الثورة – دمشق – ميساء العلي:
الانتصار في حرب تشرين التحريرية لم يكن فقط انتصاراً عسكرياً.. بل كان أيضاً انتصاراً اقتصادياً، وهذا ما ثبت من خلال سياسة الاكتفاء الذاتي وتأمين جميع المستلزمات المعيشية الضرورية للمواطن السوري للصمود في وجه الحرب آنذاك.
ولعل من أهم سمات السياسة الاقتصادية الحفاظ على مخازين إستراتيجية لمحصول القمح بالدرجة الأولى لتأمين مادة الخبز، وكان التركيز خلال تلك الفترة على زراعة القمح بمساحات واسعة كسلاح استطعنا من خلاله مجابهة تحديات الحرب.
لا شك أن حرب تشرين علمتنا الصمود الاقتصادي من خلال الاعتماد على القدرات المحلية الوطنية، وتحديداً الزراعة باعتبار سورية بلداً زراعياً بالدرجة الأولى، فمن خلالها استطعنا تأمين مستلزمات إنتاجنا ولقمة عيشنا ولا سيما القمح الذي كان السلاح الذي دافعنا من خلاله عن اقتصاد في وقت الحرب والحصار الاقتصادي، كما أن مؤسسات الدولة آنذاك كانت هي التاجر التي قامت بتأمين المواد الأولية لصمود شعبنا.
وتشير القراءات الاقتصادية إلى أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي كان سمة الحرب آنذاك، وبفضله استطعنا تجاوز تداعيات الحرب مع العلم أن الاستيراد كان نادراً والاعتماد الأكبر على ما ننتجه من زراعة.
إن تجربة حرب تشرين من الناحية الاقتصادية لا بد أن تكون درساً لنا في المرحلة الراهنة، فرغم الحرب الإرهابية على سورية إلا أن سياساتنا الاقتصادية بقيت قاصرة ولم تولِ الزراعة الأهمية والدليل تراجع المساحات المزروعة ولا سيما للمحاصيل الإستراتيجية كالقمح.
المطلوب اليوم إعادة النظر في السياسة الزراعية كونها صمام الأمان للاقتصاد السوري والتي من خلالها فقط نستطيع أن نحقق الاكتفاء الذاتي وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي.