الملحق الثقافي-ديب علي حسن:
إذا كانت مقولة (الجيوش تزحف على بطونها) مفتاحاً حقيقياً في العمل العسكري في أي دولة من العالم وفي أي مرحلة تاريخية.
فإن مقولة ( الثقافة والإعلام ) بلا مال هما جسد مهمل بطيىء الحركة لا يقوى على أن يكون منافساً حتى في سباق السلاحف ..
الثقافة صناعة وهي أم الصناعات الآن بلا منازع لأنها وفق المفهوم الواسع لها تشمل كلّ شيء من الزراعة إلى الصناعة إلى السياحة فلكل من هذه الأقانيم ثقافته التي يجب أن تكون وتمهد له.
والإعلام ليس إلا ريشة من جسد الثقافة ولكنّها ريشة التوازن والقدرة على التوجيه والتحليق .
هذا كله لا يأتي من فراغ أبداً يحتاج مالاً وجهداً وقدرة على الاستثمار في بناء منظومة الوعي .
فالاعلامي الذي لايتابع ولايقرأ ويكتفي بالنسخ واللصق ليس إلا آلة تصوير تجاوزها الزمن .
وحتى يصل إلى القدرة على المواكبة لابدّ له من دعم مالي فهو يحتاج الكتاب والمجلة والآلة والتقنيات وغير ذلك كثير .
ما يحتاجه ليس بمقدوره أن يحصل عليه إلا من ناتج مالي ربما يكون من عمله أو مساهمة من المؤسسات التي يعمل معها ..
الواقع الثقافي والإعلامي لدينا شحيح بهذا كله تقيده أنظمة وقوانين على ما يبدو ليس لدى البعض الرغبة في تجاوزها ولو أرادوا لفعلوا ذلك .
إن يقول مسؤول كبير لدينا الإمكانات المالية ولكن القوانين تقيدنا هذا تصريح مهم وشجاع ولكنه يقف في نصف الطريق .
لنبدأ بالعمل على تغييرها بقوانين تقرأ واقع الحال لا نريد ترفاً في التمويل إنما على الأقل أن نشعر أننا قادرون على شراء الأقلام والورق أو تسديد نفقات وتكاليف الاتصالات وهذا أضعف الإيمان.
ثقافة وإعلام بلا قدرة على التمويل يعني دوران في المكان .
العدد 1193 – 11 -6-2024