الثورة – ناصر منذر:
لا تزال الولايات المتحدة تراهن على إمكانية إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا عبر البوابة الأوكرانية، وتعمل على إطالة أمد الحرب من خلال مواصلة ضخ المزيد من الأسلحة المتطورة والفتاكة للنظام الأوكراني، من دون أخذ العبر والدروس من فشل الهجوم المضاد الذي يشنه نظام كييف والخسائر الكبيرة التي تتكبدها القوات الأوكرانية في الميدان، فيما يلعب حلف الناتو الدور الأكبر في التحريض على مواصلة الحرب ضد روسيا، وإغلاق كل نوافذ الحوار والدبلوماسية، وذلك بأوامر وتعليمات مباشرة من أصحاب القرار في البيت الأبيض.
روسيا التي تواصل عمليتها العسكرية الخاصة لحماية دونباس واجتثاث النازية الجديدة التي باتت تشكل خطراً داهماً على أمن واستقرار المنطقة، تدرك جيداً أن الولايات المتحدة هي من تدير دفة الحرب وتقودها لمحاولة إضعافها، وهو ما جدد التأكيد عليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قال:” إنه بغض النظر عما تقوله الولايات المتحدة، فإنها تدير الحرب في أوكرانيا، وتزودها بالأسلحة والذخائر وتدعمها بالمعلومات الاستخبارية عبر الأقمار الصناعية.
تصريحات لافروف تلك جاءت في مقابلة مع برنامج “موسكو. الكرملين. بوتين”، تعليقاً على قرار واشنطن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، حيث أضاف لافروف:” إن ما يحدث هو أن أمريكا تُعد أوكرانيا منذ سنوات طويلة للقتال بالنيابة عنها لإلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا”، قائلاً:” إنهم يقودون الحرب ضدنا”.
وكانت وسائل الإعلام الأمريكية قد ذكرت، أمس السبت، أن واشنطن تقترب من اتخاذ قرار بنقل صواريخ “ATACMS” وهي صواريخ يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر، والتي يمكن إطلاقها بواسطة أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة “HIMARS”.
وكانت روسيا قد أرسلت، في وقت سابق، مذكرة إلى دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” بشأن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وأكد لافروف أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا، وذكر أن الولايات المتحدة وحلف الناتو متورطان بشكل مباشر في الصراع في أوكرانيا، ليس فقط عن طريق توريد الأسلحة، بل أيضاً عبر تدريب العسكريين الأوكرانيين على أراضي بريطانيا وألمانيا ودول أخرى.
كما حذر لافروف من أن استمرار الغرب في ضخ السلاح إلى أوكرانيا وتأجيج الصراع، يهدد بخطر وقوع صدام عسكري مباشر بين القوى النووية.
وفي تأكيد جديد على تحريض الناتو بقيادة الولايات المتحدة لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا، قال الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ: ” لا أحد يعرف متى سينتهي القتال في أوكرانيا، مضيفاً: “تستمر معظم الحروب لفترة أطول مما كان متوقعاً لها ولذلك يجب أن نكون جاهزين لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا”.
وأضاف ستولتنبرغ في حديث لصحيفة مجموعة Funke أنه إذا توقفت أوكرانيا عن القتال فإنها “ستختفي من الوجود، فيما لو توقفت روسيا عن القتال سيحل السلام” حسب زعمه، مشيراً في الوقت ذاته إلى إن أوكرانيا ستنضم إلى الحلف عاجلاً أم آجلاً، لكنه لم يذكر متى سيحدث ذلك.
هذا وكان رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو، روب باور، قد أكد في وقت سابق من اليوم خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش المؤتمر السنوي لرؤساء الأركان العامة لحلف شمال الأطلسي المنعقد في العاصمة النرويجية أوسلو، أن دول الحلف أعلنت قرارها إجراء أضخم مناورات عسكرية في إطار الحلف منذ انقضاء فترة الحرب الباردة، وذلك في العام القادم 2024.
وأضاف باور: “في عام 2024، سيجري الناتو أضخم مناورات له منذ فترة الحرب الباردة” وقال إنها بعنوان: “المدافع الصامد”.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” قبل أقل من أسبوع، أن الحلف سيجري في 2024 أكبر مناورات عسكرية له منذ الحرب الباردة، مشيرة إلى توقع مشاركة ما لا يقل عن 41 ألف جندي، وأكثر من 50 سفينة في تلك المناورات، وتنفيذ ما بين 500 و700 طلعة جوية خلالها.
كما لفتت الصحيفة إلى أن التدريبات ستجري في ألمانيا وبولندا ودول البلطيق في شباط وآذار 2024.
بموازاة ذلك أعلنت وزارة الدفاع البولندية عن إجراء مناورة “نار الخريف” اليوم الأحد، بالقرب من الحدود مع روسيا باستخدام معدات عسكرية اشترتها من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وبحسب بيان منشور على الموقع الإلكتروني للوزارة، تجري المناورات في ميدان التدريب بمركز تدريب المشاة في مدينة بيموفو بيسكا، على بعد 80 كيلومتراً من الحدود مع مقاطعة كالينينغراد الروسية.