الثورة – ثورة زينية:
اذكر في الأعوام الماضية أنني وغيري ممن يسكنون المناطق القريبة مما كان يسمى “بقرى الأسد” الواقعة على طريق الديماس – وادي بردى في محافظة ريف دمشق ، حيث كان يقطنها كبار المسؤولين والمتنفذين من ضباط ووزراء في دولة المخلوع بشار الأسد، كيف كانت تلك المنطقة في فترة تقديم امتحانات الشهادات العامة للتعليم الأساسي والثانوي تصبح ثكنة عسكرية بامتياز محاطة بسور من العناصر الأمنية والعسكرية وطائرات مروحية تجوب سماء المكان تحسباً لأي طارئ قد يحدث، يضاف إلى كل ذلك استنفار تام لطواقم طبية وسيارات إسعاف باختصار مراكز امتحانية خمس نجوم .
طبعا كل تلك الإجراءات المشددة والعناية الفائقة كانت كرمى لعيون الطلاب الذي يقدمون امتحاناتهم على طبق جاهز من الأجوبة المحلولة ، هؤلاء الطلاب هم من أبناء أكبر المسؤولين والضباط الكبار في دولة النظام المخلوع .
بينما حرم طالب في مراكز امتحانية أخرى من تقديم الامتحان لانه طلب الذهاب للحمام نتيجة التوتر الذي أصابه في بداية جلوسه ، وسحبت الورقة من يد طالبة لأنها طلبت كأس ماء واتهمت بأنها تحاول أن تشغل المراقبين ، نعم لم يكن مهما مستقبل هؤلاء، إضافة لانتصار الفساد والرشاوى والمحسوبية في المراكز الامتحانية الذي أدت لظلم كبير لطلاب اجتهدوا فيما حصل آخرون لايستحقون على نجاح غير مستحق وغير منصف بحق من درس واجتهد .
واليوم انقلبت الصورة رأساً على عقب و المشهد هو ذاته في جميع المراكز الامتحانية والكل سواسية أمام الأنظمة والإجراءات الخاصة بالعملية الامتحانية ، وجميع الطلاب متساوين بالفرص وتحقيق نتائج عادلة، والانطباعات لدى الطلاب الذين قدموا اليوم مادتهم الامتحانية الأولى إيجابية حتى اللحظة والأمنيات بامتحانات موفقة لجميع طلابنا بناة مستقبل سوريا الحديثة.
