الثورة- منهل إبراهيم:
حرب غير مسبوقة في تاريخ المنطقة من حيث مظالمها وحجم القوة الغاشمة يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، هكذا وصفها بعض الإعلام الغربي، الذي كشف مع وسائل إعلام إسرائيلية، أن خطة الجيش الإسرائيلي الخطيرة للسيطرة على غزة قد تمتد إلى نصف عام على الأقل، وذلك وفق جدول زمني يبدأ خلال أسبوعين بإخلاء تدريجي لسكان المدينة نحو “مناطق إنسانية” مزعومة في جنوب القطاع.
وبحسب تقارير إخبارية فإن المرحلة الأولى من العملية تشمل نقل أكثر من 800 ألف فلسطيني من غزة إلى منطقة المواصي، وهو ما يُتوقع أن يستغرق ما لا يقل عن 45 يوما.
صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، وفي افتتاحية بعنوان “خطة نتنياهو الكارثية للسيطرة على غزة”، انتقدت خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي أعلن عنها مؤخرا وتتضمن سيطرة إسرائيلية عسكرية كاملة على قطاع غزة، على الرغم من محاولة العديد من القادة الأجانب الضغط عليه من أجل إنهاء هذه الحرب.
وكتبت: “وبدلاً من الاستجابة لتلك الضغوط، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي خطة جديدة، من شأنها أن تُلحق المزيد من الموت والدمار بـ 2.1 مليون فلسطيني داخل القطاع المحاصر. وبعد يوم من إعلانه عن نيته السيطرة الكاملة على القطاع، أمر المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) الجيش بالاستعداد للسيطرة على مدينة غزة، عاصمة القطاع المدمر”.
وتعني هذه الخطة مقتل المزيد من المدنيين، وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسراً مرة أخرى، في الوقت الذي تُهدد فيه مجاعة من صنع الإنسان القطاع، وفق الصحيفة.
ولن تكون هذه سوى البداية. من المرجح أن تكون الأهداف التالية مناطق حضرية في وسط غزة، حيث لم تنتشر القوات الإسرائيلية على نطاق واسع بعد، إذ يُعتقد أن حماس تحتجز أسرى إسرائيليين هناك”.
وترى الصحيفة البريطانية أنه بإقراره هذه الخطة، يُظهر نتنياهو استهزائه بعالم يزداد رعباً من أفعال إسرائيل والمعاناة التي تُسببها في غزة، كما أنه يتجاهل نصائح قادته العسكريين، ورغبات عائلات الأسرى وغالبية الإسرائيليين الذين “بدأ الكثيرون منهم أخيراَ يدركون الضرر الذي تلحقه الحرب دبلوماسياً واقتصادياً واجتماعياً”.
وأضافت فايننشال تايمز: “إن توسيع نطاق الهجوم – مرة أخرى – سيكون كارثياً على إسرائيل، وكذلك على الفلسطينيين. سيعرض الأسرى العشرين المتبقين على قيد الحياة للخطر، والذين يتضورون جوعاً ويعيشون حياة تشبه الجحيم، سيعني ذلك تعبئة آلاف من جنود الاحتياط، وإرهاق جيشٍ منهك، وتعريض المزيد من أرواح الإسرائيليين للخطر”.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن تلك الخطة ستضعف المكانة الأخلاقية لإسرائيل أكثر فأكثر، بعد أن فقدت منذ زمن طويل أي مبرر لمواصلة هجومها ردا على هجوم حماس، “مع تزايد الأدلة على جرائم الحرب ومقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين”.
وانتقدت الصحيفة إصرار نتنياهو على خطته وعدم التفكير في أي بديل، في وقت تعمل فيه بريطانيا وفرنسا ودول عربية على صياغة خطة تتضمن تشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين، بدعم من السلطة الفلسطينية، لحكم غزة، مع إشراف أمني من الشرطة المحلية وأفراد من السلطة الفلسطينية، كما طرحوا أيضا فكرة نشر قوة دولية “لتثبيت الاستقرار” في القطاع.
وكتبت فايننشال تايمز: “الأهم من ذلك، أن الدول العربية انضمت أخيرا إلى حلفائها الأوروبيين، في الاعتراف علنا بضرورة تخلي حماس عن السلطة ونزع سلاحها”.
وعلى الرغم من أن هذه الخطة ليست مثالية، وقد لا تكون قابلة للتنفيذ، لكنها أفضل بكثير من البديل الذي يسعى إليه نتنياهو، وفق الصحيفة البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، باعتباره الرجل الوحيد الذي يتمتع بالثقل السياسي اللازم لمحاسبة نتنياهو، ومع ذلك فإنه “إما غير راغب أو غير قادر على إجبار نتنياهو على إنهاء الحرب”.
واختتمت فايننشال تايمز بالقول: “هناك فرصة ضئيلة لمنع تحول أحدث مخططات نتنياهو الكارثية إلى حقيقة، ويجب على ترامب وحلفاء إسرائيل الآخرين أن يتحركوا الآن لمنع ذلك”.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة شهداء حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في القطاع ، إلى أكثر من61 ألفاً و499 شهيدا، إلى جانب تسجيل خمس وفيات جديدة كل يوم نتيجة حرب التجويع وسوء التغذية.