الثورة – جاك وهبه:
في خطوة جديدة تهدف إلى تحسين الوضع المالي في سوريا وتوفير مزيد من الحرية في إدارة الأموال، أصدرت حاكم مصرف سوريا المركزي، ميساء صابرين، تعميماً يقضي بتحرير جميع الحسابات المصرفية المتعلقة بالإيداع والسحب والتحويل، وهو ما يعد تحولاً كبيراً في السياسة النقدية للبلاد.
القرار يتماشى مع جهود الحكومة لتوفير بيئة مالية أكثر مرونة، حيث سيكون بإمكان الأفراد والشركات إجراء المعاملات المصرفية بحرية أكبر، ومن شأن هذه الخطوة تسريع دورة الأعمال المالية وتوسيع نطاق التعاملات بين الأطراف الاقتصادية، ما يساهم في تحسين مستوى الحياة الاقتصادية للشركات والأفراد على حد سواء.
– قيد التجميد:
ومع ذلك، لا تشمل هذه السياسة جميع الجهات من دون استثناء، وتظل بعض الحسابات تحت قيد التجميد أو التريث، فبعض الحسابات التي كانت قد خضعت سابقاً لقرارات منع أو تريث في تحريكها من قبل السلطات المعنية، تبقى ضمن هذه القيود، كما تم استبعاد المؤسسات والشركات التي لم تحصل على التصاريح اللازمة لتفعيل حساباتها، وهذا يشمل فئات من الجهات التي قد تظل تحت إشراف خاص بسبب الضوابط الاقتصادية والمالية المفروضة عليها.
ولمعرفة المزيد، يقول الخبير الاقتصادي فاخر قربي: إن القرار يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز السيولة المالية وتسهيل المعاملات المصرفية في البلاد.
القيود المالية
ويعتبر قربي أن هذا التحول في السياسة النقدية يعكس رغبة الحكومة في تحفيز النشاط الاقتصادي، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سوريا، حيث يعاني القطاع المصرفي من عزوف بعض الشركات والأفراد عن استخدام النظام المصرفي الرسمي نتيجة للقيود المالية والاقتصادية السابقة.
وأضاف قربي: إن السماح بحرية أكبر في إدارة الأموال، سواء عبر الإيداع أو السحب أو التحويل، سيسهم في زيادة حجم المعاملات التجارية والمالية، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني.
– رقابة فعالة:
وأشار إلى أن نجاح هذه الخطوة يتوقف على التنفيذ الدقيق والمرن لها، بحيث تظل الرقابة الفعالة على الحسابات التي لاتزال خاضعة للقيود ضرورية لضمان عدم استغلال هذه الإجراءات من قبل جهات قد تسيء استخدام النظام المصرفي، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وأضاف: إذا ما تم تنفيذ هذه الخطوة بحذر وبما يضمن الرقابة الفعالة على الحسابات التي لاتزال تحت القيود، يمكن أن تساهم في تحفيز الثقة لدى المستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء، مما يعزز فرص دخول استثمارات جديدة إلى السوق السورية.
صحيفة – الثورة
