مصطلحات جديدة بالإعلام العربي.. نصور لـ “الثورة”: قبل ٢٠١١ لم نكن نكتب “شاهد عيان ومحلل” ولا توجد بالعالم معاهد “تحليل سياسي” بل مراكز أبحاث ودراسات

الثورة – لقاء كلوديا حسن:
منذ فترة قرأت عن دورات تعنى بالتحليل السياسي وتدريب المشاركين على التحليل السياسي فتوقفت للحظة أمام مصطلح التحليل السياسي وورد في ذهني سؤال مشروع، هل التحليل السياسي جزء من العلوم السياسية أم أنه استقراء للواقع السياسي واستنباط نتائجه من خلال الوقائع والأحداث والتاريخ السياسي ولا يحتاج إلا لدورات كتلك التي يتم الإعلان عنها، أم أن الحديث بالسياسة أصلاً يحتاج لمتخصصين بالشؤون السياسية، ومثل هذه الدورات لن تغني المتقدمين لها بشيء إذا لم يكن الشخص بالأساس يحمل الصفات التي تتمتع بالمخزون الثقافي والسياسي التي تخوله أن يخوض المعارك الحوارية لسرد وجهات النظر السياسية.
منذ بداية تنفيذ المشروع الصهيو غربي وما أطلق عليه اسم “الربيع العربي” في نهاية عام 2010 في عدد من دول العربية ذات “الأنظمة الجمهورية وليست الأنظمة الملكية أو المشيخية حصراً” وبغض النظر عن تقييمنا لهذه الأنظمة ومواقفها وممارساتها وسياساتها الداخلية والخارجية، ظهرت في وسائل الإعلام العربية المرئية خاصة مصطلحات جديدة ومتعددة لم يعرفها المشاهد العربي قبل بداية المشروع الصهيو غربي وأدواته في المنطقة عام 2011.
ما هي هذه المصطلحات، ولماذا تم اعتمادها كمرجع أو دليل أو منهجية في التعليق على مجريات أحداث الحريق العربي والمؤامرة التي استطاعت أن تحقق الكثير في ضرب الاقتصاد الوطني والبنية الاجتماعية وغيرها من المتغيرات في الدول التي أصابتها هذه المؤامرة؟ وكيف تحولت وسائل الإعلام إلى اعتماد جيوش من المتحدثين تحت أسماء وصفات بكاملها تحت عناوين محللين وخبراء ونشطاء وغير ذلك.
للوقوف عند هذه الأفكار ولمعرفة الإجابة عن هذه الاستفسارات وهوية هذه الجيوش التي منها ما هو قد خضع لدورات تدريبية ومنها لا يعرف من السلاح غير اسمه، التقت “الثورة” بالإعلامي والباحث المتخصص في الشؤون الصهيونية الزميل محمد شريف نصور فتحدث عن الظروف التي ساهمت وأسهمت في وضع الصفات والمصطلحات والأسماء بصفتها آنذاك كونه كان رئيس شعبة البرامج السياسية في التلفزيون العربي السوري والمشرف على البث المباشر والتحليلي في استديو المركز الإخباري للفضائية السورية عامي 2011 و2012 ووضع القارئ بصورة بتجربته في هذا الإطار.
نصور ذكر أنه وقبل الحديث عن مصطلح التحليل السياسي الحديث أو المستحدث وأبعاده وسببه وكيف ومتى استخدم وهل هو عرضي زائل أم متأصل أم أن زوال المستحدث مرتبط بالهدف الذي تم لأجله، مؤكداً بأن الأصيل باق ومشدداً على التدقيق في المقارنة بين مرحلتين، مرحلة ما قبل عام 2011 وما بعدها، قائلاً بأن كل ما يقدمه يستند إلى وثيقة إعلامية مرئية مثبته ودليل لا يقبل النقاش ومشيراً إلى أنه يتحدث عن وسيلة إعلام مرئية، عن شاشة تلفزيونية صوت وصورة.
فمن يمتلك دليلاً غير الصوت والصورة فهذا كلام الهدف منه ليس البحث عن الحقيقة بل التشويش عليها وتشويه عمل وإنتاج إعلامي لمرحلة من أهم المراحل التي عاشها وعاصرها ونقلها وارشفها ووثّقها الإعلام المرئي في تاريخ الإعلام السوري ويكاد أن يكون تاريخ الإعلام العربي والعالمي.
ويضيف: في الحقيقة قبل عام 2011 لم تعرف قنوات التلفزيون العربي السوري وغيرها الكثير من القنوات التلفزيونية العربية مصطلح أو صفة (محلل سياسي) أو (شاهد عيان) أو( ناشط سياسي) للضيوف الذين تتم استضافتهم في البرامج السياسية أو الندوات أو اللقاءات السياسية في المؤتمرات أو الاحتفالات أو الفعاليات السياسية، والدليل أن التلفزيون السوري كان لديه برنامج صباحي اسمه العالم هذا الصباح وهو تقديم لأهم الأخبار التي حدثت قبل ٢٤ ساعة، وإذا كان هناك حدث سياسي يتم من خلال البرنامج استقبال ضيف متخصص في مجالات القانون أو عضو مجلس شعب أو أستاذ جامعي في الاقتصاد أو الآداب أو شخصيات لها صفات اعتبارية، بالإضافة إلى هذا البرنامج كان هناك برنامج رقعة شطرنج وبرنامج على القناة الثانية وتتم استضافة شخصيات متخصصة في الموضوع والحدث الذي ستتم مناقشته (سياسة أو اقتصاد أو تاريخ أو قانون أو علاقات دولية أو من كليات الآداب وغيرها، ولم تتم كتابة صفة أو مصطلح محلل سياسي أو خبير لأي ضيف في أي برنامج أو مؤتمر أو ندوة ويتم تقديم الضيف بصفته الاعتبارية أو الأكاديمية أو الإدارية أياً كان موقعة بصفة رسمية.
ويرى نصور بأن الإعلام السوري عمل منذ الأيام الأولى للحرب العدوانية في آذار عام 2011 على سورية بكل جهد على تغطية الأحداث بكل مصداقية وموضوعية لمواجهة قنوات التضليل الإعلامي الصهيو عربية التي تعمل ولازالت ضد الشعب والدولة الوطنية السورية كأداة إنتاج رأي عام جديد يخدم مشروع تنفيذ ما يسمى الربيع العربي وضد مصالح وتطلعات الشعب السوري، وكان الضيوف العرب الذين يأتون إلى سورية لدعم مواقفها في مواجهة الحرب الكونية كان لديهم حرص شديد بأن يظهروا على الشاشة بصفاتهم العلمية أو المهنية الحقيقية لأن لديهم تاريخ حافل وحقيقي وغير مصطنع في السياسة والصحافة وصناعة وإنتاج الرأي العام وكان لديهم معرفة بأن هذه المصطلحات المستحدثة والحديثة (جوفاء وسطحية) والهدف منها السير وراء تلك القنوات الصهيوعربية بغض النظر عن حسن نيّة أو عدم معرفة الضيف لماذا تتم كتابة مصطلح (محلل سياسي) أو شاهد عيان ومن الشخصيات العربية التي شاركت وتصدرت وسائل الإعلام السورية وغيرها العربية في مواجهة الحرب الكونية وكانت ترفض أن يتم وضع صفة أو مصطلح محلل سياسي مثل الإعلامي ناصر قنديل فقد كان مديراً لأكثر من موقع ومركز إعلام وآخرها رئيس تحرير صحيفة البناء وكان قبل عام 2011 نستضيفه بصفة نائب سابق في البرلمان اللبناني، وأيضا المرحوم أنيس نقاش كان يتم وضع صفة (منسق شبكة أمان) والإعلامي المصري أسامة الدليل كان حريص على صفته وهي (رئيس قسم العلاقات الدولية في صحيفة الأهرام الدولي) وأذكر وهذه شهادة للتاريخ عندما جاء إلى سورية زميلنا المرحوم ماجدي البسيوني سألته هل تريد أن أضع لك صفة محلل سياسي، فضحك وأشعل سيجارته وقال لي: “أخي محمد أرجوك أرجوك بلاش دي” فقلت له: من أجل المشاهد وخاصة أعرف أن هناك جهات في مصر تتابعكم على الفضائية السورية، فقال لي: هل تعرف ماذا يقولون عن محلل سياسي؟ “يعني هي شغلة اللي مالوش شغله.. أرجو أن تكتب صفة الحقيقية.. ماجدي البسيوني كاتب صحفي” وأيضاً كنّا أكثر حرصاً على الالتزام مع الضيف السوري مثلاً نكتب الدكتور وأحياناً أحمد الحاج علي – كاتب وباحث سياسي وخالد العبود – عضو مجلس الشعب السوري والدكتور حيان سلمان – أستاذ الاقتصاد بجامعة دمشق والدكتور محمد خير عكام – كلية الحقوق جامعة دمشق، والقائمة طويلة بالأسماء، هكذا كنّا نتعامل بمصداقية في معركتنا الإعلامية لإنتاج رأي عام موزون وموضوعي ووطني بعيداً عن التضليل والتزييف الذي لم يستمر في تلك القنوات لأن المشاهد العربي لم يتقبل كذب ونفاق تضليل تلك القنوات وعدم مصداقيتها وأن أهدافها بعيدة عن أهداف الشعوب وتطلعاتها.
ويبيّن الإعلامي نصور بأنه يتحدث باختصار عن مرحلة محددة وعن مصطلحات مستحدثة ومحدثة وأنه لا توجد معاهد تحليل سياسي بل معاهد ومراكز أبحاث ودراسات تقدم أبحاثاً ودراسات عميقة وإستراتيجية للدول والحكومات تبني عليها سياساتها الاقتصادية أو السياسية والعلاقات الدولية.
ويختتم نصور حديثه لـ “الثورة” قائلاً: نتمنى من وزارة الإعلام إحداث مركز للدراسات والأبحاث الإستراتيجية يضم في عضويته أساتذة من المتخصصين في مجالات الإعلام والسياسة والاقتصاد وتقديم دراسات إستراتيجية للحكومة والمؤسسات الرسمية لتعمل بها أسوة بالعديد من الدول الصناعية الكبرى في العالم لتطوير بلادها بشكل علمي ومنهجي وأكاديمي.
ويتابع نصور حديثه بالقول: كما أن قنوات التلفزيون وبرامجها السياسية لم تستخدم يوماً أو تكتب يوماً على الشاشة خلال أي اتصال هاتفي للتعليق على خبر أو حدث صفة (شاهد عيان) كما أنها لم تكتب يوماً لأي ضيف في ندوة أو مؤتمر صفة (ناشط سياسي) من هنا نجد وبالدليل الذي تحتفظ به مكتبات أشرطة التلفزة السورية والعربية بأنه لا وجود لهذه الصفات أو المصطلحات قبل عام 2011 وأن هذه الصفات أو المصطلحات هي حديثة ومستحدثة الهدف منها التغطية الإعلامية بكافة أنواعها المرئي والمسموع والمقروء لأخطر مشروع صهيو غربي لتدمير وتقسيم وتجزئة وصناعة المزيد من الكيانات والدويلات في المنطقة العربية باسم (الربيع العربي) الذي وصفته كونداليس رايس عام 2006 (الفوضى الخلاقة) واعترفت أيضا هيلاري كلينتون أمام الكونغرس بأنهم هم من صنع التنظيمات الإرهابية لأجل تدمير شعوب المنطقة وإعادة السيطرة الغربية على المنطقة العربية بعد تدميرها وخرابها، وتم تخصيص أموال باهظة لمراكز البحوث والمعاهد العالمية في كبرى وأعرق الجامعات في الغرب من معهد واشنطن للأبحاث إلى جامعات هارفارد إلى مراكز دراسات في بولونيا وفي فرنسا وبريطانيا، تتقدمهم كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية التي يسيطر عليها الصهاينة ويديرها إمبراطور الإعلام الصهيوني اليهودي (مردوخ) مثل محطة cnn أو صحف واشنطن بوست أو الصحف الأوروبية مثل لوفيغارو الفرنسية أو التايم اللندنية أو دير شبيغل الألمانية، وعندما بدأ مشروع ما يسمى الربيع العربي في طريقه إلى سورية التي كانت هي الهدف الاستراتيجي لهذا المشروع التدميري التآمري على سورية في حرب إرهابية كونية، وجد الإعلام السوري نفسه أمام مواجهة إعلامية كبرى مع أكثر ما يقرب من ألف ومائتي وسيلة إعلامية عربية أو إقليمية أو دولية للحديث عن سورية وتقديم الأكاذيب والتضليل الإعلامي عما يحدث فيها، حيث بدأت وسائل الإعلام المعادية لسورية تستخدم شخصيات للظهور على قنواتها تحت اسم محلل سياسي أو شاهد عيان أو خبير مع شخصيات فكرية وإعلامية وسياسية كان لها حضور عربي مثل (عزمي بشارة) أو بعض القنوات التلفزيونية مقابل أموال باهظة أو افتتاح مراكز ومحطات إعلامية وكان الهدف من ذلك هو إضفاء وإعطاء نوع من المصداقية على أخبارها وبرامجها وإقناع المشاهد والمتلقي العربي بأن هذه الشخصية التي يضعون لها صفة (محلل سياسي) كأنها قارئ للواقع والمستقبل ويستطيع أن يكتشف ما الذي سيحدث غداً أو بعد عام بهذا البلد أو ذاك الشعب، علماً أن أولئك الأشخاص الذين تم إظهارهم على الشاشة لا علاقة لهم بالسياسة أو الإعلام أو الفكر وليس لديهم أي تاريخ صحفي أو مساهمة في ندوات أو برامج أو مؤتمرات سياسية أو اقتصادية أو غيرها لكن كانت مهمتها الظهور فقط والباقي تتكفل به غرف عمليات ومراكز أبحاث غربية صهيونية واستطاعت تلك القنوات الإعلامية والشخصيات الصهيو عربية القيام بعمليات (غسل دماغ) شبه كاملة للرأي العام العربي وبات المشاهد يسير ويردد ما يقوله ذاك المحلل السياسي أو الشاهد عيان وأصبحت هذه الصفة هي مطلب لأكثر الشخصيات التي تظهر عل الشاشات لما لها حضور في ذهنية المتلقي واعتمدت.
ويؤكد نصور أنه في المقابل لم يكن في سورية مراكز أو معاهد متخصصة في تأهيل باحثين أو معلّقين للظهور على شاشات التلفزيون لتغطية الأحداث حيث كان الظهور على قنوات الإعلام السوري يخضع لقواعد واعتبارات صارمة ودقيقة وكان الأمر يقتصر على تصريح أو بيان رسمي أو حضور موظف أو شخصية اعتبارية من الجهات الرسمية للحديث والتعليق على الأحداث، لكن في لبنان كان يتمتع الإعلام المرئي المتعدد بمساحات واسعة للظهور والمشاركة في التعليق السياسي وانتشار للعديد من قنوات التلفزة ومراكز التدريب الإعلامية أو العلاقات للدولية وغيرها.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة