الثورة :
أصدر المكتب الصحفي في محافظة السويداء، بياناً حذّر فيه من تفاقم الأزمات المعيشية والخدمية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، داعياً إلى تفعيل قنوات التواصل مع الحكومة المركزية من أجل إيجاد حلول عملية تضع حداً لمعاناة الأهالي.
وأشار البيان ، إلى أن ضعف التنسيق بين مديري الدوائر الحكومية والجهات التنفيذية، إضافة إلى غياب التواصل الفعّال مع الحكومة، كانا من أبرز الأسباب التي أدت إلى تعقّد المشكلات وتأخر معالجتها، ما ترك المواطنين يواجهون ضغوط الحياة اليومية وحدهم.
وأكد المكتب أن هذا التقصير الإداري لا يمكن تبريره، محمّلاً المسؤولية الكاملة للمديرين الذين تقاعسوا عن أداء واجبهم، وداعياً إياهم إلى التحرك العاجل للتواصل مع الوزارات المختصة وتقديم تقارير دقيقة تعكس الواقع المعيشي والخدمي في المحافظة.
وشدّد البيان على أن محافظة السويداء مستعدة للتعاون الكامل مع الحكومة لتلبية أي طلب رسمي يُقدّم وفق الأصول، بشرط أن يكون العمل مؤسسياً وشفافاً، بعيداً عن أي تدخل سياسي أو نفوذ من جهات غير رسمية.
وأكد المكتب ضرورة فصل القضايا المعيشية عن الصراعات السياسية أو سيطرة الفصائل المسلحة، موضحاً أن كرامة المواطن فوق كل اعتبار، وأن حقه في حياة كريمة لا يمكن أن يكون موضع مساومة أو ابتزاز من أي جهة.
واختتم البيان بالتأكيد على أن التواصل مع الحكومة ليس خياراً بل واجب وطني ومسؤولية إدارية وأمانة أخلاقية، داعياً جميع المسؤولين في المحافظة إلى تحمل مسؤولياتهم في بناء الثقة مع الدولة وتوحيد الجهود لخدمة المواطنين، مشيراً إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب قدراً أكبر من الوعي والانضباط والالتزام بالعمل من أجل الناس، لا على حسابهم.
وسبق أن أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، استمرار تحقيقاتها في أوضاع المجتمعات المتضررة من أعمال العنف في محافظة السويداء ومناطق سورية أخرى، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الأسد.
وفي بيان صادر من مقر الأمم المتحدة في جنيف، أكدت اللجنة أنها أجرت زيارات ميدانية إلى مدينة السويداء وضواحيها ومحافظات مجاورة، ضمن إطار التحقيق في الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن مهامها تتركز على جمع الأدلة وتحليل الوقائع الميدانية تمهيداً لإصدار تقاريرها الدورية.
وأعربت اللجنة عن امتنانها للتسهيلات التي وفّرتها السلطات السورية خلال الزيارة، مؤكدة احترامها الكامل لسيادة سوريا ولسرية أعمالها، مع استمرار التواصل مع جميع الأطراف المعنية، بما فيها السلطات الرسمية والمجتمعات المحلية المتضررة.
وحذرت اللجنة من تداول “معلومات مغلوطة ومضللة” عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول طبيعة أعمالها ونتائجها، داعية المواطنين إلى اعتماد موقعها الرسمي كمصدر وحيد للمعلومات الدقيقة.
هذه الزيارة جاءت عقب موجة العنف التي شهدتها السويداء منتصف تموز/يوليو الماضي، إثر اشتباكات دامية بين عشائر بدوية ومجموعات درزية تابعة لحكمت الهجري، والتي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، وقد تدخّلت القوات الحكومية لاحتواء الاشتباكات لكنها تعرّضت لهجمات مباشرة من ميليشيات محلية مسلحة والقوات الإسرائيلية.