الثورة – وعد ديب:
في الساعات القليلة الماضية، أعلن مصرف سوريا المركزي عن انضمام سوريا إلى منصة “بُنى” الإقليمية للمدفوعات التابعة لصندوق النقد العربي.
خطوة وصفها حاكم المصرف، الدكتور عبد القادر الحصرية، بأنها “مهمة في مسيرة تحديث أنظمة الدفع والتحويلات المالية في سوريا”.
وجاء هذا الإعلان عقب اجتماع رسمي ضم الحصرية ورئيس صندوق النقد العربي، الدكتور فهد التركي، بحضور وزير المالية محمد يسر برنية، فقد تم الاتفاق على تقديم دعم فني وبناء قدرات تقنية وإدارية، تتماشى مع متطلبات الإصلاح في مصرف سوريا المركزي، وتدعم اندماجه الأوسع ضمن النظام المالي العربي.
وفي حديثه حول المنصة، أشار الدكتور الحصرية، إلى أن انضمام سوريا إلى “بُنى” سيمكّن المؤسسات المالية في البلاد من تنفيذ عمليات الدفع بالعملات العربية والدولية بكفاءة أعلى، وسرعة أكبر، وبتكلفة أقل، ما ينعكس إيجاباً على تجربة العملاء ويعزز فعالية خدمات الدفع، بما في ذلك التحويلات الفورية.
وأضاف أن منصة “بُنى” تتيح للبنوك المركزية والتجارية في الدول العربية تنفذ عمليات الدفع المباشر وفق معايير أمان وامتثال عالية.
تقديم الدعم
من جهته، تحدث الخبير المالي والمصرفي زياد وهبي لصحيفة “الثورة”، مؤكداً أن التعاون بين مصرف سوريا المركزي وصندوق النقد العربي له آثار إيجابية كبيرة، إلا أن هناك بعض القيود والعقبات التي يجب معالجتها.
وأوضح وهبي أن من أبرز الآثار الإيجابية هو “تقديم الدعم الفني والاستشاري في مجالات إصلاح النظام المالي والنقدي، وسياسات الصرف الأجنبي، وإدارة الاحتياطيات، وتحسين الرقابة المصرفية”.
كما لفت إلى أن هذا التعاون قد يتيح لسوريا إمكانية الحصول على تمويل لتغطية عجز الميزانية أو مساعدات في تمويل واردات أساسية مثل الأدوية والوقود.
وفيما يتعلق بمنصة “بُنى”، أشار وهبي إلى أنها “تعمل بمبدأ التسويات الإجمالية”، ما يعزز من كفاءة إدارة السيولة في المؤسسات المالية السورية، ويزيد من فعالية السياسة النقدية.
مبيناً أن استخدام المنصة يختصر المعاملات المصرفية من أيام إلى دقائق، ما يقلل التكاليف التشغيلية للبنوك ويحسن خدمات التحويل والتجارة البينية، خصوصاً مع دول الخليج.
واعتبر، الخبير المصرفي، أن هذه المنصة تسهم في تسهيل تحويلات المغتربين السوريين وتوفير قناة مالية أسرع وأكثر موثوقية تدعم حاجات الاقتصاد الوطني في ظل الظروف الحالية.
تطور آخر
وفي تطور آخر يعكس الانفتاح السوري المتدرج على الأطر المالية الدولية، أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي عن مشاركته، إلى جانب وزير المالية، في اجتماع وصفه بـ”الهام والناجح” مع السيدة آنا موريس، مساعدة وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب.
وقال الحصرية إن اللقاء تناول سبل التعاون في المجالات المالية والنقدية، وركّز على تعزيز الشفافية المصرفية، ومكافحة تمويل الإرهاب، وضبط العمليات المصرفية بما يتماشى مع المعايير الدولية. وأضاف أن الجانب الأميركي أبدى دعمه الكامل للمساعدة في توفير متطلبات الالتزام بما يخدم رؤية مصرف سوريا المركزي نحو اندماج النظام المالي السوري في النظام المالي العالمي.
ورغم هذه الخطوات الإيجابية، يرى الخبير وهبي أن نجاح هذه المبادرات مرهون بـ”حسن إدارة الملف” وتنفيذ إصلاحات داخلية حقيقية في القطاع المصرفي، مع تحسين بيئة العمل المالي.
مؤكداً أن التعاون مع صندوق النقد العربي يشكل مدخلاً موثوقاً لتعزيز الاستقرار المالي، ويساعد في التحضير لمرحلة إعادة الإعمار واندماج سوريا في النظام المالي الإقليمي والدولي.