال:” لجعل الأمر بسيطاً للغاية، لنفترض أننا نعلم أن الأحماض الأمينية هي اللبنات الأساسية للحياة، إنها جزيئات عضوية بسيطة إلى حد ما؛ الجزيئات الكربونية الضرورية لظهور الحياة، فلقد تم العثور على هذه الجزيئات على النيازك والنيازك الدقيقة أيضاً، ولذلك هناك احتمال ألا تظهر اللبنات الأساسية للحياة على الأرض ولكنها ظهرت في الفضاء، ثم تم تسليمها إلى الأرض في أوائلها، ثم سمح وجود الماء والطاقة لهذه الجزيئات بأن تصبح أكثر تعقيداً- مما يؤدي في النهاية إلى تفعيل الحياة”.
وبالإضافة إلى ذلك، حصل فريق الباحثين على إذن من العديد من الكاتدرائيات الأخرى في جميع أنحاء البلاد لإجراء تحقيقات مماثلة على الأسطح.
المصدر – ديلي ميل