الثورة – لينا إسماعيل:
في مشهد يعكس معاناة مزمنة، يعيش أهالي مدينة القصير التابعة لمحافظة حمص صعوبات تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع وبعض المنازل، ما حوّل أحياء سكنية إلى تجمعات من المياه الآسنة التي تنبعث منها روائح كريهة وتنذر بمخاطر صحية وبيئية متزايدة.
ويؤكد السكان في شكواهم لـ “الثورة” أنهم تواصلوا مع مجلس المدينة أكثر من مرة، دون الحصول على معالجة نهائية، مشيرين إلى أن الريغارات الرئيسية مسدودة بالكامل، وأن مياه الصرف الصحي تتسرب من تحت الأرضيات داخل المنازل، مسببةً تلوثاً بيئياً ومعاناة يومية. ويقول الأهالي إن تقديرات مهندسين محليين تشير إلى أن إصلاح الشبكة التالفة يتطلب نحو 300 ألف دولار، في حين تشير مصادر مطلعة إلى أن المحافظة كانت قد خصصت اعتماداً يقارب 270 ألف دولار لمشروعات الصرف الصحي في القصير ضمن خطة تطوير الخدمات البلدية، إلا أن العمل لم يبدأ بعد، ما أثار تساؤلات السكان حول مصير هذه الاعتمادات وسبب تأخر التنفيذ. ويضيف المشتكون أن ما يثير القلق أكثر هو استمرار تدفق المياه الملوثة داخل بعض المنازل، مؤكدين أن الوضع “بات لا يُحتمل” مع غياب أي حلول ملموسة على الأرض.
رد رئيس مجلس المدينة
“الثورة” تابعت الشكوى مع رئيس مجلس مدينة القصير المهندس طارق حصوة، حيث أوضح أن مشكلة شبكة الصرف الصحي في المدينة ظهرت بوضوح بعد عودة الأهالي إلى منازلهم عقب التحرير، حيث تبيّن وجود تخريب واسع في الشبكة نتيجة الأعمال التخريبية الممنهجة التي ارتكبتها عناصر النظام المخلوع، والتي شملت سرقة أغطية الريغارات وردمها بالحجارة والأتربة، ما تسبب في انسداد كامل للشبكة وتجمع المياه ضمنها.
وأشار المهندس حصوة إلى أن المجلس نفّذ خلال الفترة الماضية عمليات تسليك وضخ متعددة، إلا أن تلك الإجراءات كانت حلولاً إسعافية لم تعالج المشكلة جذرياً، الأمر الذي أدى إلى تسريب مياه الصرف الصحي.
وأكد أن مجلس المدينة تواصل مع عدة منظمات وجمعيات دولية، وتم التوصل إلى اتفاق مع جمعية عطاء والمنظمة الدنماركية والمنظمة النرويجية لصيانة شبكة الصرف الصحي بشكل كامل، مبيّناً أن المشروع وصل إلى المراحل الأخيرة من تجهيز العقود بكلفة تقديرية تصل إلى 300 ألف دولار تمهيداً للبدء بالتنفيذ خلال الفترة القريبة المقبلة.
وختم حصوة حديثه بالتأكيد على أن المجلس يتابع الملف وأن المعالجة النهائية ستبدأ قريباً لإنهاء معاناة الأهالي وتحسين الواقع الخدمي والبيئي في المدينة.
نأمل أن يتم اتخاذ خطوات عملية بالسرعة القصوى تفاديًا للانعكاسات السلبية على الصحة والبيئة في المدينة، ونحن على متابعة.