الثورة – متابعة جهاد الزعبي:
شهد حي الأربعين في درعا البلد يوم 17 شباط عام 2011 حادثة مفصلية أثارت موجة من الغضب والاحتجاجات التي عمت أرجاء سوريا فيما بعد كتابة أطفال عبارة (إجاك الدور يا دكتور) على سياج مدرسة بنين البلد، وبعد وصول الخبر للأمن داهمت عصابات الأسد المجرم الحي لمعرفة من كتب تلك العبارة واعتقاله. لقد كانت هذه العبارة التي كُتبت على جدار المدرسة تعبيراً بريئاً من مجموعة من الأطفال الذين لم يدركوا أن تلك الجملة ستكون شرارة لانفجار ثورة كبرى ضد نظام الطغيان الأسدي.
بدأت قوات الأمن باعتقال الأطفال واحداً تلو الآخر في مشهد قاس أذهل سكان الحي، إذ لم يكن يعلم هؤلاء الأطفال البريئون أن اعتقالهم سيؤدي إلى تحريك الساكن وتفجير غضب الشعب السوري بأسره، لتبدأ بعد هذه الحادثة الاحتجاجات التي سرعان ما انتشرت في مختلف المدن السورية، معبرة عن رفض الشعب لسياسات القمع الأمني والقتل.
اليوم، وبعد 14 عاماً من تلك اللحظات العصيبة لا يزال التاريخ يحتفظ بهذه الحادثة كأحد أهم الأسباب التي أشعلت الثورة في حوران، والتي امتدت إلى باقي أنحاء سوريا، محققة تحولاً جذرياً في مسار سوريا.
لقد كانت تلك اللحظة بداية لرحلة طويلة من النضال والتضحيات محفورة في ذاكرة السوريين ولاسيما في درعا التي كانت نواة التحرك الثوري في عام 2011.
إن ما حدث في مثل هذا اليوم لم يكن مجرد حادثة، بل كان بداية لصرخة الحق التي ما زالت تتردد في شوارع سوريا، وصورة لأطفال كُسر صمتهم على جدران مدارسهم ليكتشفوا أن للحرية ثمناً، وأن كسر القيود يمكن أن يبدأ بكلمة صغيرة.
#صحيفة_الثورة