الثورة:
أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن تقديره للحوار المتنامي بين روسيا والسلطات السورية الجديدة عقب الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس أحمد الشرع إلى موسكو، مؤكداً أن فتح قنوات التواصل بين الجانبين يمثل خطوة ناضجة ومسؤولة نحو استقرار المنطقة.
وقال فيدان في حديث لقناة “Ulke TV”: إن الرئيس الشرع “لم يتبنَّ مواقف متشددة أو راديكالية تجاه موسكو، بل اختار طريق الحوار والتفاهم، وهو ما نرحب به بشدة”، مضيفاً أن “من الطبيعي أن تتفق دمشق وموسكو في بعض القضايا وتختلفا في أخرى، لكن الأهم هو وجود طاولة حوار مفتوحة، لأن التفاوض في ذاته مكسب سياسي كبير”.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن بلاده خاضت تجارب مماثلة في مفاوضات سابقة مع أطراف كانت العلاقات معها تمر بحالة توتر، معتبراً أن الدبلوماسية الحقيقية تبدأ عندما يجلس الخصوم إلى الطاولة بدلاً من إدارة الخلاف عبر التصعيد الإعلامي أو العسكري.
وكان الرئيس أحمد الشرع قد زار موسكو يوم الأربعاء الماضي في أول زيارة رسمية له منذ توليه الرئاسة، حيث أجرى محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تناولت مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا ومراجعة الاتفاقيات الثنائية، إلى جانب بحث سبل التعاون في إعادة الإعمار وتطوير الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
من جهته، أكد وزير الخارجية أسعد الشيباني، أن بلاده تراجع حالياً الاتفاقيات السابقة الموقعة مع روسيا بهدف تحديثها وضمان توافقها مع مبادئ السيادة الوطنية، موضحاً أنه لم يتم توقيع أي اتفاقيات جديدة حتى الآن، وأن “النقطة الأساسية في الحوار هي إعادة تقييم التفاهمات السابقة بما يحقق المصالح الوطنية السورية”.
ويرى مراقبون أن الموقف التركي المرحب بالحوار السوري الروسي يعكس تحوّلاً في مقاربة أنقرة تجاه الملف السوري، إذ باتت تركز على دعم الاستقرار الداخلي في سوريا وتشجيع المصالحة الوطنية، باعتبارها مدخلاً رئيسياً لتخفيف التوترات الإقليمية وتحقيق الأمن المشترك على طول الحدود بين البلدين.