الثورة – دمشق – ميساء الجردي:
تعتبر القيم الأخلاقية التي يجب الالتزام بها في كل مهنة أحد أهم المعايير التي تضمن المصداقية والنزاهة والاستدامة في تطور العمل والمحافظة على التعامل مع العملاء والمشاركين ولهذا فقد ركزت الندوة التي أقامتها جمعية المحاسبين القانونيين بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تحت عنوان “السلوك المهني وأخلاقيات المهنة”، والتي تضمنت أهم المعايير الأخلاقية لمهنة المحاسبية والمسؤوليات المتعلقة، وتوضيح حول قواعد السلوك المهني وممارسة العمل بموضوعية واستقلالية والعناية المهنية التي يجب لحظها ضمن التقرير والتخطيط والتدقيق، وخاصة أنها مهنة أساسية في جميع أماكن العمل سواء مؤسسات أم شركات أم جمعيات أو مؤسسات غير حكومية وغيرها.
خلال الندوة أكد المحاسب القانوني السوري الدولي محمد بغدادي على أنه لكل مهنة على اختلافها أخلاقياتها، وكذلك الأمر بالنسبة لمهنة المحاسبة التي يجب أن تمتلك الثقة وتعطي قوائم سليمة وخالية من التحريفات الجوهرية وهذا عبء ثقيل، إذ لا يمكن للمحاسب القانوني القيام به إلا إذا التزم بشكل كامل بأخلاقيات وسلوكيات المهنة متمثلة بالاستقلالية والموضوعية والنزاهة والسرية وهو ما يعزز قيمة ومكانة المحاسب في العمل سواء كان الحديث عن المحاسبين التشغيليين أم مدققي الحسابات.
وتحدث البغدادي حول المتطلبات الأخلاقية والسلوك المهني وفقا للقانون 33 وقواعد السلوك المهني في المحاسبة الإدارية وفي التدقيق الداخلي، مشيراً إلى أهم التحديات التي تعيق تطبيق الأخلاقيات وفي مقدمتها ضعف التدريب والخبرات والمهارات والتي يمكن التغلب عليها بالالتزام المستمر والتدريب المستمر حول هذه القيم والمبادئ المتعلقة بها، وقد جرى عرض معضلات التحيز الذاتي والمعضلات كمشكلات يمكن التغلب عليها وتحقيق معايير الحيادية وبذل جهود كافية لإنجاز المهمة.
وبين المحاضر ضرورة احترام مبدأ السرية والحفاظ على المعلومات التي يتم الحصول عليها نتيجة للعلاقات المهنية والعملية أي يجب الحذر من حالات الإفصاح غير المتعمد أمام الأصدقاء أو الأسرة، لافتاً إلى الاهتمام بهذا الجانب من خلال توقيع أعضاء هيئة التدقيق تعهدات بالحفاظ على سرية المعلومات التي تأتي إليهم بناء على تكليفهم بالتدقيق بصورة سنوية وذلك لتعزيز أهمية ومنطق السرية حتى يكون في بداية كل سنة التجديد بإعادة الالتزام بهذا المبدأ، إضافة لإخضاعهم لتدريب يشرح مفاهيم السرية وبعدها يتم توقيع التعهد.
تخلل الندوة عدة مداخلات حول واقع الممارسة المهنية في سورية ونسبة تطبيق هذه الأخلاقيات وآفاق المهنة وممارسة أخلاقياتها وتساؤلات حول الأسباب والدوافع التي تعيق الممارسة الصحيحة للمهنة في بعض الأحيان وضرورة وجود وعي علمي في ظل المصلحة والحاجة التي تبرر كل شيء. والتأكيد على أن الحفاظ على الكفاءة المهنية يتطلب الوعي الدائم وفهم التطورات العملية للمهنة مع التأكيد على التدريب والإشراف المناسبين.