الثورة – أحمد صلال – باريس:
في صالة “أوروبيا” الباريسية، يعرض الفنان التشكيلي عبد الله مراد حالياً، مجموعته “ورقيّاته”، وهي مجموعة مختارة من اثنين وعشرين عملاً صغير الحجم، ينجزها الفنان السوري باستخدام الأكريليك والحبر الأسود، أحيانا الكولاج، على الورق، وهي أعمال تعود إلى السنوات العشر الأخيرة.
عبد الله مراد “مواليد 1944” فنان سوري حائز على جوائز، وُلد في حمص، درس في قسم الرسم بكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1970.
التدرج والتنوع النسيجي
يُعرف مراد بأنه رائد في مجال الفن التعبيري التجريدي في العالم العربي، يستخدم أسلوباً للرسم يتضمن طبقات من الأنماط وضربات الفرشاة المتنوعة، إلى جانب الكولاج الفني متعدد الوسائط على القماش، ليخلق تركيبات غير متماثلة تتميز بالإيقاع والحركة، مستوحاة من سمات الزخرفة العربية والألوان الوحشية الغنية. يقول مراد في تصريحه لصحيفة “الثورة”: “في الحقيقة، لا أطرح همومي وأحزاني الشخصية في لوحاتي، بل أنطلق بعفوية من منطق التجريد، مرتجلاً خطوطاً وأشكالاً وفراغاً أجهد أن يكون متوازنًا”. قد تكون أعماله أحياناً موحية أو معبرة عن فكرة تخرج كزلة لسان غير مقصودة، ويضيف مراد: “لا يهمني الأسلوب ولا الطريقة، المهم بالنسبة لي هو الإيقاع والتوازن بين الأشكال والفراغ الذي يحملها”، تجسد فلسفة مراد في الفن والإبداع بهذه الطريقة، ويعد التجريب في الملمس سمةً مميزةً لأعمال مراد، حيث يستخدم طبقات سميكة من الطلاء وأخرى رقيقة شفافة. يُشكّل هذا المزيج الملمسي المتنوع أساس أعماله الكولاجية، التي تتضمن قصاصات الصحف وغيرها، والتي غالبًا ما تُشير إلى تاريخ الفن، مما يُضفي على القطع بُعدًا حرفيًا مرتبطًا بالزمن.
مواضيع النزوح والسرديات التاريخية
من خلال التفاعل بين الخطوط والألوان، وتناوب الفضاء والتمدد، ودراسات التوازن والاختلال، يزخر عمل مراد بالتوترات التي تنتج عن الصراع والحل، ومن بين المواضيع التي يعالجها ببراعة، نجد النزوح والفقدان. يقول مراد: “عرضت أعمالي لأول مرة في باريس سنة 2016 في غاليري كلود ليماند وفي جناحه الخاص في آرت فير باريس، والآن أعرضها في غاليري “أوروبيا” للمرة الثانية”. ويختتم مراد حديثه قائلاً: “هذه الأعمال الورقية اخترتها من بين أعمال حديثة وقديمة، وكما ذكرت، استخدمت فيها ألوان الأكريليك والأحبار والكولاج، مع تقنيات متعددة.”
أبرز المعارض والتقدير العالمي
عُرضت أعمال مراد في معارض عالمية، وهي موجودة في مجموعات خاصة ومؤسسات عامة، بما في ذلك متحف الشارقة، المتحف الوطني بدمشق، مؤسسة دلول للفنون، ووزارة الثقافة السورية، وغيرها.
المعارض الحديثة والمميزة
من بين معارضه الفردية الأخيرة، معرض الفن في “السادس والخمسين”، بيروت (2017)؛ غاليري كلود ليمان، باريس (2016)؛ معرض الفن في “السادس والخمسين”، بيروت (2013)؛ غاليري أيام، بيروت (2010)؛ وغاليري أيام، دمشق (2007).
الجوائز والأوسمة في الوسط الفني
حصل مراد على الجائزة الأولى من لجنة المركز الثقافي الإسباني في معرض “تحية لميرو وبيكاسو” في سوريا “1984”، وهو عضو في نقابة الفنانين التشكيليين السوريين واتحاد الفنانين العرب، ويقيم ويعمل في دمشق.