صحة المرأة في مواجهة سرطان الثدي: الوعي والدعم مفتاحا النجاة   

الثورة – عبير علي:

نظم مجلس المرأة السورية للتنمية في دمشق بالتعاون مع الجمعية الخيرية في منطقة عرطوز، بمناسبة الشهر الوردي، ندوة توعوية حول سرطان الثدي، وذلك في صالة الجمعية الخيرية مساء اليوم الثامن عشر من تشرين الأول 2025.

أشرف على الندوة إلهام شرارة، عضو لجنة العلاقات العامة، ومشاركة الدكتورة إيمان الشيخ وخبيرة التغذية حسناء قدور، وذلك بحضور عدد كبير من النساء من مختلف شرائح المجتمع، بالإضافة إلى عدد من السيدات من السودان الشقيق.

وفي بداية اللقاء أكدت شرارة أن الاجتماع  اليوم هو لفتح نافذة على موضوع يمس حياة الملايين من السيدات، ويستحق انتباههن الكامل، إنه سرطان الثدي. فهو ليس مجرد مرض، بل اختبار لقوة الإنسان، إذ غالباً لا يبدأ بألم، بل بإشارة صامتة تحتاج إلى يقظة ومحبة لأنفسهن”.

ودعت شرارة النساء إلى ألا يخفن وإنما ليتعلمن ويتكاتفن، وأن نقول لكل امرأة: أنت لست وحدك”. مؤكدة على أهمية المعرفة كقوة، والدعم كحياة.

وأشارت إلى أن الوعي هو أول الطريق نحو الشفاء، وقالت “فلتكن صوتاً لمن لا صوت لها، ولتحملن هذه الرسالة إلى كل بيت”.

شرارة أوضحت أن الهدف من الجلسة، حيث جمعت النساء ليعشن بصحة ويفهمن أجسامهن ويخترن غذاءهن بوعي، مبينة أن الصحة الغذائية ليست مجرد “ريجيم أو حرمان”، بل هي أسلوب حياة. فكل لقمة نأكلها إما تبنينا أو تثقلنا، وكل خيار نتخذه في السوق أو المطبخ هو خطوة نحو حياة أفضل”.

كما نوهت شرارة إلى أن العادات الغذائية جزء من ثقافتنا وذكرياتنا اليومية، مع التركيز على أهمية التحول نحو الأكل الصحي. ولفتت إلى أنه يجب على الحضور أن يبدؤوا رحلة جديدة تتمحور حول حب الذات واحترام الجسم، مشددة على أهمية نشر هذه الرسالة في كل مكان.

وحول مخاطر سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر تحدثت الدكتورة إيمان الشيخ عن شيوع هذا المرض بين النساء، والذي يعود إلى عدة عوامل تساهم في ظهوره. منها:

العوامل النفسية، حيث يؤثر القلق والتوتر على صحة الجسم. العوامل الوراثية، وجود تاريخ عائلي لسرطان الثدي يزيد من خطر الإصابة. السمنة، يُعتبر الوزن الزائد عامل خطر هام. الزواج المتأخر، خاصة بعد سن الثلاثين. البلوغ المبكر، قبل سن الثانية عشر.

انقطاع الطمث المبكر، قبل سن الخامسة والخمسين.

وأشارت الدكتورة الشيخ إلى أن التغذية تلعب دوراً كبيراً في نمو السرطان، حيث تؤثر مناعة الجسم والجينات الوراثية كذلك في خطر الإصابة.

كما أوصت كل سيدة بإجراء فحص دوري شبه سنوي للكشف عن أي تغييرات في الثدي، مثل تغير لون الحلمة والهالة، ظهور حلمة غائرة، أو تغير في شكل الجلد ليشبه قشر البرتقال.

وخلصت الندوة بالدعوة إلى ضرورة إجراء فحص دوري كل سنتين. تصوير الثدي بالأشعة (ماموغرام) والفحص بالإيكو. مع إجراء تحليل CBC للتأكد من عدم وجود أورام أو حالات شبهة.

وهناك أيضاً توصيات غذائية لمرضى سرطان الثدي تحدثت عنها اختصاصية التغذية حسناء قدور مبينة الأغذية الصحية المسموحة للمرضى المصابين بسرطان الثدي، حيث أكدت على أهمية تناول أطعمة طبيعية تساعد في تعزيز الصحة، وأبرزت خيارات

الأغذية المسموحة ومنها:

الأسماك الدهنية: مثل السلمون والسردين والبيض، الذي يعد مصدراً جيداً للبروتينات. البقوليات، كالفول والفاصولياء. الحبوب الكاملة: تعزز الصحة العامة.

الخضار الورقية، مثل السبانخ والجرجير والسلق، نظراً لغناها بمضادات الأكسدة. الفواكه الغنية بفيتامين C، مثل الحمضيات (البرتقال، الليمون) والأفوكادو والتوت.

الخضار الملونة، كالبطاطا الحلوة والجزر والطماطم والباذنجان، وكذلك الخضار الصليبية مثل البروكلي والملفوف.

من جهة أخرى ذكرت الدكتورة الأغذية الممنوعة عن مريضات سرطان الثدي:

الأطعمة المقلية، والوجبات السريعة. الأطعمة المصنعة التي تحتوي على مواد صناعية، مثل الملونات والسكر الصناعي والمواد الحافظة، لزيادة خطر الإصابة. الدهون المكررة: مثل الزيوت النباتية (الصويا، عباد الشمس) واستبدالها بزيت الزيتون.

الدهون المهدرجة، مثل السمنة والزبدة المصنوعة من زيت النخيل.

اللحوم الحمراء واللحوم المشوية أو المقلية.

السكر الأبيض والكربوهيدرات المكررة (كالطحين الأبيض). فستق العبيد.

وختمت الشيخ حديثها  بالإجراءات الوقائية الصحية والتغذويةمنها:

تقليل التوتر والخوف: تحسين الحالة النفسية.

ممارسة الرياضة: مثل المشي في بيئة صحية.

-التعرض لأشعة الشمس: صباحا لمد الجسم بفيتامين D

تجربة  مع السرطان

فيما شاركت السيدة فاطمة الصعيدي (50 عاماً) تجربتها مع مرض السرطان، حيث بدأ الورم الحميد في ثديها منذ عمر 22 عاماً. بدأت الكتل تظهر في الثدي الأيسر، وبعد الماموغرام والإيكو، وُجدت كتلة مخروطية الشكل، وقررت الطبيبة استئصالها دون خزعات. وأظهر التشريح أنها داء كيسي ليفي متعدد الكيسات.

تكررت الكتل في الثدي الأيسر، مما تطلب 11 عملية جراحية، ثم انتقلت الكتل إلى الثدي الأيمن مع 12 عملية أخرى، وكان التشريح سليماً في كل المرات.

فاطمة تقول: “الحمد لله، انتهت قصة الورم منذ أربع سنوات. أنصح السيدات بمراقبة أنفسهن واتباع التدابير الوقائية، حيث أن الكشف المبكر يقصر فترة الألم. يجب أن نعيش بسعادة، فالأقدار لا تتغير لكن يمكن اختيار حياة مليئة بالحب. المرأة هي عماد المجتمع، ويجب أن تكون قوية لدعم عائلتها ومحيطها.”

وفي نهاية الندوة، أكدت عضو لجنة العلاقات العامة إلهام شرارة، أهمية الوعي والتوجيه الصحيح في مواجهة تحديات صحة المرأة، خاصة فيما يتعلق بسرطان الثدي. مع دعوتها لتكاتف الجميع بغية تعزيز ثقافة الكشف المبكر ودعم بعضنا البعض، لنعيش حياة صحية مليئة بالأمل والقوة.

آخر الأخبار
الدبلوماسية السورية.. من التبعية والعداء إلى الاستقلالية والانفتاح   "صوت السلام" فعالية مجتمعية في طرطوس تشعل الفرح وتزرع الأمل   صحة المرأة في مواجهة سرطان الثدي: الوعي والدعم مفتاحا النجاة    الشيباني: الدبلوماسية السورية متوازنة ومنفتحة على الحوار والتعاون  سوريا تنضم إلى "بُنى".. انطلاقة جديدة لتعزيز  التعاون المالي الإقليمي والدولي  زيارة وزيري الاقتصاد والمالية إلى واشنطن..  تعزيز الشراكة وكسر العزلة  لجان وآليات لدفع التعاون بين الجمعيات الخيرية نحو آفاق من التأثير  الفضة مقابل الذهب..هل يمكن ضمان نفس مستوى الأمان؟    تأهيل 750 مدرسة وترميم 850 أخرى ووعود بتأمين مقعد دراسي لكل طالب   فريق الهلال الأحمر الجوال  بالقنيطرة.. خدمات طبية للمجتمعات المحلية   تكاتف سكان "غنيري" ..استعادة لبعض الخدمات وحاجة للاهتمام   إعادة الممتلكات ..تصحيح الظلم وبناء عقد اجتماعي شفاف ومتساو    انطلاق أول معرض للتحول الرقمي بمشاركة 80 شركة عالمية  ضحايا ومصابون بحادثي سير على أتوستراد درعا- دمشق وزير الاقتصاد يلتقي ممثلين عن كبرى الشركات في واشنطن التحويل الجامعي.. تفاصيل هامة وتوضيحات  شاملة لكل الطلاب زيادة مرتقبة في إنتاج البيض والفروج أول ظهور لميسي مع برشلونة… 21 عاماً من الإنجازات المذهلة  بيلوفسكي الفائز بسباق أرامكو للفورمولا (4)  خطة لتمكين الشباب بدرعا وبناء مستقبلهم