الثورة – لينا شلهوب:
تواصل وزارة التربية والتعليم خطواتها الجادة لإعادة بناء ما تهدّم من الصروح التعليمية، في إطار خطة وطنية طموحة تهدف إلى إحياء البنية التحتية للمدارس، وتهيئة بيئة تعليمية تليق بأبنائنا الطلبة.
فمنذ أربعة عشر عاماً، عانت المنظومة التربوية من آثار الدمار الذي خلفه النظام البائد، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو ثمانية آلاف مدرسة تضررت بدرجات متفاوتة، بين مدمرة كلياً أو جزئياً أو خارجة عن الخدمة بسبب الإهمال والنهب والتقادم.
خطط مدروسة
وفي هذا السياق، أكد مدير الأبنية المدرسية في وزارة التربية والتعليم المهندس محمد الحنون لصحيفة الثورة، أن الوزارة وضعت خططاً مدروسة لإعادة تأهيل المدارس المتضررة، حيث تم تأهيل نحو 750 مدرسة حتى الآن، توزعت بين مدارس تعرضت لأضرار كلية وجزئية، وأخرى نُهبت تجهيزاتها اللوجستية، كما تواصل الوزارة أعمال ترميم 850 مدرسة إضافية في مختلف المحافظات، في جهد وطني غير مسبوق من حيث حجم العمل وتوزّعه الجغرافي.
وأوضح الحنون أن حجم التحديات التي تواجه الوزارة لا يقتصر على المدارس المهدّمة فقط، بل يشمل أيضاً المدارس التي ظلت تعمل رغم انتهاء عمرها الافتراضي، إذ لم تخضع لعمليات صيانة أو ترميم منذ عقود، ما أدى إلى تدهور البنى التحتية وتلف المقاعد الدراسية والسبورات، وفقدان البيئة التعليمية لمقوماتها الأساسية.
وأضاف أن الوزارة تعمل ضمن خطط قصيرة وبعيدة المدى لتأهيل المدارس وتجهيزها بالمستلزمات الضرورية، من مقاعد وسبورات وأدوات تعليمية حديثة، لضمان عودة العملية التعليمية إلى مسارها الصحيح، كما شدد الحنون على أن هذه الجهود لا يمكن أن تتحقق بجهد وزارة التربية والتعليم وحدها، بل تتطلب تعاوناً بين الوزارات كافة، والمجتمعات المحلية، والمنظمات الدولية، والدول الصديقة، لدعم هذه المبادرة الوطنية التي تمس مستقبل الأجيال.
رؤية شاملة
وتابع الحنون قائلاً: نحن مستمرون في حملات الترميم والتأهيل حتى آخر مدرسة، وسنؤمن آخر مقعد دراسي لكل طالب، لأن التعليم هو أساس بناء الوطن، وركيزة نهضته ومستقبله، لافتاً إلى أن هذه الجهود الكبيرة تأتي في إطار رؤية شاملة لتحديث البنية التعليمية، ليس فقط من خلال إعادة تأهيل المباني، بل أيضاً عبر تحسين البيئة التربوية والارتقاء بالمعايير الإنشائية والخدمية للمدارس، فوزارة التربية تسعى إلى أن تكون كل مدرسة بيئة جاذبة للطلبة، آمنة وصحية ومجهزة بما يعزز جودة التعليم.
وأضاف أنه رغم التحديات المالية واللوجستية الكبيرة، تؤكد الوزارة أنها ماضية في طريقها بخطا ثابتة، مستندة إلى دعم الحكومة والشركاء الدوليين، لإعادة إعمار ما تهدّم، وتوفير مقعد دراسي لكل طالب، ومعلّم مؤهل في كل صف، وبيئة تعليمية تليق بما تطمح له الوزارة، وما يجري اليوم من أعمال تأهيل وصيانة في مئات المدارس لا يمثّل مجرد مشروع إنشائي، بل حركة وطنية لإعادة الحياة إلى التعليم، ورسالة أمل للأجيال القادمة بأن المستقبل يصنعه الإصرار والإيمان بالعلم، فكل جدار يرمَّم، وكل مقعد يعاد تأهيله، هو لبنة في بناء وطن يتطلع إلى النهوض من جديد، بعقول أبنائه وإدارة مؤسساته.