الثورة – درعا – جهاد الزعبي:
تعتبر سهول محافظة درعا غوطة سورية الجنوبية وسلة خضار دمشق، بسبب تنوع منتجاتها من مختلف أنواع الخضار والفواكه.
ففي هذه المحافظة المعطاءة و خلال الـ ١٣ عاماً الماضية، تعرض قطاع الزراعة والثروة الحيوانية إلى خسائر كبيرة نتيجة الإرهاب، وخرجت مساحات كبيرة من العملية الإنتاجية بسبب الحصار الجائر على سورية، تمثل بشح مستلزمات العملية الزراعية من أسمدة وأدوية زراعية وبذور ومازوت ومياه ري .
وفي هذا التحقيق المختصر سنلقي الضوء على الصعوبات والمشاكل التي يُعاني منها القطاع الزراعي بالمحافظة والحلول المناسبة لاستمرار العملية الإنتاجية ودعم الأمن الغذائي الوطني .
– خضار متنوعة..
قال الفلاح هيثم سليمان زادت المساحات الزراعية المنتجة بشكل كبير قبل عام ٢٠١٢ نتيجة الدعم والرعاية وتوفير المستلزمات الضرورية، وهذا الأمر جعل المحافظة سلة خضار دمشق، وغوطة سورية الجنوبية، وكانت درعا تُنتج مئات آلاف الأطنان من البندورة والبطاطا والباذنجان والفليفلة والكوسا والعنب والزيتون ويتم تصدير كميات كبيرة لدمشق وباقي المحافظات وكذلك إلى خارج القطر.
وأوضح الفلاح علي الناصر أن أساس العملية الإنتاجية هو توفير الأسمدة والأدوية الزراعية والمحروقات ومياه الري بالكميات الكافية وبأسعار مناسبة للفلاح كي يستمر في العمل ودعم الأمن الغذائي الوطني وتوفير الغذاء للمواطن بأسعار مناسبة لدخله، ولكن بعد عام ٢٠١١ تراجعت العملية الزراعية بشكل ملحوظ بسبب الحرب العدوانية الظالمة على سورية والحصار الجائر، وأصبح توفير السماد والمحروقات أمراً صعباً، وبالتالي ارتفعت أسعارها بشكل متواصل وكبير لتصل إلى حد لا يمكن تحمله وترك مئات الفلاحين العمل الزراعي .
– تراجع ملحوظ..
وكشف الفلاح محمد الراشد أنه بعد عام ٢٠١٢ وبسبب عدم توفر الكميات الكافية من الأسمدة والأدوية ومياه الري والمحروقات، تم خسارة أكثر من ثلاثة ملايين شجرة زيتون وعنب، ما أثر بشكل سلبي على العملية الإنتاجية، وخروج مساحات كبيرة من إنتاج الخضار والفواكه.
-غلاء الأسمدة..
وتحدث الفلاح ناصر المصري عن عدم توفر الأسمدة والمحروقات بالشكل المطلوب، وغلاء أجور الحراثة والنقل بسبب غلاء المحروقات قائلاً: إن الكميات المخصصة للزراعة من قبل لجنة المحروقات غير كافية، ويتم شراء المازوت الحُر والأسمدة بأسعار كاوية بالتوازي مع شح كبير بالمادة، حيث بلغ حالياً ثمن كيس السماد 50 كغ حوالي مليون ليرة من القطاع الخاص، وكذلك تجاوز ثمن ليتر المازوت الـ 13 ألف ليرة والبنزين 25 ألف ليرة في السوق السوداء، وهذا الأمر أرهق الفلاحين.
– صمود الفلاح..
وأضاف المُزارع خالد أبو علي أن الفلاح بدرعا وخلال سنوات الحرب الظالمة على سورية، صمد رغم خسارته وواصل عمله لتأمين لقمة الغذاء ورغيف الخبز للمواطنين موضحاً أن دونم القمح يحتاج إلى ١٠ كغ سماد، وأن الخضار والأشجار محرومة من الأسمدة، بسبب عدم توفر المادة بالشكل المطلوب عبر المصارف الزراعية، ونطالب الجهات المعنية بتوفير الأسمدة والمحروقات والأدوية الزراعية والبذور بالكميات الكافية وبأسعار مناسبة للفلاحين.
ورغم كل تلك الظروف سعى اتحاد الفلاحين بدرعا بالتعاون مع المحافظة ولجنة المحروقات الفرعية والأسرة الزراعية لتوفير حاجة الفلاحين من المستلزمات، حيث أكد رئيس اتحاد فلاحي درعا محمد مجدي الجزائري أن الدولة تقوم بدعم الفلاحين – حسب المتوفر- من الأسمدة والبذار والمحروقات مبيناً أن هناك حاجة ماسة للأسمدة والمحروقات لزوم العملية الزراعية، ولكن ظروف الحصار الجائر والحرب الظالمة على سورية أدت لعدم توفر الكميات المطلوبة للمساحات الزراعية، وتم تخصيص كميات من الأسمدة والمحروقات لموسم القمح الماضي وكان الموسم جيداً، وتم توريد أكثر من 90 ألف طن قمح لمراكز الشراء الرسمية.