الثورة – ترجمة هبه علي:
مع انطلاق الدورة الصيفية الـ15 لدافوس يوم الثلاثاء، أصبحت التكنولوجيا الخضراء والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الصيني هي المواضيع الأكثر تناولاً في التجمع السنوي.
ومن بين 162 جلسة للاجتماع السنوي للأبطال الجدد، كما يُسمى الحدث رسميًا، تركز 38 جلسة على العلاقة بين المناخ والطاقة، و26 جلسة مع الذكاء الاصطناعي كخلفية، و22 جلسة تنظر إلى الاقتصاد الصيني.
ويكشف مسح المشاركين في الحدث الذي يزيد عددهم عن 1600 مشارك أن الأغلبية الساحقة تمتلك خلفية في هذه المجالات.
ويقول المشاركون إن المواضيع تعكس الجوانب الأكثر حيوية في الاقتصاد العالمي اليوم.
“علينا أن نجتمع معًا”
ويعترف المشاركون في المنتدى عالمياً بالدور الرائد للصين في صناعة التكنولوجيا النظيفة، قائلين إن التقدم التكنولوجي للصين وقدرتها التصنيعية يضعان البلاد في طليعة مكافحة تغير المناخ.
وقالت جيورجيا أورتولاني، عضو مجموعة التشكيل العالمي التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، لوكالة أنباء (شينخوا): “أرى الصين كزعيم محتمل لأنها تقوم باستثمارات ضخمة في التكنولوجيا النظيفة والابتكار الذي يمكن أن يدعم حقاً التنمية المستدامة”، مضيفة أن إمكانات الصين في التنمية المستدامة ضخمة ويمكنها أن تغير قواعد اللعبة على مستوى العالم.
وقال أندرو جونز، المدير المشارك لمنظمة أبحاث المناخ التفاعلية المناخية ومقرها الولايات المتحدة، لوكالة أنباء (شينخوا) إن الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الصين “تحل محل الكثير من استخدام الغاز والفحم وتمنع تغير المناخ”.
وأشار فيرغال وايت، مدير مجموعة أروب، إلى أن الصين تعمل على توسيع نطاق مزارع الطاقة الشمسية والألواح الكهروضوئية ومزارع الرياح، لإنتاج نسب كبيرة من الطاقة للمجتمع.
كما تجاهل المشاركون في المنتدى المخاوف بشأن ما يسمى بالطاقة الفائضة للمنتجات الخضراء في الصين.
وقال جونز إنه على الرغم من وجود بعض المقاومة للتكنولوجيا الخضراء الصينية في الولايات المتحدة، إلا أنها تشتري أيضًا العديد من المنتجات الصينية في نفس الوقت.
وقال: “لديّ بعض الطاقة الشمسية الصينية على سطح منزلي بنفسي”.
وأضاف: “أنا واثق من أننا سنتغلب على المقاومة لأن لدينا هدف مشترك يتمثل في معالجة تغير المناخ. سيكون هناك مجال أكبر للتعاون بين الولايات المتحدة والصين في معالجة تغير المناخ، سواء في الاتفاقيات الدولية، ولكن أيضًا في المجال الاقتصادي ومجال الحلول بأكمله”.
وقال وايت لوكالة أنباء (شينخوا) إن القلق في الغرب لا يتعلق بالتكنولوجيا بل نتيجة للجغرافيا السياسية.
وأضاف: “التكنولوجيا رائعة. ليس لدي أدنى شك في أن التكنولوجيا الصينية والسيارات الكهربائية ستذهب إلى أوروبا والولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم”.
وقال: “لسوء الحظ، نحن نعيش في أوقات معقدة للغاية وهناك عوامل جيوسياسية في كل مكان، لكن يتعين علينا جميعًا أن نتكاتف ونتأكد من أننا نراقب تغير المناخ ونعمل معًا لمكافحة ذلك”.
مدعوم بالذكاء الاصطناعي
ويعد الذكاء الاصطناعي موضوعاً آخر يهيمن على منصات التتويج في المنتدى، حيث أشار العديد من المشاركين إلى الصين باعتبارها واحدة من المبتكرين الرئيسيين في هذا المجال.
وقال جيمس نان برايس، المدير الإداري الأول لشركة أكسنتشر: “أنا مهتم جدًا بالذكاء الاصطناعي وكيف يمكن استخدامه على نطاق واسع خارج نطاق التكنولوجيا، ولكن في التصنيع، وفي الطاقة، وفي تحسين جميع الاقتصادات”.
ومن جانبه، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Policy Nexus توماس ليو لوكالة أنباء (شينخوا) إن تطبيق الذكاء الاصطناعي على السيناريوهات الصناعية مجال ذو إمكانات هائلة.
من شأن الذكاء الاصطناعي أن يمكّن جميع سيناريوهات الصناعة في جوانب مختلفة، الأمر الذي سيساهم بدوره كثيرًا في العالم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وقال ليو إن الصين تلعب دوراً مهماً للغاية في تطبيق سيناريو صناعة الذكاء الاصطناعي.
وقال تانفي راتنا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة الأبحاث الهندية بوليسي 4.0، لوكالة أنباء (شينخوا) إنه مع زيادة نشاط الصين في حوكمة الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك سيساعد في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر إنصافاً.
الصين أكثر انفتاحاً
ومع مواجهة الاقتصاد العالمي للتحديات، فإن رفاهية الاقتصاد الصيني أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى.
قالت لورديس كازانوفا، المحاضرة البارزة في كلية إدارة الأعمال بجامعة كورنيل، لوكالة أنباء شينخوا إن اقتصاد الصين كان يعتمد تقليدياً على الصادرات، لكنه أصبح أكثر توجهاً نحو التكنولوجيا وأصبحت رائدة في الصناعات الخضراء، مع أداء قوي في التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي.
وأضافت أنه من خلال الحفاظ على تكاليف الإنتاج المنخفضة والصادرات المرتفعة والاستثمار بكثافة في التكنولوجيا على المدى الطويل، تستطيع الصين الحفاظ على اقتصادها في حالة جيدة.
وأبدى راتنا نبرة واثقة بعد سماعه كلمة ألقاها رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في المنتدى، قائلاً إن ذلك يشير إلى أن الصين ملتزمة بالنمو الذي يحركه السوق.
وقالت: “بينما أصبح الناس في العديد من البلدان مهووسين بشدة بالحمائية، فإن الصين تنفتح أكثر”.
المصدر-شينخوا