الثورة – دمشق – وعد ديب:
مع حلول عيد الفطر تنشط ظاهرة لدى معظم العائلات، وهي اللجوء إلى محال متخصصة أو ربات بيوت من ذوات الخبرة بصنع حلويات ومأكولات حسب الطلب.
عادة ما تكون مقابل أجر متفق عليه سواء للمواد الداخلة بالتصنيع، أم أجرة اليد العاملة (حيلهم من خيرهم) عملية متبادلة كمصدر رزق، كما أنها تحريك لمشاريع إنتاجها صغير بأدوات بسيطة من المنزل.
حول هذه الظاهرة وأثرها في المجتمع، وخصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار وعدم قدرة معظم الأسر على شراء ما هو جاهز، ومثال ذلك بيع المواد بالقطعة؟ هل هي طريقة مجدية ومناسبة في عملية الشراء؟.
ورشات متخصصة
أم سامر- موظفة- تقول: لا يسمح لي وقتي بإعداد بعض الحلويات ولا حتى المأكولات، وهناك ورشات أصبحت متخصصة تشتري المواد بأسعار الجملة، وتصنع ما نطلب حسب الحاجة والكمية، وهذا ما يناسبني أكثر في عملية الشراء.
– صناعة منزلية..
ويبقى للحلوى المنزلية مكانتها لدى السيدات، ناهيك عن أنها تخفف العبء عن كاهل الأسرة في ظل ارتفاع أسعارها، وتفضل أم كامل- ربة منزل- شراء المواد من البزورية بكميات محددة وتصنعها بنفسها، كنوع من ترشيد المصاريف والتوفير.
أما الصيدلانية ديما تقول: أفضل شراء الحلويات جاهزة كما أنها تلجأ إلى شراء المأكولات الجاهزة من المطاعم في فترة الأعياد، نظراً لضيق وقتها.
تبدو الآراء وطريقة تأمين الحلويات مختلفة، لكن الكل يجمع على أنه لا غنى عن حلويات العيد.
– مشاريع صغيرة..
وحول آراء الاختصاصيين لفتت الخبيرة التنموية والاجتماعية الدكتورة سلوى شعبان لـ”الثورة” أن صناعة الحلويات والمأكولات قد تكون غير ميسرة لدى الكثير من السيدات لعدم إتقانهن صناعتها، أو عدم رغبتهن بذلك، فيلجأن بذلك لمن يتقن هذا الموضوع، ولديهن الخبرة والجودة فيه مقابل أجر، فقسم من العائلات تشتري المواد وتقدمها لسيدات لتصنيعه، وقسم آخر يشتري تلك الحلويات المصنعة وكذلك المأكولات المصنعة لدى سيدات لديهن مشاريع صغيرة وبأسعار أقل مما هو متواجد بالأسواق.
– عملية اقتصادية تبادلية..
وتضيف: هنا تكون قد تمت عملية اقتصادية تبادلية مابين أفراد المجتمع فيها الفائدة لكل الأطراف من عمل وجهد مبذول وأيادٍ منتجة تتشارك في إنعاش المجتمع، وتحافظ على سعادة الآخرين وتتحايل بذكاء على الصعوبات التي تواجههن، وتقف في وجه إتمام واستمرارية هذه الأعياد.
وبحسب شعبان- وفق الظروف الاقتصادية الصعبة والضاغطة التي نعيشها وضمن مواسم الأعياد والمناسبات، لابد من وضع خطط للترشيد بالاستهلاك ووجود ميزانية تستوعب وتراعي توفير ما تتطلبه الأسرة وأفرادها، وجدولة كل ما يُشترى وما هو ضروري لتستطيع الأسرة الاستمرارية في المصروف والمدفوعات.
وتفيد بأن وضع هذه الخطة المدروسة يعد ضماناً من الهدر والشح والتقتير والحاجة، فالأولويات المهمة تكاد تتصدر الواجهة من توفير لبعض المواد الغذائية المستهلكة يومياً، ووضع خطة بما يجب شراؤه والمبالغ المرصودة لذلك تماشياً مع المدخول والراتب وما هو متوفر، فهناك عائلات وأسر لديها ما يكفي من ذخر وأرصدة مادية تكفيها بالبذخ والهدر وشراء السلع الأغلى والأفضل بالنوعية وطبيعة تركيبتها، وهذا لا يعني أن الجميع يستطيع أن يكون ضمن الدائرة نفسها، فكل حسب استطاعته وإمكانياته.
– مؤسسات تعاونية..
ولو أمعنا النظر بالموضوع وهذه الحالة الاجتماعية المعاشة وتساءلنا كيف نستطيع التوفيق بين المتطلبات- ترى هنا الدكتورة شعبان أنه هناك الكثير من الحلول التي تساعد بذلك كوجود محال الجملة، ومؤسسات وتعاونيات الدولة التي توفر المواد بأسعار تشجيعية مدروسة تناسب جميع المستويات المادية للمواطن، فهي المنقذ والداعم والموفر لهذه الخدمات والضمان لها، وعليه نجد اللجوء إلى مؤسسات الدعم الحكومية التي تعتبر الملاذ والسند للمواطن في كثير من الأوقات.
– دوران العجلة..
وتتابع: كما نلاحظ وفي نهاية شهر الصوم تبدأ معظم العائلات بالانهماك لتحضير حلويات العيد وتجهيز مأكولات خاصة بالمناسبة لأفراد العائلة، وهذه الحلويات والمأكولات من أبرز ما نسعى لتأمينه ووجوده في البيوت، كمحافظة على إرثنا الاجتماعي والديني ليصل للأبناء والأجيال الصاعدة، ومتابعة لعاداتنا بالتهنئة بيننا والمباركة والتمني بالخير ولنحيي هذه الليالي والأوقات الكريمة، كاستمرارية للتقارب الإنساني، وللتواصل وتقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية، والتي تخلصنا مما يشوب حياتنا من سلبيات وتضع الحلول للمشكلات والمنغصات.
عليه بحسب الخبيرة التنموية: كل العقبات تكاد تتلاشى بوجود هكذا ظواهر وأفكار بناءة، يتم من خلالها دوران لعجلة الاقتصاد على المستوى المحلي.
السابق