“غلوبال تايمز”: دعم واشنطن لـ”إسرائيل” يكشف نفاقها السياسي

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
في التعامل مع الضغوط المحلية والدولية، بدأت الولايات المتحدة في إظهار “وجه مزدوج” فيما يتصل بالقضايا المرتبطة بإسرائيل: انتقاد الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في غزة من ناحية، بينما تؤكد من جديد دعمها الثابت لإسرائيل من ناحية أخرى. ويعكس هذا التناقض الذاتي على وجه التحديد سياسة الانقسام المتزايد التي تنتهجها إدارة بايدن ويظهر بشكل كامل نفاق الدبلوماسية الأمريكية.
وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الأحد الماضي، أقوى انتقاد علني لإدارة بايدن حتى الآن لسلوك “إسرائيل” في الحرب في غزة، قائلاً إن التكتيكات الإسرائيلية تعني “خسارة مروعة في أرواح المدنيين الأبرياء”.
وفي اليوم نفسه، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان” التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن “إسرائيل” وهزيمة الفلسطينيين في غزة” في مكالمته الهاتفية مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي.
لقد أدانت واشنطن باستمرار هجمات المقاومة الفلسطينية ضد “إسرائيل”، في حين أن انتقاداتها للقصف الإسرائيلي واسع النطاق للمدنيين الفلسطينيين، والذي أدى إلى خسائر مروعة في الأرواح، بدا دائماً نفاقاً بسبب أفعالها.
وتعرب الولايات المتحدة عن “انتقاداتها العلنية” وتزعم أنها تهتم “بحياة الأبرياء”. وفي الوقت نفسه، تكرر “التزامها الصارم” بالإذعان للتحركات الإسرائيلية، وهذا الأمر متناقض تماماً وخادع للذات.
إن ما يسمى بالانتقاد القاسي لإسرائيل ليس سوى إجراء مؤقت يهدف إلى تخفيف الضغوط المحلية والدولية على الحكومة الأمريكية، وإن ما يهم الساسة الأميركيين أكثر هو مصالحهم السياسية فقط.
وقال لي هايدونغ، الأستاذ في جامعة هارفارد: “لقد أدركت إدارة بايدن بوضوح أن دعمها الأعمى لإسرائيل أثر سلباً على معدلات التصويت لبايدن في بعض الولايات المتأرجحة الرئيسية خلال الانتخابات العامة، لذلك يحتاجون إلى استخدام انتقادات سطحية لإسرائيل لجذب الناخبين”.
وفي الوقت نفسه، على المستوى الدولي، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية واسعة لدعم فلسطين لتصبح عضواً كاملاً في الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، حيث وافقت 142 دولة عضو في الأمم المتحدة وصوتت تسع دول فقط، بما في ذلك الولايات المتحدة، ضد القرار. وهذا هو أحدث مثال على فشل واشنطن في التلاعب بالآليات المتعددة الأطراف في حين تعارض الإجماع الذي توصلت إليه أغلبية المجتمع الدولي.
إن النفوذ الدولي للولايات المتحدة يتراجع الآن بشكل كبير، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى طبيعتها المزدوجة في الشؤون السياسية.
ويعتقد لو شيانغ، زميل باحث في الدراسات الأمريكية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن هذا سيؤدي إلى المزيد من خسارة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
وتباينت تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن “إسرائيل “، لكن الخبراء يعتقدون أن جوهر سياسة واشنطن المؤيدة لإسرائيل لم يتغير وسيكون من الصعب تغييره على المدى الطويل.
إن المعايير المزدوجة للولايات المتحدة تجاه” إسرائيل” هو محاولة للرد على الضغوط المحلية والدولية دون إزعاج حليفها القوي “إسرائيل”. ومع ذلك، فإن هذا النهج قد يؤدي في النهاية إلى الإضرار بسمعة الولايات المتحدة الدولية ويؤدي إلى نتائج عكسية على إدارة بايدن.
ومن غير المرجح أن يساعد هذا بشكل فعال في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو يرضي أولئك الذين يطالبون بتغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه” إسرائيل”.
من الواضح أن الاحتجاجات التي شهدتها مؤخراً معظم الكليات والجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي كانت دليلاً قوياً على فشل السياسة الخارجية لإدارة بايدن. وإن الاستمرار في المسار الخاطئ لن يؤدي إلا إلى المزيد من العواقب السلبية بالنسبة للولايات المتحدة.
المصدر- غلوبال تايمز

آخر الأخبار
دير الزور.. منظمات مانحة تدعم تنفيذ مشاريع المياه خطوط الصرف الصحي خارج الخدمة في الحسينية.. والبلدية تعمل على الحل انتقادات مصرية لمطالبات ترامب بشأن قناة السويس الفاعل مجهول.. تكرار سرقة مراكز تحويل الكهرباء في "عرطوز والفضل" Shafaq News : مؤتمر للأكراد لصياغة موقف موحد لمستقبل سوري دمشق وبغداد.. نحو مبدأ "علاقة إستراتيجية جديدة" "الأونروا": نفاد إمدادات الطحين من غزة الاحتلال يقتل 15 صحفياً فلسطينياً بأقل من 4 أشهر درعا: مناقشة خطط زراعة البطاطا في المحافظة خطة لدعم التجارة الخارجية وإرساء اقتصاد السوق الحر في ظلّ تداولات وهمية.. سعيد لـ"الثورة": وضع إطار تشريعي للتعامل بـ"الفوركس" الفنادق التراثية.. تجربة مشوقة للإقامة داخل المدن القديمة "مياه دمشق وريفها" تقرع جرس الإنذار وترفع حالة الطوارئ "طرطوس" 20 بالمئة إسطوانات الغاز التالفة "نيويورك تايمز" ترجح أن يكون "وقود صاروخي" سبب الانفجار في ميناء إيراني تطوير خدمات بلديات قرى بانياس وصافيتا "صحة درعا".. أكثر من 293 ألف خدمة خلال الربع الأول هل تُواجه إيران مصير أوكرانيا؟ نمذجة معلومات البناء(BIM) في عمليات إعادة إعمار سوريا "رؤية حوران 2040".. حوار الواقع والرؤية والتحديات