شبابنا واللغة العربية.. الواقع..التحديات والمقترحات

الملحق الثقافي- خالد حاج عثمان:          

لغتنا العربية الجميلة إحدى أهم اللغات السامية..شرفها الله بأن جعلها لغة القرآن والسنة المطهرة والفقه ..
وهي لغة الآداب والشعر والحكم والأمثال والعلوم الإنسانية جميعها..
واجهتها دائماً تحديات وصعوبات من أمثال سياسات التتريك والفرنسة والعجمة وكتابتها بالحروف اللاتينية وإشاعة اللهجات المحكية المحلية بديلاً للغة الفصيحة..
وإذ تطلق صحيفة الثورة عبر ملفات ملحقها الثقافي قضية اللغة العربية والشباب فإنما هي تتحسس مسؤوليتها في الإشارة…إلى هذه القضية..
ترى ماذا يقول أهل اللغة والعاملون بها والأدباء والشعراء والمهتمون والشباب- الفئة المستهدفة في ملفنا- :

 تعزيز دور اللغة العربية لدى الشباب( الشاعرة عائشة السلامي):
إن وجود اللغة ملازم لحياة الإنسان منذ أقدم العصور فقبل اختراع الحروف كانت وسيلة التواصل بين الأمم الرسم على الجدران و النقوش المسمارية أكبر شاهد على ذلك و تعد اللغة العربية من أصل سامي وتلتقي بالعبرية لأصل كنعاني وقد تتلاقى هي و السريانية في بعض زوايا الحروف واللفظ.
وإن أول من تكلم باللغة العربية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وكان لسانهما فصيحاً بليغاً بالفطرة وقد برع أهل الجزيرة العربية في بيان اللغة و جزالتها و إلى ذاك الحين لم يكن هناك ما يوثق تلك اللغة التي كانت حروفها تُكتب بشكل متصل و غير منقط إلى أن جاء سوق عكاظ للمبارزات الشعرية السنوية فجعلوا من المعلقات العشر بماء الذهب و المعلقة على جدران الكعبة أول دليل ومرجع موثق للغة العربية وظل هذا دأب العرب إلى أن جاءت الدعوة الإسلامية ببيانها الفصيح و قرآنها المجيد وصارت تكتب الآيات على سفع النخيل و بعض الرقاع حتى خيف من تحريف اللغة إثر دخول الأعاجم و الفرس في الإسلام فجاء بوقتها أبو الأسود الدؤلي مكلماً الإمام علي بهذا الأمر فقال له الإمام نقسم الكلام إلى حرف و اسم و فعل و أكمل على هذا النحو ومن هنا جاءت فكرة النحو و الصرف و الترقيم حتى وصلتنا اللغة العربية بأجمل و أبهى قالب لها.
المغزى من هذه المقدمة الطويلة أن علينا حفظ هذه اللغة العريقة بكل ما أوتينا من حب لهذه الثروة العظيمة و الأيقونة الجميلة والتي هي عنوان عروبتنا ووحدة لساننا.
فعلينا أن نواجه بل نحارب من يطعن في هذه اللغة الحنونة ونقدمها لأبنائنا بأبهى الصور وأجملها.
كأن نقيم لها مهرجانات خاصة تمجد أصالتها ومنح الجوائز الكبرى لمستحقيها وقيام مسابقات للنصوص الجميلة و تشجيعهم على الكلام بها ونبذ اللحون بها وأن يكون درس اللغة ضمن المنهاج المدرسي درس يلقى بشكل ترفيهي كي نبعد طلابنا عن الملل لكي نتخطى مع أولادنا مسألة صعوبة اللغة في صرفها و نحوها.
ثم علينا أن نشجعهم في إطار استخدامهم للغة العربية على الشابكة فلا يكتبون باللهجة المحكية و العامية لأن هذه الظاهرة صارت منتشرة وبشكل مخيف ذلك أنها تغير رسم الكلمات لأنهم يكتبون وفق ما يلفظون وهذا خطأ عظيم.
وعلينا أن نعلمهم أن للشابكة أثراً جيداً في نشر اللغة العربية والبحث في مضامينها لتوفر كل المعلومات على غوغل و هذا أمر يسهل طلب المعلومة ووضعها في أيدي محبيها لأن الشابكة أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة فعلينا الاستفادة من هذه الشابكة على أكبر نطاق ممكن ضمن حياتنا و تقديم المعرفة فيما ينفعنا و لا يضرنا.
 خطط مقترحة لتعميق اللغة مهارات اللغة العربية..لدى الأطفال والشباب:
/ الشاعرة دعد غانم/ المتابعة لشؤون مواهب الاطفال ..:
العلم. في الصغر كالنقش. على الحجر
اللغة العربية اللغة الأم
لغة الكتب السماوية
فعلينا جميعًا الحفاظ عليها
شبابنا اليوم ينظر إلى متكلميها
نظرة المعقد
لا يحملون لها وزناً ولا قيمة
لأنهم.. لم.. يعتمدوا.. عليها.
ولكي نحررهم من هذا المفهوم
يجب أن يكون هناك خطة مدروسة من قبل التربية والتعليم
لتدريس المواد باللغة الأم
والمنع البات للغة العامية
كما يجب تخصيص
حصة.. أسبوعية.. لتحفيظ.. القرآن
وتخصيص 10 دقائق
يومياً وقبل الدخول بالحصة الدراسية قراءة قصة
وإعطائهم أمثلة عن جمالية اللغة
وأن يكون هناك أنشطة ثقافية
للأطفال تضمن حفظ أبيات شعر موزون
وسماع.. قصائد.. مغناة
لتدريب الأذن واللسان.
لأن كل.. مايسمعه.. الطفل.. بسنواته الأولى
سيقوم الدماغ بتوثيقة وبدوره.. سينطقه اللسان …
 استعادة دور لغتنا العربية الجميلة..
بهذه العبارة الهامة عنونت الأديبة القاصة والروائية ومدرّسة اللغة العربية أستاذة( ملك حاج عبيد ) مساهمتها الرائعة قائلة:
لغتنا العربية لغة جميلة غنية في مفرداتها حلوة الوقع في السمع قادرة على التعبير عن أدق المشاعر وعن أحدث ما وصل إليه العلم من نظريات علمية ومخترعات حتى شكل حروفها يتمتع بالانسيابية والرشاقة وكثير من اللوحات الفنية تجسد جمال الحرف العربي وما اتهامها بالقصور إلا لقصور أبنائها اليوم فقد كانت في بعض العصور هي لغة العلم في العالم.
عندما تتأخر أمة ما عن ركب الحضارة تتراجع معها لغتها فاللوم لا يقع على اللغة وإنما على أهلها الذين يحسون بالقصور الحضاري فيتعلقون بركب الأمم المتقدمة يقلدونها ويستعيرون لغتها ويتباهون باستعمالهم هذه اللغة وكلما زادت مفرداتهم من هذه اللغة شعروا بالرضا عن النفس.
اللحاق بركب الأمم المتقدمة ليس مستحيلاً ولكنه طويل وإلى أن نلحق بهم علينا أن نعزز الثقة بأنفسنا فلدينا تراثنا العلمي الذي لو وجد من طوره من الأبناء لكنا في مقدمة الأمم ولدينا تراثنا الفكري والفني والأدبي الممتد من الجاهلية حتى أيامنا هذه وفيه من الجمال ما لا تتفوق علينا به أمة من الأمم لا أدعو للقطيعة مع الآخر ولكن للاتزان فليس كل ماهو عربي قبيح وليس كل ماهو أجنبي جميل.
لغتنا ليست لغة مجموعة بشرية صغيرة بل هي ثامن لغة في الانتشار حسب تصنيف الأمم المتحدة فلماذا نهجرها لنستعير مفردات الآخرين ونمط فكرهم فكلمة مرحبا أو صباح الخير أجمل من هاي وكلمة شكرًا أفضل من ثانكس أو ميرسي.
شبابنا مأخوذون بالغرب لماذا لا يلتفتون إلى كنوز أدبنا قديمه وحديثه فلدينا من الشعراء والكتاب من يضاهي الغرب والشرق في نتاجهم ليت شبابنا يلتفتون إلى هذا الأدب يغترفون منه ليصبحوا أكثر فهماً وفاعلية في مجتمعاتهم.
تمكين اللغة العربية يبدأ بإصلاح عملية التعليم وتخريج مدرسين يتمتعون بالكفاءة العلمية والتربوية فضعف اللغة يأتي من ضعف المدرس والأمثلة على ذلك كثيرة، وليت الجهات الرسمية تشجع القراءة من خلال الأنشطة والمسابقات ففيها تنمية للطموح وبعد عن التسطح الفكري والانجرار إلى التقليد وفيها تحفيز للغوص في جماليات هذه اللغة.
ربما للشابكة وطابعها السريع والإدمان الذي يتسبب في إهدار الوقت دور في الانصراف عن القراءة المثمرة فلو كانت هناك أنشطة جدية ما انصرف الشباب إلى الشابكة يقضون الساعات معها.
اللغة تحتاج منا إلى وقفة مع الذات نراجع بها دورنا الحضاري وبهذه المراجعة ربما نستعيد مكانتنا ولغتنا التي نعتز بها .
 اعتز بلغتي العربية..هويتي..( الشاعرة خديجة شما)
لغتي عربية شامخة طول الزمان
افتخر بها.. هي أنا.. هويتي ونفسي أعبر بها بحروفها الرائعة تجود بكلماتها
تمثل حياة كل إنسان بأحاسيسه وأفكاره دامت لنا ذخرًا أبد الزمان.
كثيرًا ما نرى الشباب يذهبون إلى تعلم لغات غير لغتنا العربية ظناً منهم أنها توصلهم إلى مستقبل واعد وأفضل من تعلم لغتنا الأم التي هي أم اللغات يكفينا فخرًا أنها لغة القرآن الكريم الذي يتدارسه الفقهاء ويتعود به وبفصاحته العلماء والشعراء.
لغتنا هي لغة الضاد التي هي الوحيدة التي يلفظ بها هذا الحرف لظنهم بثقله وعسر التمكن من لفظه .. كثير من الشعراء تغنوا بجمال وفصاحة لغتنا ولإمكانهم توصيل كل ما يريدونه عن طريقها في مجالات كثيرة نراهم في السلم يفتخرون بمكانتهم وفي الحرب يشدون من أزر بعضهم ومساندتهم لجلب العزيمة ومتابعة للنصر بقوة.
حروفها وسلاسة أسلوبها والجمال والنظم والتعبير
الشباب عندنا يفتقر إلى عمق الأسلوب والنضح العقلي لهذا الموضوع فيرى في تعلمه لغة ثانية أنه يصل للقمة أو يصل إلى مبتغاه في تأمين حياة في بلد اغتراب لا يهم أن يبقي على هويته العربية وثقافته ودينه ليتمكن من المعايشة في بلد آخر.
حبذا ندوات تثقيفية تنير العقول وتفصح عن جمال الحرف والتعبير الذي لا يمكن إيصاله إلا بلغتنا لطريقه الصحيح.
الصعوبات التي تحول جذب شبابنا إليها أولاً الغلاء بأسعار الكتب وخاصة القيمة جدًا تمنعهم من الشراء والاستفادة منها وهذا معروف لدى الجميع وبمعارض للكتب التي كنا نراها منذ مدة بتخفيضات توازي تكلفتها فقط للتشجيع والاطلاع والفائدة من كتب يرغبونها.
يحضرني هنا أن بعضًا من الدول العربية أقامت معرضاً للكتاب وللأسف كان الطعام والشراب بآلاف النقود وكان فقط العدد الذي بيع من الكتب قليل جداً، مؤسف أن يذهب التفكير لملء البطون فقط وليس ملء العقول بما يفيد لمعرفة أوضاع البلاد وما يجري فيها على كل المستويات وجوانب الحياة.
صعوبات مادية معنوية شباب لا يريد التفكير بما يزعجه أو يمنعه من تحقيق رغائبه فقط يعيش فقط على هامش البلاد ويتفرج دون أن يهتز له رمش.
علينا بالاستعجال لنعيد شبابنا إلى مركزهم ووضعهم قبل أن يجرفهم تيار لا يعرفون منتهاه أو الغرق فيه تيار العزلة الاجتماعية والوعود الكاذبة في حياة افضل بعيدًا عن هويتهم العربية.
أثر الشابكة السلبي على لغتنا العربية لدى الشباب..
وتضيف الشاعرة/ منى حباب/ قائلة:
شبابنا الرابض في غرف الشابكة
يتحول إلى من يلقنه صوت اللغة العربية
حتى لايفقد هويته الملقاة فوق صخور الأبجدية
مع أن الأسماء للأدوات الغربية عن واقعنا يحتاجها ليضمد (المكنة ) الضيف.
ويدخل في شغب الموائل أصبحت دخيلة على عالمنا لدرجة بأننا نضع اللغة العربية جانبًا ..ونتفوه الألغاز ونستكشف
بأننا نخرج من رداء ثمين ونلبس ثوباً فضفاضاً..حتى نملأ الإغاثة بالجهد المبذول ونلتف حول أدوات دخلت عوالمنا
علينا أن نتحصن بلغة القرآن..
أمام اجتياح العولمة ..وألا نذهب بعيدًا
فتغلبنا لغة نتداولها في زمن التبدلات أمام جمهرة العلم .. بمصطلحات لابد منها لكن تنقلنا
إلى جوانب أخرى من العلم والدراسة ..نحن لانستطيع بأن نسجن اللغة الأم..فهي المتداولة إن لم ننتقل إلى مواقع أخرى ونتكلم بلغة الآخرين.                  

العدد 1177 – 6 -2 -2024     

آخر الأخبار
الفرملي: تنسيق مع منظمتي "بلا حدود" و "حماية المدنيين" لتقديم منحة لدعم التأمين الرقمي  أهالٍ من القنيطرة يحتفلون برفع العقوبات عن سوريا احتفالات  في حمص برفع العقوبات رئيس اتحاد غرف التجارة السورية : رفع العقوبات سيسهم في عودة الاقتصاديين إلى وطنهم وتدفق الاستثمارات رئيس غرفة صناعة دمشق لـ"الثورة": رفع العقوبات هو التحرير الثاني لسوريا خبير اقتصادي  لـ"الثورة": رفع العقوبات يفتح باب الاستثمار ويحسّن مستوى الدخل الاقتصاد السوري بعد 13 أيار ليس كما قبله...  خربوطلي لـ"الثورة": فرص الاستثمار باتت أكثر من واعدة ماذا بعد رفع العقوبات..؟ الدكتور عربش لـ"الثورة": فتح نوافذ إيجابية جداً على الاقتصاد نائب وزير الطوارئ لـ "الثورة":  حرائق الغابات التهمت 150 هكتاراً جامعة دمشق تناقش أهمية إدخال تقنيات  الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار لتقديم أفضل مرور إنترنت في سوريا  الاتصالات تطلق مشروع "سيلك لينك" احتفالات كبيرة في طرطوس برفع العقوبات.. وإعادة التعافي للقطاعات  الشيباني: قرار ترامب برفع العقوبات نقطة تحول محورية للشعب السوري الأمم المتحدة ترحب بقرار ترامب رفع العقوبات على سوريا ترامب يعلن من الرياض رفع العقوبات عن سوريا "الاقتصاد والصناعة" تمنع تصدير الخردة الزراعة" و"أكساد" تطلقان دورة تدريبية لتشخيص الديدان الكبدية والوقاية منها إخماد حرائق غابات ريف اللاذقية انتهى.. والتبريد مستمر يوم حقلي لملاءمة أصناف القمح مع بيئة الشمال  الصحة: دعم الجهود الوطنية في التصدي لتفشي الكوليرا