أ. د. جورج جبور:
قبل نحو أربعة عقود توقفت عند سيرة هواش خير بك وبها أنه كان على صلة ما بالأمير عبد القادر الجزائري.
أشرت إلى هذا الأمر في أسطر قليلة ضمن محاضرة عن صافيتا، بقي في الذهن منذئذ أن علي البحث عن كتاب يتضمن تفاصيل عن الصلة بين زعيم محلي وبين أمير ذي مكانة دولية.
عنوان الكتاب: “سطور من الرسالة”. مدون السطور السياسي اللبناني عادل الصلح، ثم في وقت لاحق علمت عن صلة بين الزعيم اللبناني الشهير يوسف كرم وبين الأمير عبد القادر.
ربما لم يخطر في البال أن أربط بين الصلتين. ثم كنت قبل أيام قليلة من الذين حظوا بالاستماع إلى المؤلف البحاثة كمال بو شامة، سفير الجزائر لدى سورية، يقدم كتابه عن الأمير الجزائري.
قرأت في ص 12 من الكتاب عن يوسف كرم، الثائر اللبناني على الحكم العثماني، وعما يرقى إلى مبايعته الأمير بالقيادة في مشروع طموح عنوانه إحداث دولة عربية في بلاد الشام، دولة لها امتدادات ثقافية روحية في محيط واسع.
أعادني ما قرأت إلى كتاب د. سركيس أبو زيد ذي العنوان الصارخ: “عروبة يوسف بك كرم”، وهو منشور عام 1997.
كانت لي نسختي منه عام 2022، هدية من المؤلف، أعدت النظر فيه متفحصاً لا متصفحاً، كما يحصل بعض الأحيان مع كتب لم يكن همك السعي إليها.. شعرت أن بين يدي هدية ثمينة تأخرت كثيراً في معرفة قيمتها.
هدية لمن؟ هدية لكل مهتم بتاريخ حركة القومية العربية. في أربع رسائل من الثائر اللبناني إلى الأمير الجزائري تشعر بأنك في دولة مواطنة من الطراز الأول، دولة متخيلة حلقت بها إلى آفاق إنسانية عليا دولة فساد الحكم العثماني.
نحن في عصر الكتب الإلكترونية، لها متعتها لا ريب، لها حسناتها، أحسن العودة إليها لكن متعتي كانت كبيرة اليوم إذ أعادني كتاب السفير الصديق إلى محاضرة عن صافيتا ثم إلى كنز في مكتبتي قدمه لي صديق لكنني لم أدرك عظيم أهميته إلا من خلال كتاب قيم أقيم له حفل توقيع في قصر الأمير الجزائري.
* عضو اتحاد الكتاب العرب