الثورة- لمى يوسف:
تقدّم رواية «كمن ينتعل قبراً» للأديبة سوزان إبراهيم إصدار دار ميزر للنشر- مالمو / السويد، تجربة سردية في الأدب العربي المعاصر، بلغة نثرية تجذبك بدفئها عبر 304 صفحات ترزح تحت وطأة الحرب والخوف، تنتشلك من الموت، وتبقى ندباتها إلى ما لا نهاية.
أعيد من خلالها طرح سؤال الوجود الإنساني في زمن الخراب، من خلال ثلاث نساء تتقاطع مصائرهن في فضاء الحرب السورية، إذ يتحوّل الحزن إلى مادة للحياة، والذاكرة إلى عبء لا يُحتمل.
وعن الرواية تصرّح إبراهيم لصحيفة الثورة «أن الرواية لا توثّق الحرب كحدث سياسي أو واقعي وحسب، بل تُعيد تركيبها كحالة داخلية تتفجر في اللغة والوعي. في عالمها السردي، يصبح الجسد خريطة للمنفى، والبيت ذاكرة معلّقة بين الحياة والموت، فيما تتوارى الحدود بين الحبّ والفقد، بين النجاة والإندثار».
وأشارت إبراهيم إلى أن «الرواية تعد رحلة في ذاكرة الحرب والحبّ والنجاة، عن نساءٍ يحرسن الحكاية وسط العتمة، ويمشين بخفّةٍ فوق الركام، كأنهن ينتعلن قبورهنّ. وتطرح الرواية أسئلة عن الحرية، الجسد، الغياب، والذاكرة، ليس بشعارات مباشرة، بل عبر تفاصيل الحياة الصغيرة: كوب القهوة، فستان الدانتيل، غياب الكهرباء، الرسائل النصية، الحلم ببيت آمن».
فالمرأة كما بيّنتها ابراهيم في سردها ليست مجرد ضحية في الرواية، بل شاهدة، راوية، وفاعلة، تحب، تحتج، ترفض، تنكسر وتنهض. ما يحررها من التنميط التقليدي في أدب الحرب إذ غالباً ما تُهمَّش أصوات النساء.
يذكر أن لإبراهيم إصدارات متنوعة بين الشعر والقصة، وتعد رواية “كمن ينتعل قبراً” وهي الثانية بعد روايتها التي صدرت منذ عامين تحت عنوان “لا حمام في المدينة” والتي نشرت باللغة السويدية، تتحدث بها عن الحرب السورية التي كانت سبباً في اغتراب الأديبة سوزان إبراهيم.
وبينت أن أول إطلالة للرواية “كمن ينتعل قبراً” والذي رسم غلافها الفنان السوري صلاح سايس، ستكون في معرض استوكهولم للكتاب العربي في الفترة 22-26 تشرين الأول.