الثورة _ رنا بدري سلوم:
تمرّدُ اللون الذي تحياه في لوحات الفنان عصام المأمون، يأخذك إلى عالم مسكون بالتناقضات والغموض وبالخوف والأمان وبالشفافيّة أيضاً، لون يوصلك إلى المنتهى، فيترك لك أفقاً لتفكر وتسأل هل نحن بخير بعد كل ما مررنا به؟.
لوحاتٌ فريدة من نوعها يعرضها المأمون في معرضه الذي يُفتتح اليوم في صالة «الرّواق»، تحمل أكثر من تجربة جديدة، فكما بيّن في تصريحه لصحيفة «الثورة» أنه حاول تسخير مادة «التنك ومادة الزجاج بكولاج نافر يصل إلى الرولييف مع ألوان الأكرليك بتشاركيّة منسجمة للوصول لمشهد بصري معاصر وجديد.
لوحات كما وصفها «تنقل مأساة إنسان هذا القرن وخصوصاً في منطقتنا التي تعرّضت لأقسى وأعنف وأعتى الحروب والحصار، ومحاولة إبادة الإنسان للاستيلاء على ثروات المنطقة، وبلدان تعتبر نفسها حملة المبادئ وحماية حقوق الإنسان تلك الكذبة الكبيرة التي أوصلت الإنسان إلى الهلاك».
ويشير إلى أنّ أعماله المشاركة في المعرض حملت الوجه الحقيقي التعبيري الدّاخلي، قال: «إنه أقل مبالغة من الواقع القاسي، محاولة للبحث والتجريب بمواد كثيرة وجديدة للوصول إلى لغات بصريّة معاصرة تستطيع لفت النظر والتعبير بشكل جديد، ليقف المتلقّي الذي شاهد الكثير ولن يوقفه إلا الجديد والمفاجئ من الفن التشكيلي».
وعن رسالته الفنية يبين أنها للعالم، هي توثيق مرحلة ظالمة على منطقتنا التي لم تشهد الرّاحة، كما نراها تنتقل من مكان لآخر، إضافة لما تعرّضت له غزّة من ظلم ووحشيّة بالتعامل مع إنسانيّة الإنسان في منطقة حملت رسالة الحضارات والأديان السماوية.
ويحاول المأمون نقل هذه المشاعر والمشاهدات للوحته التي لا يحب أن يأطرها في عنوانٍ، كما أشار، لتحمل مساحات أكبر من السّرد والخيال عند المتلقّي، واحتراماً لعقله ليشارك ويكمل ما شاهد من لوحاتي ومعارضي، ويختم بالقول: أنا فنانٌ متمرّد على كل ما شاهدته من تشكيل، وأبحث عن الجديد دائماً في لوحاتي، مؤمناً أن الفن الحقيقي يصدر من القلب والفكر، ليصل إلى محبيه كالعشق، والفنان الذي لا يبحث ولا يقدم الجّديد ولا يحمل الفكر في عمله هو ليس فناناً بل مزيّناً ومهنيّاً ليس إلا.