الثورة:
كشف قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة السورية، بشأن دمج قواته في هيكل الجيش السوري، ضمن رؤية جديدة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية على أسس وطنية جامعة.
وأوضح عبدي، في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، أن دمج قوات بحجم “قسد” لا يمكن أن يتم بأسلوب فردي أو انتقائي كما جرى مع الفصائل الصغيرة، بل عبر عملية مؤسسية منسقة تضمن الحفاظ على التماسك العسكري والانضباط التنظيمي، مشيراً إلى أن لجنة مشتركة مع وزارة الدفاع السورية بدأت فعلياً دراسة آلية الدمج وتفاصيله القانونية والإدارية.
وأضاف أن “أعضاء وقيادات قوات سوريا الديمقراطية الذين سينضمون إلى الجيش سيشغلون مواقع حقيقية في هرم القيادة ووزارة الدفاع”، مؤكداً أن الهدف هو تحقيق وحدة وطنية في المؤسسة العسكرية تُمكّن البلاد من تجاوز حالة الانقسام التي خلّفتها الحرب.
وأوضح عبدي أن الاتفاق يشمل أيضاً دمج قوات الشرطة والأمن العام في شمال شرقي سوريا مع الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية، ضمن مسار متكامل لتوحيد البنى الأمنية والعسكرية.
وأشار إلى أن اللقاء الذي جمعه مؤخراً مع الرئيس السوري أحمد الشرع ووزيري الخارجية والدفاع في دمشق شكّل منعطفاً مهماً في العلاقة بين الطرفين، حيث جرى بحث تفاصيل الاتفاق والتوافق على رؤية مبدئية لمستقبل العمل العسكري المشترك.
واعتبر قائد “قسد” أن أحداث الساحل السوري والسويداء كانت من بين الأسباب التي أخّرت تنفيذ اتفاق 10 آذار، إلا أن الجانبين ما زالا ملتزمين ببنوده، مشدداً على أن التقدم في هذا الاتفاق سيُسهم في استقرار البلاد ومنع تكرار الأحداث الأمنية الأخيرة.
وأكد عبدي أن الحل المستدام في سوريا لا يقوم على الغلبة العسكرية بل على اتفاق سياسي شامل يضمن المساواة بين جميع السوريين ويتيح لهم المشاركة في إدارة الدولة، موضحاً أن “قسد” تدعو إلى نظام حكم لامركزي يمنح المحافظات صلاحيات موسعة في ظل دولة موحدة وقوية.
وأشار إلى أن تطبيق اتفاق آذار يمثل خطوة أساسية نحو دمج المؤسسات المدنية والعسكرية والاقتصادية في شمال شرقي سوريا ضمن السلطة المركزية في دمشق، بما يعزز وحدة البلاد دون المساس بتنوعها الاجتماعي والإداري.
وفي ختام حديثه، قال عبدي إن التفاهم السوري الداخلي سيسحب الذرائع من تركيا للتدخل في الأراضي السورية، مضيفاً أنه لمس “قدراً من المرونة في الموقف التركي حيال فكرة انضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى الجيش السوري”، معتبراً أن نجاح هذا المسار سيضع البلاد على عتبة مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار.