فن الخط العربي وتاريخه

الثورة:

يتمتع الخط العربي بقيمة تاريخية وحضارية عظيمة، فيعتبر فن الكتابة بالحروف العربية بأساليب مختلفة ومتنوعة، تعكس تاريخ وثقافة الشعوب العربية والإسلامية، وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية في 18 كانون الأول، يعود للأذهان تاريخ البدء بالاحتفال باللغة العربية وذلك منذ خمسين عاماً في 1973 حيث جاء قرار الأمم المتحدة التاريخي بإدخال اللغة العربية كلغة رسمية سادسة في المنظمة، ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، مكرسة هذا التاريخ السنوي لإبراز إرث اللغة العربية ومساهمتها العظيمة في الحضارة الإنسانية.
الخط العربي له دوره في الاحتفاظ بالتراث العربي والهوية العربية الأصيلة، ويتميز بأنه يعتمد على الزخرفة والتصميم الجمالي للحروف والعناصر الزخرفية المحيطة بها، مستمداً قوته ومكانته من قوة ومكانة اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم.
وإذا أردت معرفة معلومات أكثر عن اليوم العالمي للغة العربية اقرأي عن اختيار منظمة اليونسكو لشعار العربية لغة الشعر والفنون عنواناً لليوم العالمي للغة العربيةتعريف الخط العربي
فن الخط العربي هو فن وتصميم عملية الكتابة التي تستخدم الحروف العربية

يُعرف فن الخط العربي على أنّه فن وتصميم عملية الكتابة في جميع اللغات التي تستخدم الحروف العربية، وتمتاز الكتابة العربية بكونها متصلة، الأمر الذي يجعل منها عملية قابلة لاكتساب العديد من الأشكال الهندسية، ويكون ذلك من خلال الرجع، والمد، والتشابك، والتزوية، والاستدارة، والتركيب، والتداخل.
ويقترن فن الخط بالزخرفة العربية، إذ يُستخدم لتزيين القصور والمساجد، كما يستخدم في تحلية الكتب والمخطوطات، وتحديداً لنسخ آيات القرآن الكريم، ولقد نشأ الخط العربي ليتطور ويبلغ مبلغاً من الجمال حاملاً معه حضارة تركت معالمها على أطراف الصين وحتى غرب أفريقيا.خصائص الخط العربي
يتميز الخط العربي عن غيره من الخطوط بالعديد من الخصائص والمميزات أهمها:يتمتع الخط العربي بالطواعية والمرونة الكبيرة؛ إذ يمكن أن يشكَّل منه تراكيب وأشكال مختلفة للكلمة الواحدة ضمن أبعاد مختلفة في الشكل والاستقامة والاستدارة.
يَظهر في الخط العربي السمة الزخرفية وهي السمة المفقودة في الخطوط الأخرى.
يعتمد الخط العربي على الأصل الهندسي والرياضي بصورة أساسية.
يمتلك الحرف العربي خاصية ثنائية الشكل، إذ يمكن أن يظهر بشكل متصل وآخر منفصل.
ويعرف تاريخ الخط العربي بأهم الفترات والعصور التي مر بها هذا الخط، والتي أثرت به وزادت من انتشاره أو زيادة أنواعه وأشكاله.العصر الجاهلي
الفترة الأولى كانت في العصر الجاهلي، حيث كانت بدايات الخط العربي قبل الإسلام باعتباره فناً من الفنون، وقد كانت النقوش قبل الإسلام التي وصلت إلينا عبارة عن خطوط كوفية، ويمكن القول إنّ انتقال الكتابات القديمة لمرحلة الأحرف تعود إلى الدولة الفينيقية منذ أكثر من ثلاثين قرناً، وبعدها تفرعت الحروف الفينيقية إلى ستة أفرع، وهي “التدمري، والهندي، والفهلوي، والعبري السرياني، والعبري المربع، والفارسي”، وقد تطور الخط السرياني ونشأ عنه خطان وهما “الخط الحميري، والخط النبطي” الذي تطور إلى الخط العربي.

عصر الإسلام
أما الفترة الثانية فقد كانت البداية الفعلية لانتشار الخط العربي، وكانت في عصر الإسلام، وتحديداً مع بداية رسالة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فهو أول من عمل على نشر الخط العربي، وعندما نزل القرآن الكريم قاموا بتدوينه على خط الجزْم وسمي بالخط المكي، وكانت أول مدرسة للكتابة في الإسلام بعد معركة بدر عندما طلب النبي من الأسرى المشركين تعليم صبيان المدينة المنورة الكتابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول من عمل على نشر الخط العربي وتعليمه بين المسلمين واهتم أيضاً بتعليم النساء كما الرجال، وتنافس الكتاب في تجويد الخط وتحسينه، فالنبي كان يختار من يكتب رسائله للملوك من أجود الكُتاب خطاً في الكتابة، وقد عرف العرب في بداية الإسلام نوعين من الخطوط وهما “الخط الحجازي” والذي كان يسمى “بالخط الدارج”، وكان يستخدم بكتاباتهم بشكل يومي نظراً لليونته، فهو يُكتب بشكل عشوائي نظراً لعدم خضوعه لأي قواعد، لذا لم يتم كتابة المصاحف به، أمّا الخط الثاني فهو “الخط الكوفي”، والذي يعد أساس الخطوط العربية كلها، وكان كتّاب الوحي يكتبون به الآيات القرآنية على سعف النخل دون همزات وتشكيلات، وقد تمت الكتابة به في العصر الراشدي أيضاً.

العصر الأموي
أما في العصر الأموي، فقد تطور الخط العربي تطوراً نوعياً، وتقدم بشكل واضح وملموس، حيث قام أبو الأسود الدؤلي بوضع الحركات الإعرابية للخطوط، كما وضع النقاط على الحروف لتمييز الحروف المتشابهة عن بعضها، ولذلك أصبحت النقطة جزءاً لا يتجزأ من الحرف العربي، ولقد ظهر عدد من الخطاطين والذين اشتهروا بجمال خطهم وعلى رأسهم الخطاط قطبة المحرر فقد جمع بين الخطين الكوفي والحجازي، ولقد عرف باسم خط الجليل واستعمله قطبة المحرر والكتاب الذين جاؤوا بعده، وقد كتبوا في العصر الأموي في القصور والمساجد.العصر العباسي
وقد عرف هذا العصر بعصر الرخاء والازدهار، وذلك لازدهار الفنون، وفي هذا العصر تابع الخط العربي تطوره وتفرع إلى أحد عشر نوعاً وهي “الديباج، والسجلات، والزنبور، والجليل، والعهود، والاسطوحار، والخرفاج، والمدمرات، والقصص، والسجلات، والمفتح”، ولقد ابتكر الخطاط إبراهيم الشجري أو السنجري خط الثلث، وقبل نهاية القرن الثالث، تطوّر إلى أن أصبح خطاً جديداً وقد سمي الخط بالخط المدور الكبير، وتم نشره وتعميمه في جميع الكتب السلطانية الصادرة عن دار الخلافة، وقد سمي بالخط الرئاسي.

عصر الأندلس
وفي عصر الأندلس، استعمِل الخط الشامي إلى جانب الخط القيرواني في نسخ المصاحف، وقد طور الأندلسيون الخط القيرواني مدخلين عليه ليونة جديدة، واستمر هذا الخط بالنمو والازدهار في العصور “الفاطمي والمماليك والعثماني”، كما شهد تطوراً في إيران حيث أبدع الفنانون الإيرانيون في الفن التصويري لمضامين المخطوطات الفارسية والعربية.العصر الحديث
أما في العصر الحديث، فابتدع الفنانون العرب أنماطاً وخطوطاً هجينة، بما فيها خط التاج الذي أنشأه الخطاط المصري محمد محفوظ، الخبير الفني بالمحاكم في عهد الملك فؤاد، وسميت بحروف التاج وكانت الفكرة لصاحب التاج ملك مصر الأسبق فؤاد، وهو عبارة عن الإشارة كأنها لام ألف مقلوبة مقوسة وموضعها فوق رأس الحرف على غرار الحروف “الكابيتال” في اللغة الإنجليزية، وذلك ليهتدي القارئ لما ترمي إليه الجمل أو الكلمات، وقد رجح استعمالها في حروف خط النسخ لأنها أجمل وقعاً عليه من سائر الخطوط الأخرى.
ولقد تطور الخط العربي في ظل تلك الثورة التكنولوجية التي تحكمت بشتى مجالات الحياة، فقد تدخلت الوسائل التكنولوجية الحديثة فيه، فأصبحت أجهزة الكمبيوتر تؤثر وبشكل كبير على شتى مجالات الحياة، وبالأخص مجال الخط العربي والزخرفة، فقد تحولت أدوات الخط العربي من الرِّقاع والأوراق والمحابر والأقلام إلى الألواح والأقلام الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر، حيث أصبحت برامج الكمبيوتر التي أعدها البرمجيون والتي تتضمن جانباً لإعدادات الخط العربي ذات أثر واضح في مجال الخط العربي.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة