وفاء الحافظ: أتطوع بالفن وأظهر بالتشكيل مكنونات مضمرة

الثورة – عبير علي:

“الفن موهبة تخلق مع الإنسان، ففي الطفولة المبكرة، رسمت وفاء الصغيرة حصاناً، ولعل صهيل الأحلام تجلّى واقعاً استمر معي لأعود وأعيش طفولتي مع الرواد الصغار في ثقافي أبو رمانة منذ عشر سنوات وحتى يومنا هذا، يحضرون وصهيل أحلامهم يسبقهم”.

بهذه العبارات، عرّفت الفنانة التشكيلية وفاء الحافظ عن نفسها في لقائها مع صحيفة الثورة، عكست من خلاله شغفها وارتباطها بالفن.

بدأت تجربتها بين اللوحة والطفل من خلال عملها التطوعي في المركز الثقافي في أبو رمانة، إذ تقول: “طالما كانت الريشة تجسد هويتي الفنية، فمن خلالها همست الألوان وأشرقت”.

حملتُ الفن رسالة إنسانية تجلّت في عملي التطوعي مع الأطفال، فالعمل مع الطفل يشبه اللوحة البيضاء التي تحتاج إلى بناء وتأسيس وألوان تحاكي الواقع والحلم معاً.

وتتابع: “في عملي التطوعي، أسعى إلى إيصال إحساسي إلى الطفل، الذي يحضر حاملاً شغفه وحلمه، فالطفل يتحول إلى اللوحة وما أُقدّمه هو الأداة”.

تجربة إيجابية وسعادة مطلقة

ولفتت الفنانة وفاء إلى أن تجربتها الشخصية في المركز كان لها تأثير إيجابي جميل ورائع، تقول: “عندما تقدمين العمل التطوعي وترين إقبالاً جيداً وتقديراً من قبل أهالي الأطفال، وحباً وشغفاً، تشعرين بالسعادة المطلقة أنك تشاركين في رفع معنويات الطفل وإسعاده، وأنه يقضي وقتاً ممتعاً ومفيداً.

وعن أبرز التحديات التي واجهتها في عملها التطوعي مع الأطفال، هي “التحديات التي واجهتني تجلّت عندما أتعامل مع طفل مشاكس، أو أحيانًا مع طفل مصاب بالتوحد.

وتضيف: “في حالة الطفل المشاكس، أطلق يده للمساعدة في خدمة الأطفال، وأطلب منه أن يقوم برسم لوحة بأي تشكيل يحبه، لأضعها في المعرض وعلى صفحة التواصل الاجتماعي منسوبة لاسمه بشكل واضح، هذا يشعره بأهمية مشاركته ويحفزه لإبداعه، “أما بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد، تؤكد وفاء على أهمية الصبر والحب، “بالصبر والحب والحنان، أستطيع الوصول إلى نفوسهم ولو بعد حين.

الفن وسيلة للتعبير عن المشاعر

وعلى صعيد تأثير الفن على نفسية الأطفال، تشرح الحافظ قائلة: “للفن عموماً، والرسم خاصة، القدرة على مساعدة الأطفال في التعبير عن مشاعرهم”، وتوضح: “من خلال اختيار الطفل للموضوع الذي يحبه، وطلب منه رسمة كما يراها، أستطيع أن أعرف ماذا يحب، وهكذا أدخل إلى نفسيته وتفكيره بسلاسة وهدوء، مما يساعد في تطويرها”.

وعن الرسالة الرئيسية التي تريد إيصالها من خلال لوحاتها وأعمالها مع الأطفال، تجد وفاء أن أهم رسالة هي أن يعرف كيف يعتمد الطفل على نفسه، وأن يحب ما يقوم به في أي عمل، يجب أن يمتلك الثقة وأن يفكر قبل أن يقوم بأي عمل بشكل عام، والرسم بشكل خاص، وهذا ما يطلبه الطفل القائم بهذا النشاط.

تجربة خاصة

وعن تجربة فنية خاصة بالفنانة وفاء الحافظ، وعن مشاركتها، تقول: “نعم، هناك لوحة أعتبرها من أجمل اللوحات التشاركية مع الأطفال، عندما رسمت لهم فانوس علاء الدين السحري، مددتُّ خطاً لكل طفل وطلبت منهم أن يرسموا حلمهم عندما يكبرون، وماذا يريدون أن يحققوا في المستقبل، كانت لوحة كبيرة وجميلة جداً”.

إحباطات الأطفال الفنية

وعندما يتعلق الأمر بإحباطات الأطفال وعدم تحقيقهم لما يتطلعون إليه فنياً، تشرح وفاء: “أتحاور مع الطفل باعتباره كبيراً وله شخصيته، أحب أن أتعرف عليها من خلال تعبيره عنها، أحاول أن أرفع معنوياته من خلال الرسم، وأن أشيد إيجابياً بما رسمه، وأوجهه للأفضل”.

أما عن أهمية الفن في حياة الأطفال اليومية، فتقول الحافظ: “إن للفن انعكاسات إيجابية جميلة جداً على الطفل، فعندما يقوم بعمل أو برسم ما تطلبيه منه، مهما كانت النتيجة، أمتدحه أولاً، ثم بهدوء أنبهه على الخطأ الذي ارتكبه وأطلب منه تصحيحه، حتى تصبح لوحته أجمل، بذلك يشعر بالاعتزاز تجاه عمله، ويقوم بتصحيحه فوراً وبسعادة”.

بين الفنان والطفل

تصف الفنانة وفاء الحافظ العلاقة بين الفنان والطفل بأنها “بكل بساطة علاقة محبة”، وتضيف: “من خلال تجربتي الشخصية مع الأطفال على مدى إحدى عشر عاماً، أقول إنها علاقة تبادلية، لأن الطفل شفاف جداً، ويعبر عما في داخله بعفوية مطلقة وبدون مراوغة.

تعكس هذه الكلمات عمق الروابط التي تنشأ بين الفنانين والأطفال، إذ يتمكن كل منهما من فهم الآخر في سياق إنساني بحت، وعن الألوان والمواد التي تفضل استخدامها في أعمالها مع الأطفال، تقول وفاء: “الألوان التي أستعملها مع الأطفال هي الألوان الخشبية، ثم الفلوماستر، ثم الألوان النهائية، كل حسب عمره وتطوره الفني.

أما عن تفضيلها الشخصي كفنانة تشكيلية، تشير إلى أنها تفضل الألوان الزيتية في المقام الأول، ومن ثم الأكريليك.

وفيما يتعلق بمستقبل الفن التطوعي في المجتمع، ترى وفاء أن “العمل التطوعي هو من أرقى الأعمال في المجتمع المتقدم.” وتواصل:

“عند زيارتي لأميركا وكندا، وجدت أن أهالي الطلاب في المدارس يشاركون تطوعياً في أي عمل يفيد الطلاب.

وهذا رائع لنفسية الطفل ويضع الأهل في تواصل دائم مع المدرسة والمدرسين.

“تجسد تجربة الفنانة وفاء الحافظ التفاعل الإيجابي بين الفن والحياة، من خلال رؤيتها التفاؤلية للفن التطوعي وأثره الكبير في المجتمع، مما يعزز من أهمية التواصل بين الفنانين وأسر الأطفال.

آخر الأخبار
"ما خفي أعظم" بين الناس والمؤسسات المالية والمصرفية !      السوريون يستذكرون الوزير الذي قال "لا" للأسد المخلوع   خطة الكهرباء الجديدة إصلاح أم عبء إضافي ؟   العثور على رفات بشرية قرب نوى في درعا  محافظ حلب ومدير الإدارة المحلية يتفقدان الخدمات في ريف حلب الجنوبي   "الاتصالات" تطلق الهوية الرقمية والإقليمية الجديدة لمعرض "سيريا هايتك"   إطلاق حملة مكافحة التسول بدمشق وريفها   لجنة مشتركة بين السياحة و مجموعة ريتاج لدراسة المشاريع الفندقية  غرفة صناعة دمشق توقع مذكرة تفاهم مع المجلس النرويجي للاجئين  تعرفة  الكهرباء .. كيف يوازن القطاع  بين الاستدامة والمواطن؟  وزير الخارجية الألماني: من واجبنا المساهمة في إعادة إعمار سوريا  سوريا تهنئ حكومة وشعب تركيا بمناسبة يوم الجمهورية   إنجاز 40 بالمئة من إنارة دمشق بـ1800 نقطة ضوئية في ملتقى العمل..  تدريب وفرص عمل  للنساء وذوي الإعاقة  صدام الحمود: زيارة الشرع إلى الرياض بداية مرحلة جديدة   وفد من "الداخلية" يشارك في مؤتمر التدريب الأمني العربي بالدوحة هدفها تحقيق الاستدامة.. الكهرباء تصدر تعرفة جديدة لمشتركيها  الشرع يبحث مع وفد ألماني تعزيز التعاون والمستجدات الإقليمية والدولية سوريا تغير لغتها نحو العالم.. الإنكليزية إلزامية والفرنسية والروسية اختيارية "إعمار سوريا": خبراتٌ عالمية تتجسد.. وتخصصٌ دقيقٌ يرسم طريق المستقبل