الثورة – دمشق – رفاه الدروبي:
فلسطين لا تحتاج أن نفتح لها صفحة التاريخ لتثبت من يكون الفلسطينيون.. إنَّهم أهل العمران والحضارات وأرضهم أرض الرسالات، عاش عليها الأنبياء؛ لكن ما يحصل اليوم في فلسطين لم نسمع عنه في الحروب الطرواديَّة.
كلمات بدأها الكاتب حسن حميد في ندوة “طوفان الأقصى.. الأسباب والنتائج” المنظَّمة في ثقافي أبي رمانة، وألقاها أبو أحمد فؤاد المقدسيّ الذي أوقف حياته كلها من أجل فلسطين يُردِّد ملء لهاته: بلادي، وعاش ملتزماً بقضيته يناضل لأجلها كي يرفرف علم بلاده بألوانه الأربعة عزيزاً على باب دمشق “العمود”، أو على شاطئ حيفا، أو عند مغتسل سيدنا المسيح عليه السلام في أريحا، تاركاً كلَّ ملذات الحياة وأحلامه على مياه نهر الأردن المقدَّس.
– أسباب المعركة..
استهل المحاضر أبو أحمد فؤاد حديثه عن الأسباب المؤدِّية إلى حرب “طوفان الأقصى” وأبرزها أنَّ الاحتلال قائم على أرض الوطن، ولابدَّ أن تكون هناك مقاومة دائمة باستمرار لمواجهة التهديد المباشر للمسجد الأقصى من أجل تغيير ساحاته سواء أكان ببناء الهيكل المزعوم أم التهديد بهدمه فأصبح هناك خطر جديٌّ عليه والتنكيل بالأسرى ومصادرة الأراضي والاستيطان، إضافة إلى حصار غزة والجرائم المرتكبة من قبل العدو، العوامل مجتمعة أدَّت إلى المعركة، مُنوِّهاً بأنَّ مجلس الأمن على الرغم من اجتماعه لم يتخذ أيَّ خيار يلزم “الكيان الصهيوني” بقرار فتمادى العدو في جرائمه، وأتت المبادرة من اتحاد جنوب أفريقيا حيث اتخذت موقفاً بتقديم شكوى لمحكمة العدل العليا.
– ما حصل في المعركة..
ثمَّ بيَّن المحاضر فؤاد بأنَّ المعركة كانت مفاجئة “للعدو الصهيوني”، وحدثاً تاريخياً كبيراً لم يشهد قبله منذ “تأسيس الكيان” حتى يومنا الحالي، أحدثت العملية المنفّذة تغييراً نوعياً في نظرة العالم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وبدأ يُفكِّر أنَّ هناك شعباً مظلوماً ووطناً للفلسطينيين وليس لهم دولة، لذا كان الحراك شعبياً عربياً مميزاً وآخر على الصعيد العالمي أدَّى إلى تغيير مواقف بعض الدول العالمية.
أما المعركة فبُدئت بإعداد وتدريب مسبقين، وبُذل جهدٌ نوعيٌّ للكفاءات، كما تمَّ الاتفاق أن تكون المعركة على الأراضي الفلسطينية وليس في الأقطار العربية المجاورة على أن يتمَّ اختراق الحواجز والقيام بالمهمة من دون خسائر، واستطاع المقاتل الفلسطيني تمريغ أنف العدو بإمكانات محدودة بلا صواريخ ولا طائرات، لتبيِّن أنَّ الشعب يقاوم النماذج جميعها بالإمكانات المتوفرة وبالصمود لتشكِّل حاضنة في الميدان حيث تمَّ الاتفاق على ورقة مشتركة بين الأطراف الفلسطينية كافة، تتلخَّص بوقف إطلاق النار أو هدنة وانسحاب قوات العدو من غزة لوضع كلِّ المشاكل فيما بعد على طاولة المناقشات بما فيها تبادل الأسرى والحصار وكل المسائل المتعلقة بالصراع بين الطرفين.
– التهجير الممنهج..
كما أشار المحاضر إلى أنَّ “الكيان الصهيوني” استخدم طريقة ممنهجة بالنسبة لتدمير المدارس والمستشفيات والتجمُّعات السكنية المأهولة بهدف عدم العودة إليها وتجميعهم في رفح كي يثبتوا أنَّ الهجرة كانت طواعية، وتم الضغط على الأهالي للدخول إلى الأراضي المصرية، لكنَّ “إسرائيل” تناست أن المكان لا تتوفَّر فيه متطلبات الحياة.
وعلى الرغم من كل ما لاقاه الأهالي إلا أنَّهم لم يشتكوا أو يستكينوا بما واجهوه من المآسي والظروف الصعبة؛ بل أثبتوا أن المقاومة انتصرت على العدو بصمودها وأنَّ “الكيان الصهيوني” هشٌّ رغم توفر كل الإمكانات.
خاتماً حديثه.. إنَّ كل ما يحصل في أيامنا الراهنة كانت من نتائج معاهدة “أوسلو” وتشريد الشعب الفلسطيني ولابدَّ من التوحُّد على برنامج مقاوم لإعادة تقرير المصير، فما حدث بعد السابع من تشرين لا يمكن العودة لما قبله على المستويين العربي والدولي.