الثورة – دمشق – جاك وهبه:
تتزايد التحديات التي يواجهها الصحفيون في سورية للوصول إلى المعلومات الرسمية، إذ يعاني عدد كبير منهم من أن تعامل بعض مديري المكاتب الصحفية في الوزارات يفتقر إلى التعاون، ما يعطل عملهم الصحفي ويؤثر على جودة ودقة التقارير المقدمة للجمهور.
بطء الاستجابة
فرغم أن المكاتب الصحفية يفترض بها أن تكون حلقة وصل بين الجهات الحكومية والإعلام، فإن العديد من الصحفيين يشيرون إلى بطء الاستجابة وتكرار المماطلة أو التجاهل، ما يعكس إما قلة كفاءة في التعامل الصحفي أو رغبة متعمدة في عرقلة الوصول إلى المعلومات.
وتتوالى الشكاوى من قبل الصحفيين، الذين يشيرون إلى أن بعض مديري المكاتب الصحفية يفتقرون إلى الكفاءة الأساسية، ويتعاملون مع وسائل الإعلام من دون احترام لطبيعة العمل الصحفي الذي يفترض بهم دعمه، ويصف صحفيون هذه الظاهرة بأنها “إحباط متكرر”، فقد أصبحت طلباتهم للمعلومات غالباً ما تُقابل بالصمت أو بتأخير غير مبرر قد يستمر لأسابيع، وأحياناً تنتهي الأمور برفض تقديم المعلومات المطلوبة، ما يخلق توتراً في التعامل بين الطرفين ويضع الصحفيين في مأزق دائم.
الصحافة الاقتصادية
يقول أحد الصحفيين المختصين بتغطية الشؤون الاقتصادية- فضل عدم ذكر اسمه: “عندما أحتاج إلى معلومات دقيقة حول قضية اقتصادية وأتوجه للمكتب الصحفي، أجد نفسي في حلقة مفرغة من الإحالات بين المسؤولين، من دون أي إجابة واضحة، وبدلاً من أن يساهم المكتب الصحفي في نقل الحقيقة للمواطنين، يتشكل أمامي جدار من التجاهل والعوائق، وكأن الهدف الأساسي هو وضع العراقيل بدلاً من تسهيل العمل الإعلامي”.
بينما يقول صحفي آخر، شارحاً معاناته: “أرسل استفساراتي وأسئلتي مراراً، لكن لا أتلقى أي رد سريع، وأجد نفسي أحياناً في انتظار قد يمتد إلى أكثر من عشرين يوماً، وحتى مع تكرار الطلبات، يبقى الرد معلقاً أو لا يأتي على الإطلاق، ما يجعل العمل الصحفي مرهقاً ومحبطاً.
تأثير سلبي
ويرى مختصون في المجال الإعلامي أن هذه التصرفات تؤثر سلباً على مصداقية المؤسسات الإعلامية، ويجد الصحفيون صعوبة في الوصول إلى تصريحات دقيقة وموثوقة، وفي ظل غياب الشفافية، يصبحون أمام خيارين أحلاهما مر، إما نشر معلومات غير مكتملة أو الامتناع عن التغطية نهائياً، وفي كلتا الحالتين، يكون الجمهور هو المتضرر الأكبر، إذ يفقد ثقته بالمصادر الحكومية شيئاً فشيئاً.
افتقار للمهارات
وتضاف إلى هذه المشكلة الأساسية قلة التدريب والتأهيل لدى العديد من مديري المكاتب الصحفية، الذين ينبغي أن يكونوا الواجهة الإعلامية للوزارات، ولكن البعض منهم يفتقرون إلى المهارات اللازمة للتفاعل المهني مع الصحفيين، ما يجعلهم غير قادرين على تحقيق دورهم كحلقة وصل تخدم المصلحة العامة وتنقل المعلومات بوضوح.
تقييم أداء
من هنا، بات من الضروري إعادة تقييم أداء مديري المكاتب الصحفية في الوزارات، من خلال توفير برامج تدريبية تُعنى بتعزيز مهاراتهم وفهمهم لطبيعة العمل الإعلامي، وتوعيتهم بأهمية الدور الذي يلعبونه في دعم الشفافية الحكومية، فتحقيق هذه الشفافية يعتمد على قدرة المكاتب الصحفية على توفير المعلومات الصحيحة والدقيقة عبر وسائل الإعلام، لضمان تدفق المعلومات بفعالية للجمهور، ورفع مستوى الثقة بالمؤسسات الحكومية.