الثورة-أسماء الفريح:
بعد الإعلان في كلا البلدين عن لقاء يجمع الرئيسين الأميركي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في ألاسكا منتصف الشهر الجاري، كشف ترامب أنه سيطلب من نظيره الروسي إنهاء النزاع في أوكرانيا فوراً وإلا فإنه سينسحب من الدبلوماسية حول هذا الملف.
وفي مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض أمس حول استراتيجياته وتطلعاته للقمة المزمعة، قال ترامب موجهاً كلامه لبوتين: “سأقول له: ‘عليك إنهاء هذه الحرب.. يجب أن توقفها.. ولن يعبث معي بعد ذلك”، مضيفاً: “قد أخرج بعدها، وأتمنى له حظاً سعيداً، وتنتهي القضية.. قد أقول إنه لا يمكن تسويتها”.
وأشار إلى أنه سيعرف خلال الدقائق الأولى من اللقاء ما إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا، معتبراً أن اللقاء سيكون “اجتماعاً استطلاعياً” مبينا أن “88% من سكان أوكرانيا يرغبون في اتفاق سلام مع روسيا وفقاً لاستطلاعات الرأي”.
وأكد أنه سيحاول استعادة بعض الأراضي الأوكرانية خلال اللقاءن وقال: “احتلت روسيا جزءاً كبيراً من أوكرانيا.. لقد احتلّوا أراضي رئيسية.. سنحاول أن نعيد بعض تلك الأراضي لأوكرانيا.
“كما أعرب ترامب عن استيائه من تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التي أكد فيها أنه سيحتاج إلى موافقة دستورية بشأن القضايا الإقليمية.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال وصفه للخيارات المتاحة لاتفاق محتمل بين الروس والأوكرانيين أن أي تسوية سلمية في أوكرانيا، ستتطلب تنازلات متبادلة.
وقال هيغسيث في مقابلة مع قناة فوكس نيوز التلفزيونية: “في المفاوضات، كما تعلمون، قد يكون هناك تبادل للأراضي.. ستكون هناك تنازلات.. لن يكون أحد راضياً تماماً.
“ورداً على سؤال حول ما إذا كان يخشى من إرساء سابقة بتبادل الأراضي، قال الوزير الأميركي: “لا، فهذه ليست حرباً بدأها الرئيس ترامب.. لم يكن هو من تسبب بها.. بل كانت نتيجة ضعف إدارتي أوباما وبايدن السابقتين”.
مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف صرح، بدوره، بأن الجانبين الروسي والأميركي سيركزان على مناقشة سبل التسوية طويلة الأمد للنزاع الأوكراني. وأوضح أن موسكو وواشنطن ستكرسان الأيام المقبلة لإعداد تفاصيل اللقاء بين الرئيسين الأميركية والروسي، مشيراً إلى أن هذه ستكون عملية معقدة.
وفي معرض تعليقه على اختيار مكان المحادثات، اعتبر أوشاكوف، أن مصالح البلدين الاقتصادية تلتقي في ألاسكا والمنطقة القطبية الشمالية، حيث توجد فرص لتنفيذ مشاريع كبيرة.
وفي تحليل لصحيفة الغارديان كتبه مراسلها من كييف، دان صباغ، بعنوان “إزعاج متبادل: لماذا (اختيرت) ألاسكا مكاناً لقمّة ترامب وبوتين بشأن أوكرانيا؟”، استهله الكاتب بالإشارة إلى تصريح أوشاكوف، بأن ألاسكا موقع “منطقي تماماً” للقمّة المرتقبة بعد أيام.
ويتابع الكاتب أنه على الرغم من أن الفجوة بين البر الرئيسي للولايات المتحدة وروسيا تبلغ فقط 55 ميلاً، عند مضيق بيرينغ – الذي يفصل بين ألاسكا والأراضي الروسية – إلا أن الرحلة تستغرق حوالي تسع ساعات طيران من موسكو إلى أنكوريج، أكبر مدن ألاسكا، وحتى بالنسبة لترامب، الذي يسافر من واشنطن العاصمة على متن طائرة الرئاسة، فلن تقل المسافة عن ثماني ساعات وكتب: “تُعتبر ألاسكا موقعاً للإزعاج المتبادل، ما يشير إلى وجود عوامل أخرى مؤثرة” في اختيار المكان.
ويرى الكاتب من هذه الأسباب أن هذه الولاية النائية بعيدة للغاية عن أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، و”تخاطر بدفع كليهما إلى الخلفية البعيدة”، في إشارة إلى إمكانية استبعاد أوروبا وربما أوكرانيا من تسوية محتملة، قد يعقدها ترامب وبوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويضيف أن ألاسكا مكان آمن لزيارة الرئيس الروسي، إذ “لايزال بوتين مطلوباً من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب تتعلق بالترحيل القسري للأطفال من أوكرانيا إلى روسيا في آذار 2023”.
ووفق الكاتب فإنه على الرغم من صدور مذكرة توقيف بحقه من قبل الجنائية الدولية، لكنْ لا روسيا، ولا الولايات المتحدة تحديداً، تعترفان بالمحكمة، كما لا توجد دول معادية يمكن عبور أجوائها.
ولم يستبعد الكاتب أن تُفضي مناقشات قمة ألاسكا إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا، ومع ذلك فإن “أسباب التفاؤل قليلة في ظل استمرار خوض الحرب بشراسة على الجبهات وفي العمق، مع قصف روسيا المتكرر للمدن الأوكرانية، في محاولة لإجبار جارتها الديمقراطية على الاستسلام.”