الثورة- حسين صقر:
تتسارع في عصرنا الحالي التطورات التقنية بشكل غير مسبوق، ولاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث الواقع يصبح افتراضياً، والافتراضي كما لو أنه واقع، ما يضعنا أمام تساؤلات عميقة حول مستقبل الإنسانية، في وقت لم يعد فيه هذا النوع من الذكاء مجرد أداة تقنية، بل أصبح قوة مؤثرة تلامس كل جوانب حياتنا، من طريقة تفكيرنا إلى علاقاتنا الاجتماعية وأنظمتنا السياسية والاقتصادية.
صحيفة الثورة استطلعت بعض الآراء حول تقنية الذكاء الاصطناعي، وقال الدكتور بسام علي: يوماً بعد آخر يزداد حضور هذه التقنية في التفاصيل اليومية السياسية والاقتصادية والطبية والصناعية وغيرها، ما يدفع للسؤال حول مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة.
وكيف سيغدو المستقبل، وكيف سيؤثر على هذا الجيل، والأجيال المتلاحقة، وهل هناك ضوابط قانونية سوف تحكم العلاقة بين الطرفين.
وأضاف علي أنه لا مفر من بعض المخاطر التي تترتب نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن من الممكن إدارتها والحد منها، محذراً من سوء استخدام تلك التكنولوجيا.
ارتفاع بمعدلات البطالة
بدوره المهندس جمال الناعم الاختصاصي بالتسويق الإلكتروني قال: مع أن تقنية الذكاء تستخدم بقوة في مجال التسويق، إلا أنه من الممكن أن يتسبب ذلك بنسبة العاطلين عن العمل بسبب انصياعهم لهذا المجال، وتسبب النقص في المعامل والمصانع والمصالح الحرفية والمهنية، ويمكن أن يشمل الإدارية أيضاً، بسبب جنوح الغالبية نحو هذا المجال، ورأى أن هناك نوعين من الضرر المترتب على دخول الذكاء الاصطناعي في الحياة العملية، أولها ما سيحدثه من فوضى وارتباك في الأسواق والمجتمعات نتيجة زيادة معدلات البطالة من جهة، ومن جهة أخرى سوء استعمال هذا النوع من الذكاء.
من ناحيتها لفتت نهلة جادالله مصممة أزياء في هذا السياق إلى توقعات بحدوث أزمات تتعلق بالسمعة، وأخرى اقتصادية نتيجة المقاطع المزيفة وتضليل العملاء، حتى بات الجميع لايميز بين ما هو حقيقي فعلاً، وبين ماهو افتراضي أو مطبق تقنياً، ويندهش الكثير من المتابعين عندما يريدون تطبيق ماجاء في مقطع “الريلز” بحرفيته، لكن يفاجؤون بالإخفاق، وبالتالي ينصدمون بما رأوا، مع انهم يتابعون ذلك خطوة بخطوة.
برامج مضرة بأجهزة الهاتف
ناجي الأعسر مختص بالصيانة والإصلاح ذكر أنه تواجهنا حالات كثيرة لأعطال نتيجة استخدام بعض البرامج الضارة التي يشجع بعض المسوقين في هذا المجال على استخدامها، ليفاجأ صاحب الجهاز أنه توقف فجاة نتيجة تثبيت أو تحميل بعض البرامج التي يزعم ناشروها أنها ” تنقذ الزير من البير”، كما يقال، مدركاً أنها محض ادعاءات ودعايات وترويج وللتوسع أكثر في هذا الموضوع تواصلت الثورة مع مهندس المعلوماتية يزن ناصر الدين هلال والذي بين رداً على سؤال، كيف تصف العلاقة الراهنة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي؟.
أجاب: إن العلاقة اليوم تقوم على التفاعل المتبادل بين الجانبين، ولم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة يستخدمها الإنسان، بل أصبح شريكاً في اتخاذ القرار، في التعليم والطب، والإبداع الفني، وأضاف مع أن البعض يشعر بالقلق من سرعة التطور، إلا أني أرى الذكاء الاصطناعي هو امتداد طبيعي لذكاء الإنسان نفسه.
ورداً حول إن البعض يخشى أن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر في العمل، قال: إن الخوف مفهوم، لكنه يحتاج إلى إعادة توجيه، ومن الصحيح أن بعض الوظائف ستتغير أو تختفي، لكن ستظهر وظائف جديدة أكثر تخصصاً وذكاء.
المهم أن نُعيد تعريف مفهوم “العمل” ليصبح قائماً على الإبداع والتحليل بدلًا من التكرار والتنفيذ.
أما كيف يرى هلال أدوات مثل ChatGPT وتأثيرها في حياة الناس؟ فقد أوضح: إن ChatGPT نموذج مذهل لجعل المعرفة متاحة للجميع، ولم يعد المستخدم بحاجة إلى خبرة تقنية ليحصل على إجابات أو نصوص احترافية، لكنه في الوقت نفسه يضعنا أمام مسؤولية الاستخدام الواعي، لأن قوة هذه النماذج تعتمد على الطريقة التي نطرح بها الأسئلة.
وحول توقعه بأن يصل الذكاء الاصطناعي إلى وعي شبيه بالبشري، أجاب حتى الآن وفي المستقبل لن يمتلك هذا الذكاء وعياً أو مشاعر، بل يحاكي الأنماط اللغوية والسلوكية بذكاء مذهل، مع أن ذلك المستقبل يحمل احتمالات كثيرة، وربما نصل يوماً إلى أنظمة تفهم السياق الإنساني بعمق أكبر، دون أن تكون “حية” أو “واعية” بالمعنى الفلسفي.
وينصح مهندس المعلوماتية الأجيال أن يتعاملوا مع الذكاء الاصطناعي كشريك معرفي، لا كبديل عن الجهد الإنساني، أي يجب أن تتعلم كيف تسأل، وكيف تحلل، وكيف تستخدم هذه الأدوات لتوسيع قدراتها الفكرية والإبداعية، ونوه أن المستقبل ليس لمن يملك التقنية، بل لمن يفهم كيف يوظفها بذكاء وإنسانية.