الثورة – دمشق- وفاء فرج:
تشهد مدينة دمشق في الخامس من أيلول القادم الحدث الاقتصادي الأبرز والأهم على مستوى سورية، ويستهدف قطاعاً اقتصادياً يعتبر بمثابة حجر أساس في النمو والتطور وتوسيع قاعدة الإنتاج والعمل وربط التعليم بسوق العمل، وتحسين مستوى المعيشة والحد من الهجرة، وخلق القاعدة السليمة لتطوير المشاريع الريادية خاصة في قطاع المعرفة، وتحقيق التعافي بطريقة شمولية ومتوازنة
وتحت شعار “نستثمر في الإنسان لبناء الوطن” يقام المؤتمر التنموي الأول “لريادة الأعمال والإبداع في المشاريع الصغيرة” برعاية وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، وتنظمه مؤسسة مبدعون من أجل وطن وهي”مؤسسة أهلية” بالتعاون مع هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ويخطط القائمون على المؤتمر ليكون منصة متقدمة لحوار ونقاش واسع ومعمق حول رؤية الدولة لقطاع المشاريع الصغيرة، عبر تقديم إحاطة متكاملة للبيئة التشريعية والقانونية الناظمة لهذا القطاع، واستعراضاً واقعياً لعمل هذه المشروعات في ظل الظروف الحالية، وخطط الحكومة لإطلاق هذه القطاع بالتعاون مع مختلف الشركاء، إلى جانب استعراض تجارب محلية وخارجية، وعلى التوازي إجراء تقني واقعي لظروف نمو المشاريع الصغيرة والصعوبات التي تواجهها.
رئيس أمناء مؤسسة مبدعون من أجل وطن الدكتور بهجت عكروش قال في تصريح صحفي: يعتبر المؤتمر أول نشاط من نوعه تقيمه مؤسسة أهلية، ونؤمن في مؤسستنا: “أنّ كل عمل قابل للنمو والتطور وتحقيق الفائدة أياً كان مداه، واتساعه فنحن معنيون بدعمه ومساندته “واليوم ننتقل في مؤسسة مبدعون إلى حالة أكثر اتساعاً على المستوى الفكري والعملي، عبر تطلعنا لخلق حوار راق ومسؤول حول المشاريع الصغيرة، وتكريسها لتكون حالة ملهمة لمئات الآلاف من السوريين وخاصة الشباب منهم، ليعملوا ويبدعوا ويُنتجوا ويُحسنوا ظروف حياتهم في بلدهم بما يغنيهم عن الهجرة.
مؤكداً أنّ المشاريع الصغيرة والمتوسطة تشكل اليوم العمود الذي يمكن أن يرتكز ويستند إليه الاقتصاد الوطني بشكل حقيقي وفعلي.
وأضاف: أستطيع التأكيد ودون مبالغة أنّ تحفيز الشباب والخريجين، وحتى فئات أُخرى على الإبداع من خلال الإقدام على العمل وإقامة مشاريعهم الخاصة هو أمرٌ في غاية الأهمية ولا بديل عنه، بل إنّ عدم القيام به يعني المراوحة في المكان وعدم تلمس طريق التعافي بالشكل الصحيح.
مشيراً إلى أنّه بغير العمل والإنتاج لن نكون قادرين على مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد والعباد، وبغير فتح المجال لنمو الأفكار وتحولها إلى حالات عمل رائدة لن نكون قادرين على التقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام.
عكروش أوضح أن محاور المؤتمر ستكون مركزة وملبية لمختلف الجوانب المتعلقة بالمشاريع الصغيرة، سواء أكانت تنظيمة أم تشريعية أم بيئة العمل المحفزة والمشجعة, إلى جانب تقديم تجارب لدول صديقة في مجال ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة وغيرها من المحاور التي يتم الإعداد والتحضير لها بعناية واهتمام كبيرين خاصة ما يتعلق منها بالريادة والإبداع ودور الشباب.
مؤكداً في ختام حديثه أن “مؤسسة مبدعون من أجل وطن” تركز في عملها على تعزيز ورعاية الإبداع والتميز والابتكار لدى شرائح المجتمع كافة بتوفير السبل والترسيخ والتطوير لحواضنها والعمل على رعاية المبدعين للحد من ظاهرة الهجرة وتعزيز ثقافة العمل الجماعي وروح الفريق.
علاقة الإبداع وريادة الأعمال تبرز في المشاريع الصغيرة.
اليوم نسمع عن مرحلة انتقالية تقف سورية على عتباتها متطلعة إلى النمو والتطور وزيادة الإنتاج وتحسين المعيشة بما يؤمن خلاصها و خروجها من الأزمة المستمرة منذ عام 2011 مع كل ما رافقها من انحسار في الموراد وتراجع في الإمكانيات والاضطرار إلى سياسات طارئة لم تعد قابلة للاستمرار, ما يعني أن البلاد تقف فعلاً على عتبات مرحلة التعافي والإصلاح’ وحيث تبدو المشاريع الصغيرة والمتوسطة أحد أركانها الأساسية عبر تأمين بيئة مستقطبة وقادرة على نمو هذه المشاريع انسجاماً مع الخطوات الإصلاحية التي بدأت إرهاصاتها, ما يتطلب خلق بيئة أعمال حقيقية ومكتملة قادرة على دفع الاقتصاد السوري إلى الأمام.
ولعل مؤتمر “المؤتمر التنموي لريادة الأعمال والإبداع في المشاريع الصغيرة” الذي سيقام في فندق الشيراتون سيكون الانطلاقة الفكرية والعملية لأهم قضية تتبناها الدولة السورية حالياً، تجاه أفراد المجتمع عبر حثهم على العمل والإبداع وإقامة أعمالهم الخاصة ضمن بيئة سليمة وناضجة.
انطلاقاً من ذلك تؤمن الحكومة ومعها القطاع الأهلي والخاص أنّ المشاريع الصغيرة تستحق المؤازرة والدعم المطلق ليس من الحكومة فقط وإنما من مختلف المؤسسات الخاصة والأهلية والاقتصادية والمالية في البلاد وأيضاً من المنظمات الداعمة والمانحة, فهذا النوع من المشاريع يأخذ في جانب منه بعداً اجتماعياً لابد أن تُوفر له سبيل التطور في بلد
كسورية لتخرج من أزمة وحرب ناهيك عن مشاكل بنيوية في اقتصادها، وحيث لا بديل عن تبني أساليب مستدامة لتحسين المعيشة ونشر فرص العمل ودعم الحالة الإنتاجية عبر كل القنوات وأهمها المشاريع الصغيرة؟.
يشارك في جلسات المؤتمر أصحاب القرار إلى جانب نخبة من أصحاب الخبرة في هذا القطاع من داخل وخارج سورية، تحت مظلة حوار بناء وهادف من شأنه أن يرسم ويقدم مسار المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر في مرحلة التعافي وإعادة البناء.
هذا و ينتظر أن يكون المؤتمر نقلة مهمة من شأنها ترسيخ توجه سورية نحو المشاريع الصغيرة ومدى اكتمال الرؤية بشأنها كخيار للتعافي الاقتصادي وزيادة الإنتاج, يأتي هذا المؤتمر في الوقت الذي يتأكد فيه أنّ البلاد لن تشهد انتعاشاً وتحسناً في معيشة السكان، إذا لم تتوفر البيئة المثالية لنمو المشاريع الصغيرة، وتوفير إمكانيات انتشارها الأفقي والجغرافي المتوزان الذي يُمكن من نشوء وتطور الأعمال وفق مسارات صحيحة ومنسجمة مع احتياجات التنمية.