خوارزميات الترجمة.. هل تلغي المترجم؟

الثورة – علاء الدين محمد:

في يومها الثاني والأخير أقيمت فعاليات الندوة الوطنية للترجمة تحت عنوان “الترجمة في التقانات الحديثة”، والتي نظمتها وزارة الثقافة والهيئة العامة السورية للكتاب بالمكتبة الوطنية اليوم، شارك في النقاش كل من الدكتورة نيرمين النفرة، شاهر نصر، باسل المسالمة، والدكتور رشيد عبد الهادي.

التحديات والإمكاناتبدأ شاهر نصر حديثه بالحديث عن الترجمة الإبداعية وأكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد المترجم في استثمار الوقت وتسريع عملية ترجمة التعابير، ما يتيح للمترجم التفرغ لصياغة النصوص بشكل إبداعي.

وأوضح أن المترجم البشري يبقى أساسياً في ضبط دقة الترجمة وخصوصية الثقافة في النصوص المترجمة، خاصة عند الترجمة من لغات غريبة أو استخدام التعبيرات البلاغية المعقدة.

وأضاف: إن الذكاء الاصطناعي لا يزال يفتقر إلى فهم المعاني الضمنية والرمزية والعواطف الإنسانية، ما يستدعي تدخلاً بشرياً لضمان الجودة. واستعرض نصر كيف أن المترجم البشري غالباً ما يكون المسؤول عن اختيار النصوص وتوجيه الأجهزة الإلكترونية، مع الإشارة إلى أن هذه الأجهزة لا تستطيع استيعاب التعقيدات الثقافية والاجتماعية في النصوص المترجمة.

وأشار إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة لا يعفي المترجم من المسؤولية بل يزيد من أهمية اتقانه لمهارات المعرفة والخبرة لضمان الترجمة الصحيحة.

فيما يتعلق بمستقبل الترجمة، شدد نصر على ضرورة أن يصبح العرب فاعلين في تطوير خوارزميات وبرامج الترجمة التي تتناسب مع السياقات الثقافية الخاصة بهم، وذلك من خلال استثمار هذه التقنيات لتقوية اللغة العربية والمصطلحات العلمية.

التكامل بين الترجمة والذكاء الاصطناعي

وأضاف نصر أنه من المهم إنشاء معاهد ومراكز بحثية لتعزيز الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مع تعاون بين الدول العربية مثل السعودية ومصر لتطوير تقنيات الترجمة الذكية. كما دعا إلى ضرورة الاهتمام بتطوير بنية المؤسسات التعليمية لإعداد المترجمين بشكل يتناسب مع متطلبات العصر الرقمي.

التعليم والتكيف مع الأدوات الحديثة

من جانبها، تناولت الدكتورة نيرمين النفرة تطور مهارات المترجم في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأكدت أن المجال شهد تغييرات جذرية نتيجة العولمة والرقمنة، ما يفرض على المترجمين ضرورة التكيف مع بيئات تقنية متعددة. وأشارت إلى أن المناهج التقليدية لم تعد كافية، بل ينبغي دمج التعليم القائم على المشاريع والتعلم بالتجربة، بما يتيح للطلاب تطبيق المعرفة بشكل عملي. وقد قدمت النفرة نماذج تعلم مكونة من أربع مراحل: الممارسة المباشرة، الملاحظة، التجريد النظري، والتجريب.

هذا الأسلوب يساهم في تعزيز مهارات الطلاب في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي ويعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات الترجمة المستقلة.

التحديات اللغوية والثقافية

وأوضحت النفرة أن المترجم يواجه العديد من المشكلات مثل الاستعارات، العبارات الثقافية، والتعابير ذات الدلالات الدينية أو السياسية. كما أبرزت أهمية الترجمة في التعامل مع لهجات ومرادفات علمية قد تكون غير موجودة بشكل مباشر في اللغات الأخرى، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم اقتراحات لغوية، ولكن القرار النهائي يبقى بيد المترجم.

يتضح أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن المترجم البشري، بل هو أداة تسهم في تسريع العملية وزيادة دقة الترجمة.

يبقى للمترجم دور أساسي في فهم النصوص الثقافية والعاطفية واتخاذ القرارات المناسبة في الترجمة.

آخر الأخبار
"ما خفي أعظم" بين الناس والمؤسسات المالية والمصرفية !      السوريون يستذكرون الوزير الذي قال "لا" للأسد المخلوع   خطة الكهرباء الجديدة إصلاح أم عبء إضافي ؟   العثور على رفات بشرية قرب نوى في درعا  محافظ حلب ومدير الإدارة المحلية يتفقدان الخدمات في ريف حلب الجنوبي   "الاتصالات" تطلق الهوية الرقمية والإقليمية الجديدة لمعرض "سيريا هايتك"   إطلاق حملة مكافحة التسول بدمشق وريفها   لجنة مشتركة بين السياحة و مجموعة ريتاج لدراسة المشاريع الفندقية  غرفة صناعة دمشق توقع مذكرة تفاهم مع المجلس النرويجي للاجئين  تعرفة  الكهرباء .. كيف يوازن القطاع  بين الاستدامة والمواطن؟  وزير الخارجية الألماني: من واجبنا المساهمة في إعادة إعمار سوريا  سوريا تهنئ حكومة وشعب تركيا بمناسبة يوم الجمهورية   إنجاز 40 بالمئة من إنارة دمشق بـ1800 نقطة ضوئية في ملتقى العمل..  تدريب وفرص عمل  للنساء وذوي الإعاقة  صدام الحمود: زيارة الشرع إلى الرياض بداية مرحلة جديدة   وفد من "الداخلية" يشارك في مؤتمر التدريب الأمني العربي بالدوحة هدفها تحقيق الاستدامة.. الكهرباء تصدر تعرفة جديدة لمشتركيها  الشرع يبحث مع وفد ألماني تعزيز التعاون والمستجدات الإقليمية والدولية سوريا تغير لغتها نحو العالم.. الإنكليزية إلزامية والفرنسية والروسية اختيارية "إعمار سوريا": خبراتٌ عالمية تتجسد.. وتخصصٌ دقيقٌ يرسم طريق المستقبل