في بلدية الكسوة فقط.. الطاقة الشمسية تطبق لـ “برناردشو الساخر.. غزارة بالإنتاج وسوء في التوزيع” فأضواء “التنفيذي” المنتخب لأحياء دون غيرها!
الثورة – دائرة الرقابة:
وحده مجلس مدينة الكسوة، وهو يركب ألواح الطاقة الشمسية في مدينته، تنطبق عليه مقولة الأديب العالمي الساخر “جورج برناردشو الساخر” الذي رد على رئيس حكومته ونستون تشرشل ساخراً منه حين سأله عن لحيته الكثة المتزامنة مع صلعته، قائلاً له: “الأمر مثل اقتصادك غزارة بالإنتاج وسوء في التوزيع” ففي قصة ألواح الطاقة في الكسوة كانت أضواء أعضاء “المكتب التنفيذي” المنتخب غزيرة الإنتاج لكنها سيئة التوزيع فكانت لأحياء دون غيرها، ويقول الأهالي لصحيفة “الثورة” إن الأمر فيه محاباة وقلة اهتمام، وتخطيط سيء، وإليكم التفاصيل بالشوارع والصور.
فالصور المرفقة التي التقطتها كاميرا صحيفة “الثورة” ليل أمس في مدينة الكسوة في ريف دمشق تعبر عن حالة تفكير غريبة لدى أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المدينة وهم يوزعون ألواح الطاقة الشمسية في شوارعها، أو حتى تفكير المتبرعين بها إن كانت من قبل متبرعين، أو حتى من قبل منفذي المشروع، فالمهم يتحمل المجلس وحده مسؤولية الأمر لأنه المشرف والمنفذ أولاً وأخيراً، والأمر كله نختزله بسطرين وهما “تم تركيب عدة ألواح في شوارع بعينها وحرمان أخرى لا تبعد عنها سوى خمسين متراً”.
ونبدأ من نقطة المستوصف وبعدة اتجاهات حيث تطالعنا ألواح الطاقة المرصوفة باتجاه دوار الكسوة بشكل غريب عجيب، بحيث نجد بين لوح الطاقة واللوح الآخر لوح ثالث، وفي الاتجاه المقابل لنقطة المستوصف شمالاً، الذي يعني نفس الشارع وبالاتجاه المعاكس تنعدم الألواح نهائياً من زاوية مدرسة نوفل قاسم وحتى آخر بناء في الجبل شمالاً، مع أن هذا الشارع يضم المدرسة ومنازل الأهالي ومبنى مرآب البلدية والنافذة الواحدة، وكأن مجلس مدينة الكسوة أقسم أعضاؤه اليمين بعدم الاهتمام بالحي المذكور الذي تحدثنا في التحقيق السابق عن إهمال النظافة فيه لدرجة لا تصدقها حتى الصور.
الأمر لم يتوقف عند هذه النقاط فكاميرا “الثورة” جالت في معظم شوارع المدينة والتقطت عشرات الصور التي تؤكد وجود أكثر من عشرة ألواح في شارع معين لا يتعدى واحد كم، في حين نرى شارعاً آخر بلا أي لوح للطاقة، وبعض الشوارع التي لا تتجاوز مسافتها المائة متر فيها أكثر من خمسة ألواح مثل نزلة “المستوصف – الدوار” وشارع المدارس الموازي لـ “ديلكسي كورنر” وحتى الفرن الاحتياطي وصولاً إلى “دوار الثوم”، وانتهاء بحي النازحين الغربي وغيره من الأحياء الذي غابت عن بعض حاراته تلك النعمة.
أهالي الحي الشمالي وغيره من الأحياء المحرومة من الطاقة يتساءلون عن سبب عدم العدالة لدى بلدية الكسوة، ولهم في مواضيع مياه الشرب والنظافة والخدمات الأخرى شواهد كثيرة، ومرة أخرى يطالبون مجلس مدينة الكسوة بتحقيق العدالة بين الأحياء وعدم تفضيل أحياء على أخرى، وخاصة أن غياب ألواح الطاقة الشمسية مقابل مبنى البلدية، ومع انتشار تلال القمامة، جعلت المكان مرتعاً للكلاب الشاردة التي ترعب المارة ليلاً، وخاصة الأطفال.
أخيراً قد يتبادر إلى ذهن أعضاء المكتب التنفيذي في مدينة الكسوة تسطير رد للمحافظة يقولون فيه: “إن البلدية لديها خطة لتركيب ألواح أخرى في قادم الأيام للشوارع المذكورة”، ونقول لهم مسبقاً: “قبل أن تقولوا كش يا حمام اكسروا جناحه” أي قوموا بفك بعض الألواح في الشوارع التي تغص بها وركبوها في المناطق المعتمة، فالمناظر الجميلة ونواياكم الصادقة ليست الغاية الآن في ظل هذه الظروف الصعبة التي تتطلب قليلاً من الاهتمام بكل المواطنين وبمختلف أحيائهم الفقيرة قبل الغنية.. فهل وصلت الرسالة؟.