تجار طرطوس يطالبون “التجارة الداخلية” بدعم حوامل الطاقة وتوفير السيولة وتخفيض الضرائب.. السفر: نريد إلغاء عقلية التاجر المحتكر والموظف الفاسد
طرطوس – ربا أحمد وسمر رقية:
بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة طرطوس التقى ممثل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الساحل السوري عبد الوهاب السفر بعدد كبير من تجار وصناعيي المحافظة.
مساعدة المستهلك
وتساءل التجاري والصناعيون خلال اللقاء عن كيفية مساعدة المستهلك وتخفيض الأسعار ومنافسة المنتج المستورد في ظل جملة من العوائق الاقتصادية الكبيرة والتي تؤدي لإرباك كبير وعدم خلق بيئة آمنة للعمل.
وطالبوا بضرورة توفر السيولة المالية لاستمرار العمل وتحريك الحسابات، فالمصارف تحبس الأموال والتاجر يقف عاجزاً اليوم أمام دفع التكاليف وتسديد الرواتب والتي بالتالي تؤثر على سعر الصرف بالسوق والمضاربات وتحريك النشاط التجاري، فمنشأة بلاستيك تحتاج لعشرات الملايين شهرياً، بينما المصارف لا تزود بأكثر من مليون ليرة أسبوعياً ما أدى لتوقف العمل.
إلى جانب استمرار ارتفاع تكاليف حوامل الطاقة التي ترفع التكاليف أضعافاً، فالكهرباء شبه غائبة وأسعار الفيول حمل ثقيل لا يمكن للصناعي بسببه منافسة منتج مستورد بالرغم من تفاوت الجودة الكبير.
الحفاظ على الصناعة الوطنية
وهنا طالب التجار بوقف إغراق السوق المحلية ببضائع ذات جودة متدنية وبأسعار زهيدة، والتي ستؤثر على الصناعة السورية، وتسبب بتوقف عشرات المصانع التي بالكاد تستمر في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وجمود الأسواق بسبب نقص السيولة الحاد، بل العمل للحفاظ على الصناعة الوطنية عن طريق تخفيض الرسوم على المواد الأولية ورفع الضريبة على المنتج المماثل للمحلي.
وأكد الصناعي علي حيدر- المتخصص بصناعة وتجارة الأحذية، أن السوق أغرقت ببضاعة صينية وتركية، ما أدى لإغلاق آلاف الورش التي تواجه أصلاً صعوبات بتوفر الطاقة.
وأشار التجار إلى ضرورة استقرار سعر الصرف وتجنب الخضات لخلق بيئة سليمة اقتصادياً، وليحافظ التاجر على نشاطه بدلا من التخوف من الخسائر الكبيرة.
مجلس شورى اقتصادي
وأوضح الدكتور محمد عثمان أن إغراق السوق بمنتجات زراعية في مواسم المنتج المحلي وفتحها من دون قيد مشكلة كبيرة، والهدف ليس المنع، وإنما تكيف المادة وفق السوق المحلي، مطالباً بمجلس شورى اقتصادي لمساعدة الحكومة ويتألف من تجار وصناعيين وأكاديميين وأصحاب خبرات.
فيما أخذت ضرائب المالية والبلديات حيزاً كبيراً من النقاش والتي تبدأ بمظلة المحل وتنتهي بعشرات الملايين بشكل مباشر ودون وجه حق حتى أرهقت التاجر والصناعي بهدف الجباية ما أدى لتحميل المنتج المزيد من رفع الأسعار على المواطن، ولاسيما في الوقت الحالي في ظل الجمود الكبير وتراجع القوة الشرائية، فالتاجر سابقاً لم يكن يخاف من المنتج المستورد بينما اليوم عاجز عن المنافسة في ظل الضرائب المرهقة.
مراقبة البضائع المستوردة
من ناحية أخرى طالب بعض المستثمرين بتسيير الإجراءات على المعابر الحدودية ومراقبة البضائع المستوردة ومطالبة شركات الشحن بالبيان الجمركي لمنع التهريب.
تكاليف حوامل الطاقة
بينما أطلق الدكتور سليمان ريا نداء باسم معامل الأدوية التي تستغيث حالياً بسبب رسوم تراخيص مستلزمات الأدوية ورسوم التحاليل والضرائب المجحفة ورسوم التصدير المرتفعة، إضافة إلى تكاليف حوامل الطاقة التي تشكل عائقاً أمام الاستمرار وتوقف سحب الأموال من البنوك مما خلق عجز في توفير المواد ودفع رواتب الموظفين، طالباً بمكافحة انتشار الأدوية المهربة مجهولة المصدر.
كما طرح بعض المتعهدين والتجار مشكلة تجميد مليارات الليرات لدى شركات القطاع العام كمستحقات عن أعمال متوقفة قبل سقوط النظام البائد، وكذلك لدى البوابة الذهبية لسادكوب التي وضعوا فيها ثمن فيول بمئات الملايين وكذلك مدارس السواقة.
شراكة حقيقية
في تصريح ممثل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الساحل السوري عبد الوهاب السفر لصحيفة الثورة، أكد أن الغاية من اللقاء الوصول إلى شراكة حقيقية مع التجار لتعزيز الاقتصاد الوطني، وذلك بما يحقق مصلحة المستهلك والتاجر معاً من خلال توازن هاتين المصلحتين، فلا تاجر محتكرا ولا مستهلك يشتري مواد بأسعار غالية وبجودة رديئة.
ولفت إلى أنه في ذات السياق اطلعنا على هواجس ومخاوف التجار للعمل على تذليلها، كما يهمنا العلاقة الإدارية والارتباط الوثيق لمؤسسات الدولة مع التجار فيما يتعلق بكثير من القضايا، هذه العلاقة التي من المفروض أن تكون علاقة تكاملية، لكنها كانت غير ذلك في السابق، والسبب وجود موظف فاسد وتاجر يستغل هذا الفساد بطرق غير محقة وغير مشروعة بالتالي يحصل على عطاءات ليست من حقه كمناقصات غير محقة وفواتير شراء يغلفها الفساد.
بناء الثقة
وأشار إلى أننا نحن هنا اليوم لبناء الثقة وتغيير الصورة النمطية لتاجر- في أيام الأزمة- استغلالي، إلى صورة التاجر السوري الحقيقي الشهم الذي يساند أهله ومجتمعه ويعمل على رفعة قدرهم.
ودعا سفر تجار وصناعيي طرطوس إلى مساندة المستهلك والمجتمع مع قدوم شهر رمضان المبارك، حيث ستقيم الوزارة وبالتعاون مع محافظة طرطوس بتنظيم مهرجان التسوق.
مهرجان التسوق
وهنا أوضحت منسقة المهرجان سلام ياسين أنه بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك سنقيم مهرجان التسوق في الصالة الرياضية بطرطوس لأن محافظة طرطوس تستحق كل الخير، ومن هذا المنبر أدعو تجار طرطوس للمشاركة بهذا المهرجان وتقديم السلعة بسعر التكلفة للوقوف إلى جانب أهلنا في طرطوس، خاصة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الأغلبية الساحقة من الأهالي، مؤكدة على طلبها من السيد عبد الوهاب السفر بتأمين باصات نقل داخلي لنقل أهلنا في مناطق صافيتا والدريكيش والشيخ بدر في أيام المهرجان ليتسنى لهم شراء حاجاتهم بأسعار مخفضة.
تصوير- رياض علي
#صحيفة_الثورة