الثورة – فاتن حبيب:
قرية غنيري التي تبعد عن مدينة جبلة حوالي 9 كم وعن اللاذقية نحو 25 كم، من القرى الساحرة بطبيعتها الخلابة و أشجارها الكثيفة، حيث يمكن مشاهدة الساحل السوري من مدينة بانياس جنوباً وحتى مدينة اللاذقية شمالاً، ويحدها من الشمال نهر سيانو ومن الجنوب سد الحويز.
يبين رئيس بلدية غنيري طالب الجهني لـ”الثورة”، أنه يتبع للبلدية قرى عدة، منها بيلي والمعيصرة، ودوير الشوا، ورويسة الحجل، وتحدها قرية القلايع من الجهة الشرقية، وقريتا دوير الخطيب وبسيسين من الغرب.
ترحيل يومي
ويشير الجهني إلى أنه بعد التحرير، توقفت مخصصات البلديات من الوقود الخاص بآليات النظافة، فتم ترحيل القمامة بمساعدة المجتمع المحلي، حتى قامت شركة “إي كلين” باستلام مهامها في قطاع النظافة، واستمرت حتى الشهر التاسع، توقفت بعدها الشركة وعادت المهام للبلديات، مضيفاً: لكن العمل توقف لحين إصدار بطاقات الوقود الجديدة، والآن عدنا للعمل ونقوم بنقل النفايات إلى مكبّ قاسية بشكل يومي.
وعن واقع المياه، نوه الجهني بتعرض محطة ضخ غنيري لأعطال عدة، تم إصلاحها بجهود المجتمع المحلي. ورغم ذلك عاد الانقطاع في مياه الشرب بسبب الأعطال المتكررة، الأمر الذي فاقم وصول المياه إلى الأهالي، وكذلك اعتماد القرى المجاورة على المضخة ذاتها، ما زاد دور المياه لأيام عدة، وحالياً يتم العمل مع مديرية مياه الريف على فصل سيانو عن خط الضخ الخاص بغنيري لحل المشكلة في المنطقتين.
تحتاج الاهتمام
بدروه، أكد مختار القرية علي دخيل، أن التكاتف الاجتماعي والعمل الجماعي هو السمة المميزة لأهل القرية، حيث يعمل المجتمع الأهلي على جمع وترحيل القمامة وصيانة محطة الضخ وغيرها، ويعتمد أهل القرية بشكل أساسي على الزراعة، و تعتبر الحمضيات وأشجار الزيتون من أهم الزراعات في القرية، إضافة إلى الزراعات المحمية، ولكن الجفاف وسوء الوضع المعيشي فيها جعلاها تتراجع كثيراً، وتحتاج القرية إلى الكثير من الاهتمام واقترح تقديم قروض زراعية ميسرة من دون فوائد، ليتمكن المزارعون من إنعاش أرضهم وبالتالي دخلهم.
من جانبه، يبين رئيس الوحدة الإرشادية، المهندس الزراعي كنان هديوه، أن في غنيري حوالي ٩ آلاف دونم، مزروعة بمختلف الأشجار والمحاصيل، منها ألفا دونم حمضيات و ٣ آلاف دونم زيتون، والباقي زراعات محمية، منها الورد والموز والخضار، لكنها تأثرت بالجفاف كثيراً، ما أثر في الإنتاج الذي تراجع بنسبة ٨٠٪ عن العام الماضي.
وأضاف: حالياً نستمر بمتابعة قطاف الزيتون وتقديم المشورة للمزارعين، حول كيفية القطاف والتعبئة والنقل والعصر، وأملنا كبير بسخاء السماء هذا العام من الأمطار، لتعويض المواسم التي تساهم بشكل أساسي في دخل السكان بهذه المنطقة .
نموذجية
من جهته، أوضح مدير مدرسة غنيري صفوان علان، أن التعليم يحظى باهتمام الجميع، حيث يبلغ عدد الطلاب هذا العام 630 طالب حلقة ثانية وثانوية،
مضيفاً: قمنا بالتحضير المباشر قبل بداية العام الدراسي، وخلال الأسبوع الإداري نظمنا كل ما يتعلق بالخطة الدرسية، بالتعاون بين الإدارة والكادر التدريسي، ما سهل علينا استقبال الطلاب في الشعب الصفية وتنظيمهم وتوزيع الحصص، ولا يوجد في المدرسة أي نقص بالمعلمين.
ولفت إلى أن المدرسة تعتبر نموذجية جداً هذا العام، حيث تم تأمين مياه للخزانات من قبل البلدية والخدمات المرافقة، كالنظافة وغيرها، كما يوجد في المدرسة أربعة حراس، يقومون على تأمين دخول وخروج الطلاب بأمن وسلام.