الثورة- همسة زغيب :
نظّم المركز الثقافي العربي في جرمانا اليوم حفلاً فنياً بمناسبة يوم الطفل العالمي في عشرين تشرين الثاني، قدمته المايسترو ريمة أبو زور، مع كورال الأطفال واليافعين، إذ قدّم عرضاً موسيقياً متكاملاً جمع بين الأداء الجماعي والعروض الفردية، وسط حضور جماهيري لافت، واحتشدت الأصوات الصغيرة لتعلن أن الفن ليس حكراً على الكبار، بل حقٌ أصيل للطفولة.
موسيقا متنوعة
افتتحت رئيسة المركز رمزا خيو الحفل بكلمة ترحيبية أكدت فيها أن الطفل ليس متلقياً سلبياً، بل فاعل ثقافي حين يُمنح المساحة، تجسدت الرسالة من خلال تصميم البرنامج الفني، حين بدأ بمقطوعة موسيقية فتحت الباب أمام تنوع موسيقي غير تقليدي.
مواهب واعدة
أما ملاك جبر افتتحت الحفل بمقطوعة إيطالية أظهرت قدرة الأطفال على التعامل مع أنماط موسيقية عالمية. تلاها أداء منفرد للعازفة حلا عزام على العود، عازفة وملحنة ومؤلفة موسيقية، قدّمت من خلال مقطوعتها المؤلفة ذاتياً نموذجاً يجمع بين الحس الموسيقي والقدرة على التعبير الفني.
بينما زينة جباعي أضافت نكهة عصرية بعزفها على الغيتار، وكاترين حمزة أبهرت الحضور بصوتها، وصُنّفت كأبرز صوت غنائي طفولي على مستوى القطر، لمرة واحدة، لكنها تركت أثراً فنياً مميزاً.
“كريم دباغ وجاد علي” قدّما أداءً جماعياً مفعماً بالحيوية، والطفل عمر غنّى “واقف قمرين” في لحظة إنسانية مؤثرة، قبل ختام الحفل بأغنية “فوق النخل”، التي شارك بها الجميع في مشهد جمع بين التراث والطفولة والفرح.
قيادة موسيقية واعية
وفي تصريح لصحيفة الثورة، قالت المايسترو ريمة أبو زور: “نحن لا ندرّب الأطفال على الغناء فقط، بل نعلّمهم كيف يصغون لبعضهم، كيف يتنفسون معاً، كيف يحترمون اللحظة الفنية كفعل جماعي وإنساني. الحفل إعلان بأن الطفولة قادرة على إنتاج الجمال، لا استهلاكه فقط.”
وأضافت: “الموسيقا ليست ترفاً، بل وسيلة تربوية وتعبيرية تمنح الطفل مساحة للبوح والتطور.”
المشهد الثقافي
وأشارت أبو زور إلى أنّ الحفل تجاوز كونه فعالية احتفالية، وكشف عن توجه ثقافي واضح نحو الاستثمار في الطفولة كمساحة إبداعية، وكان الأداء مدروساً، عكس تدريباً حقيقياً ومتابعة فنية دقيقة. الحضور الجماهيري وتفاعل الأهالي أضفى على الأمسية طابعاً اجتماعياً، يؤكد أن الفن حين يُمنح للأطفال، يتحوّل إلى فعل مجتمعي شامل.
وفي الختام بينت أنه من الضروري تحويل الاحتفالية إلى تقليد سنوي، ودعم الكورال بمزيد من الموارد، وفتح أبواب التعاون مع مؤسسات تربوية وفنية، فالأطفال على المسرح ليسوا مجرد مؤدين، بل مشاريع فنية وإنسانية تستحق الرعاية.