بداية نتمنى للمرشحين المقبلين على انتخابات مجلس الشعب في الدورالتشريعي الرابع أن يكونوا على قدرالمسؤولية وعلى قدر الوفاء لبرامجهم الانتخابية والشعارات التي تبنوها في مرحلة الإعلان عن ترشحهم للاضطلاع بمهام جليلة تحت قبة المجلس لخدمة الوطن والمواطن في الآن نفسه.
وقبل أن نتوقف عند بعض البرامج الانتخابية التي قدّمها المرشحون، لابدّ أن نتوجه إلى الناخبين لأن صوتهم الانتخابي في اصطفاء الأقدر والأكثر جدارة بحمل المسؤولية لابدّ أن يصنع فرقاً ويشكّل نقطة تحول في تطورالبلاد وتحقيق التنمية الاجتماعية والمعيشية بجوانبها كافة، لذلك من الأهمية بمكان أن يتسم خيارنا بالوعي والثقافة والمواطنة الإيجابية، لندفع بالمجلس نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في سبيل نهضة المجتمع وارتقائه وبنائه.
وفي عودة إلى الشعارات والبرامج الانتخابية إن وجدت نجد غياباً شبه كامل للبرامج الثقافية، فلا نجد في أجندة المرشحين بنوداً خاصة تعنى بالشأن الثقافي وإعطائه حقه بما يليق به، على الرغم من أولويته في ظل الحروب الثقافية التي تتعرض لها بلادنا، ودورها في عملية التطوير والتنمية وتعميق مفهوم الانتماء والوعي وإدراك المهام الملقاة على عاتق كلّ فرد في المجتمع.
وإن كانت الشؤون المعيشية والصحية والاقتصادية تطرح أولوياتها بقوة، نظراً للمعاناة التي خلفتها الحرب والحصارالاقتصادي الجائر، تبقى الثقافة أيضاً أولوية لأنها تشكل اللحمة والسداة التي تنظم شؤون المجتمع في نسيج متماسك لينهض جميعه بخطى مبنية على دعائم وأسس متينة ومنهجية مدروسة بعناية.
وما نطمح إليه حقاً هو دعم الثقافة وإعطاؤها حيزاً من الاهتمام كمظهر حضاري يليق بإرثنا وعراقة حضارتنا المتجذرة في عمق التاريخ وأوابده الخالدة.