سوء خدمات الاتصالات في مناطق بريف دمشق “السورية للاتصالات”: عدم شحن المدّخرات الكهربائية يؤثر على الخدمة
الثورة – لينا شلهوب:
في الوقت الذي باتت فيه خدمة الاتصالات تعد المحرك الأساس لمختلف تفاصيل الحياة اليومية، بالإضافة إلى أنها تشكل عنصراً أساسياً في الحياة العملية والوظيفية، إلا أن سوء هذه الخدمة بات يؤثر سلباً على معظم جوانب الحياة.
فيما نشهد العديد من التصريحات حول بذل الجهود لتطوير قطاع الاتصالات وتقديم خدمات تلبي تطلعات المواطن السوري، من خلال توفير أجود أنواع الخدمات عبر مراكز الاتصالات بغية تحسين واقع خدمات الاتصالات في جميع أنحاء سوريا، سواء من حيث توسيع البنية التحتية أم تحسين جودة الخدمة المقدمة، ناهيك عن وضع الخطط والسياسات الكفيلة ببناء سوريا متطورة في مجالات التكنولوجيا الحديثة لتحظى بمكانة عريقة دولياً، خلافاً عن سياسات النظام البائد التي أهملت احتياجات المواطن، وذلك استناداً لتصريحات من الجهة المعنية.
تطبيق أيام الإلغاء
عدد من الأهالي في مناطق متعددة من محافظة ريف دمشق يؤكدون سوء الخدمات في قطاع الاتصالات، سواء للشبكات الخلوية أو حتى في الشبكة الأرضية، والتي تتركز في الإجراءات المتبعة عبر ما يحدث من تقطّعات بالصوت أو التشويش، ناهيك عن اللجوء إلى إلغاء رقم الهاتف الأرضي، مع الحرمان من البوابة على الانترنت، من خلال تطبيق ما يسمى أيام الإلغاء في حال تم التأخر ليوم واحد، ليبدأ المواطن رحلة المتابعة للحصول على رقم جديد، لكن من دون حصوله على بوابة الانترنت، أو إعادتها، ولدى مراجعة مراكز الاتصالات، يكون الجواب لا يوجد بوابات جديدة، الأمر الذي يترك آثاره السلبية على المواطنين، أما الأبراج الموجودة لبث الاتصالات عبر الهواتف المحمولة، فهي ضعيفة جداً أو معدومة، وينبئ بذلك الصوت الذي يتم سماعه عند إجراء أي مكالمة عبر الجوالات (الرقم المطلوب مغلق أو خارج نطاق التغطية).
الكرة بملعب الكهرباء
مصادر في فرع الشركة السورية للاتصالات بريف دمشق لفتت إلى أن سبب الانقطاعات المتكررة في خدمات الاتصالات ببعض مناطق ريف دمشق يعود إلى فترات التقنين الكهربائي الطويلة التي تصل إلى 22 ساعة قطع في اليوم، مقابل ساعتين فقط من التغذية الكهربائية، مشيرة إلى أن هذه الفترة غير كافية لإتمام عملية شحن المدّخرات الكهربائية اللازمة لتشغيل وحدات النفاذ في المناطق الريفية، مبينة أن مراكز الاتصالات في الأرياف تعمل خلال فترات التقنين بواسطة محركات الديزل، ولكن نتيجة لفترات التشغيل الطويلة تحتاج هذه المحركات إلى صيانة مستمرة.
تهيئة بيئة تنظيمية وتشريعية مُحفّزة
يذكر أن الوزارة ستستخدم تقنيات حديثة تعتمد على الألياف الضوئية لتطوير قطاع الاتصالات، بهدف تأمين خدمات اتصالات وإنترنت متطورة تليق بالمواطن السوري وترتقي بتصنيف سوريا عالمياً في سرعة الانترنت، كما قامت بترخيص خمس شركات مزوِّدة لخدمات الانترنت، ومن المقرر منح تراخيص لـ 20 شركة أخرى، في خطوة لتسريع عمليات الاستثمار، كما ستشهد المرحلة المقبلة تعاوناً حقيقياً بين القطاعين العام والخاص، مع التركيز على جودة الخدمات وأسعارها لتتناسب مع دخل المواطن.
كذلك هناك جهود لجذب استثمارات القطاع الخاص عبر تهيئة بيئة تنظيمية وتشريعية مُحفّزة، لتقديم خدمات انترنت عالية الجودة بأسعار مناسبة، وتخفيف العبء المالي عن المواطن وتحسين مستوى معيشته، مع التأكيد على أن تأمين خدمة الانترنت عبر تقنية الواي فاي تعتبر حلّاً طارئاً، إذ هناك مشروع لتخديم المناطق من خلال الألياف الضوئية (FTTH) كجزء من خطة الوزارة الاستراتيجية.