“الكتاب صديق لا يخون” فهو أفضل مصدر للتثّقيف، وإغناء الثروة المعلوماتيّة لدى الإنسان، ولا تزال القراءة الجادّة والمنظّمة والعميقة أفضل مورد لبناء ثقافة شخصيّة واعية ومتخصّصة وراقية، إلى اليوم ونحن متأثرون بقول “ديبارو”، وأتساءل كيف نُقنع هذا الجيل الرقميّ المدمن على شاشاتٍ ليزريّة بأهمية الكتاب واقتناء المكتبة في بيّته، وأن تكون من الأساسيّات لا الكماليّات!، “فلا يحق لإنسان أن يربّي أولاده من دون أن يحيطهم بالكتب- برأي بيتشر.
وهنا سؤال يطرح نفسه في ظلّ قولبة المشهد الثقافيّ، هل سيهتم المعنيّون بالكتاب الورقيّ، وخاصة بعد أن سُحب من أرصفة الطرقات وبقي مصيره مجهولاً؟، وهل هناك خطّة مدروسة لمستقبله وإطلاق معارض دوليّة أسوة بمعرض القاهرة الدوليّ للكتاب في نسخته الأخيرة، والذي اختتم بالأمس، وخصوصاً في عالم “الذكاء الاصطناعي” المذهل؟، هل نستطيع أن نرفع من شأن الكتاب السوريّ ونعيد بريقه لاستقطاب ملايين القرّاء والمهتمّين؟.. أسئلة مشروعة وبرسم كل من يتبنّى كتاباً كمشروعٍ وطنيّ يثمر في عقول أبنائه البررة الأوفياء لأمر “اقرأ”.
وبالعودة إلى معرض القاهرة الذي يُعد من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط مستقطباً الكثير من الكتّاب السوريّين، هل ستحجز سوريا قريباً دوراً رائداً وتقيم معرضاً باهراً للكتاب، وخاصة بعد الانفتاح الدوليّ والعالميّ والتحرّر من العقوبات الاقتصاديّة الجائرة التي كانت عائقاً كبيراً في دوران عجلة إنتاج طباعة الكتاب ونشره وتوزيعه؟ هل سيعود الكتاب إلى الحياة بعد احتضار.. وصديق وفيّ لا نخونه؟ صديق هو الأكثر بقاء على مدى الزمن.
#صحيفة_الثورة