الثورة – جهاد اصطيف:
شهد مستشفى الرازي في حلب وصول دفعة متطورة من أجهزة جراحة المسالك البولية، لتسجل نقلة مهمة في الخدمات الطبية المقدّمة للمرضى، هذه المبادرة، التي جاءت ثمرة تعاون بين إدارة المستشفى وكوادره الطبية وأحد تجار حلب المعروفين بدعمهم الإنساني، تعد الأولى من نوعها على مستوى مشافي المحافظة، وتفتح آفاقاً جديدة أمام مئات الحالات التي كانت تضطر للسفر إلى دمشق أو اللجوء للجراحة التقليدية، في خطوة نوعية تعكس تضافر الجهود بين القطاع الطبي والداعمين من أبناء المدينة.
هدية تغير المعادلة
بجهود مدير المستشفى، الدكتور عبد القادر فرح، وبالتعاون مع الدكتور أمير ديري، أخصائي الجراحة البولية، ووفق البيان الصادر عن المستشفى، وصلت هدية ثمينة من أحد تجار حلب الأوفياء، لتتحول إلى أمل جديد لمئات المرضى.
الأجهزة شملت جهاز منبع ليزر (35 واطاً) مع مناظير حالب وكلية مرنة، وبروبات لتفتيت حصيات الكلية والحالب بالليزر، قادر على الاستغناء عن الجراحة المفتوحة في نحو 90 بالمئة من الحالات، وجهاز تخطيط ديناميكية المثانة (Urodynamic Testing)، الأول والوحيد في مستشفيات حلب الحكومية والخاصة، الذي ينهي رحلة السفر المرهقة إلى دمشق لإجراء هذا الفحص.
إنجاز أبعد من الطب
بالنسبة لكادر المستشفى، الأمر يتجاوز التقنية، فهذه الأجهزة تعني احترام وقت المريض وراحته، وحمايته من المعاناة الإضافية، إنها رسالة أمل، ودليل على أن العمل الجماعي قادر على كسر أي حاجز، مؤكدين أنه آن الأوان لأن يردوا لحلب شيئاً، لأن دعم القطاع الصحي واجب على كل من يستطيع.
ففي العيون التي كانت تترقب في الممرات، كان الأمل يلمع كما لو أن هذه الأجهزة ليست مجرد معدن وزجاج، بل جسور حقيقية تعيد المرضى إلى حياتهم الطبيعية بسرعة وأمان.
هنا، في مستشفى الرازي بحلب، أثبتت الأيادي المتكاتفة أن التكنولوجيا حين تلتقي بالإنسانية، يمكنها أن تغير مسار حياة كاملة.