الثورة- هراير جوانيان:
تتجه الأنظار اليوم الأحد إلى ملعب الاتحاد في مانشستر حيث المواجهة الكبرى بين ليفربول (المتصدر) ومستضيفه مانشستر سيتي (الرابع) ضمن المرحلة (26) من الدوري الإنكليزي الممتاز.
الأنظار لا تتجه فقط إلى اللاعبين، بل إلى الصراع التكتيكي المرتقب بين المدربين الهولندي آرني سلوت والإسباني جوسيب غوارديولا.
أثبت سلوت أنه الوريث المثالي للإرث الذهبي الذي خلفه الألماني يورغن كلوب بعد نهاية فترة تدريبية استثنائية مع ليفربول امتدت تسع سنوات، أعاد خلالها الفريق إلى مكانته الطبيعية بين نخبة كرة القدم العالمية، محققاً ما عجز عنه كثيرون من مدربي الريدز الذين سبقوه.
وعقب تعيين سلوت مدرباً لليفربول، ورغم التحفظات الأولى التي رافقت هذا القرار، استطاع الهولندي أن يواصل البناء على ما بدأه كلوب، ليصبح الفريق خلال فترة قصيرة أهم القوى الرئيسية في كرة القدم الإنكليزية والأوروبية، فبات فريقاً لا يُقهر حتى اللحظة.
لكن سلوت أمام تحدٍ جديد وفريد من نوعه اليوم الأحد ، عندما يواجه مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا، في مواجهة تتجاوز أهميتها حدود النقاط الثلاث، إذ تمثل اختباراً حقيقياً لكفاءة الهولندي في مرحلة حساسة، وتتهافت الأنظار خلالها أيضاً نحو ثنائية مصرية منتظرة داخل الملعب تجمع بين محمد صلاح النجم الأوّل لليفربول وعمر مرموش، الوافد الجديد إلى صفوف مانشستر سيتي.
التحدي الذي يواجه الهولندي لا يقتصر على الفوز بالمباراة، بل يتمثل في إمكانية إعادة إحياء الثنائية التدريبية الممتعة التي عرفتها كرة القدم بين كلوب وغوارديولا، والتي صنعت حالة من التنافس المميز، كانت أشبه بسيمفونية عبقرية خارج الخطوط استمرّت على مدار (8) سنوات منذ (2016) حين تولى غوارديولا قيادة سيتي حتى رحيل كلوب في( 2024).
خلال (30) مواجهة جمعت كلوب وغوارديولا في مختلف البطولات، تقاسم المدربان الإنجازات بشكل لافت، فانتصر كلوب (12) مرّة مقابل (11) لغوارديولا، وانتهت (7) مواجهات بالتعادل، ما خلق واحدة من أشرس المنافسات في عالم التدريب بالعصر الحديث. هذا الصراع التحفيزي كان دافعاً لكليهما لتطوير أساليبهما التكتيكية ودفع حدود الإبداع المستمر.
والسؤال الآن: هل يستطيع المدرب الهولندي خلق ثنائية جديدة مع غوارديولا؟
المواجهة المقبلة قد تحمل إشارات حول بداية منافسة جديدة بين سلوت وغوارديولا، لكن من الصعب أن يمتلك الهولندي مفاتيح الحالة الخاصة التي ميّزت ثنائية كلوب وغوارديولا.
المباراة الأولى التي جمعت بينهما وانتهت لصالح ليفربول (2-0) تبقى مؤشراً إيجابياً، لكنها لا تكفي للحكم النهائي، المشجعون ينتظرون بفارغ الصبر إشعال شرارة صراع جديد يمزج بين التكتيك المتقن والإبداع المطلق في ساحة التدريب.