الثورة – دمشق – همسة زغيب:
الخط العربي إرث حضاري كبير، وهو ركيزة أساسية من ركائز الثقافة العربية، وكنز من كنوز حضارتنا مازال شامخاً يضاهي بروعته وقدمه كل فنون الأمم الأخرى.
مر هذا الفن الجميل بأطوار مختلفة من التطورات والتغييرات المتدرجة عبر عصور موغلة في القدم، حتى تكاملت صورته على ما هي عليه الآن، بدوره الحيوي والمهم ويعتبر الحاضنة الثقافية والحضارية للغتنا العربية الجميلة، هذا ما تناوله الفنان الخطاط جلال الغزي بالحديث عن رحلة الخط العربي وتطوره عبر التاريخ من خط المسند وصولاً إلى اليوم، وتعدد أنواعه في ندوة حوارية تحت عنوان “جماليات الخط العربي” في المركز الثقافي العربي في برزة.
تحدث الفنان الخطاط الغزي حول خصوصية الخط العربي التي جاءت ضمن العمل لنشر ثقافة الخط العربي والتوعية بأهميته عبر مسيرة تاريخية حضارية كانت أكثر قدرة على العطاء والبناء، جوهرها بناء الإنسان، فالخط العربي يمتاز بوحدات زخرفية متنوعة ومتكاملة ومدروسة في اللوحة، تدفع أي خطاط إلى أن يبدع بمشاعره الروحانية، وأعطت الحرف العربي قدسية استقتها من القرآن الكريم، وتنوع الخطوط في تراكيب متعددة وأشكال متنوعة تبعث السحر والجمال، ليزداد الشكل جمالاً كوحدة فلسفية متكاملة العناصر.
وركَّز الخطاط على أهميته وضرورة الاهتمام بالخطوط العربي وخاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة، وذلك من خلال إدخاله ضمن مناهج التعليم في المدارس، وتعليمه للمدرسين في كليات التربية والفنون الجميلة ودعم الخطاطين، وإقامة المعارض، كي تلتفت الأجيال القادمة لأهميته، وتسعى للحفاظ على ثقافتنا، والتعريف بأنواع الخطوط كخط النسخ وهو واحد من أسهل الخطوط لكنه يمتلك من الجماليات ما يميزه عن الخطوط الأخرى، كخط “المسند” الذي كان منه “السرياني” ثم “الكوفي”، ومن الفينيقي أيضاً نشأ الخط “الآرامي” الذي اشتق منه “النبطي” والذي تطور بدوره إلى “الحيري” و“الأنباري”، وكان منهما على التوالي “المجازي” و“النسخي”.
بدورها مدير المركز الثقافي في برزة لبنى حداد قالت: إن الخط العربي هو علم له أسسه، لكونه فناً من أصعب الفنون، ويشكل الهوية الحقيقية للأمة العربية، ومن أهم صفات الخطاطين الإحساس الرقيق والشعور المرهف، وامتلاك القدرة على التحمل والصبر، فجميعهم يمارسون أعمالاً تهواها أنفسهم، وتنمو في نفوسهم حاسة الجمال بشكل واضح، مؤكدة أن المركز يحاول نشر الوعي والثقافة في المجتمع حول مواضيع مهمة عبر هذه الندوات لزيادة الوعي والثقافة.

التالي