الثورة – إيمان زرزور:
تمثل الطاقة الشمسية في سوريا، اليوم شريان حياة للمواطنين بعد اعتمادها بديلاً للطاقة الكهربائية خلال سنوات الحرب، لكنها تحمل في طياتها مخاطر بيئية وسلامة لا يمكن تجاهلها، وبين الحاجة الملحّة وكلفة الاستثمار ومخاطر الاستخدام، يبقى الوعي والمسؤولية هما الضمانة الأساسية لتحويل هذا الحل المؤقت إلى ركيزة لمستقبل طاقوي مستدام.
قد أصبح مشهد الألواح الشمسية على أسطح المنازل، وفي الشرفات، وحتى على عربات صغيرة، جزءا مألوفا من المشهد اليومي، فالألواح الزرقاء تلمع تحت شمس حارقة، وكأنها تبشر بمصدر جديد للحياة بعد انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يوميًا.
الأسر التي كانت تعتمد على الشموع أو مولدات البنزين الباهظة، وجدت في الطاقة الشمسية حلا عمليا لتأمين الإنارة، وشحن الهواتف، وتشغيل بعض الأجهزة المنزلية، رغم تكلفتها الأولية المرتفعة، في ظل حرب مريرية وانقطاع التيار الكهرباء عن جلّ المناطق السورية.
لكن خلف هذا الضوء الجديد، يختبئ قلق مشروع، فخبراء الطاقة يحذرون من أن البطاريات، خصوصا الرخيصة أو المجهولة المصدر، قد تتحول إلى قنابل موقوتة داخل البيوت إذا أسيء استخدامها، إذ قد يؤدي الشحن الزائد أو التخزين في أماكن مغلقة من دون تهوية كافية إلى انفجارات أو حرائق، كما يشكل التخلص العشوائي من البطاريات المستهلكة خطرا بيئيا طويل الأمد، مع تسرب مواد سامة مثل الرصاص والحمض إلى التربة والمياه الجوفية.
قبل سنوات قليلة، كانت أنظمة الطاقة الشمسية في سوريا حكرا على المنازل الميسورة أو المشاريع الزراعية الصغيرة، كخيار احتياطي عند انقطاع التيار الكهربائي، إلا أن تدهور الشبكة الكهربائية، دفع كثيرين إلى اعتمادها كمصدر شبه أساسي للطاقة، بديلاً أكثر هدوءا واستمرارية من المولدات، رغم محدودية قدراتها التشغيلية.
ومع الانتشار المتسارع لهذه التقنية، يستوجب وضع معايير صارمة لاستيراد بطاريات ذات جودة عالية، وتنظيم حملات توعية لاستخدامها الآمن، إلى جانب إنشاء مراكز لجمع البطاريات المستعملة والتخلص منها بطرق بيئية، كما يدعون إلى الاستثمار في تقنيات تخزين الطاقة الأكثر أمانا وكفاءة، لضمان استمرار الاعتماد على مصادر نظيفة ومستدامة.