الثورة – ناديا سعود:
نظّمت وزارة الصحة ندوة متخصصة في مستشفى الزهراوي بدمشق، ناقشت خلالها واقع الولادات القيصرية، وأثرها المباشر على صحة الأمهات والمواليد، إضافة إلى أهمية اعتماد ممارسات طبية حديثة، من أبرزها “رعاية الأم الكنغرية”، التي أثبتت فعاليتها في تحسين نتائج الولادات، خاصة لدى الأطفال الخدج ومنخفضي الوزن.
استثمار حيوي
وأكد معاون وزير الصحة الدكتور حسين الخطيب خلال كلمته في الندوة، أن خفض معدلات وفيات الأمهات وحديثي الولادة يُعد من الركائز الأساسية لتطوير النظام الصحي، مشيراً إلى أن هذا الهدف يُشكل استثماراً حيوياً في مستقبل البلاد، ومرتبطاً بشكل مباشر بمفاهيم التنمية المستدامة ونوعية الحياة.
وأوضح أن التحديات ما زالت كبيرة رغم الجهود المبذولة، نظراً لما خلفته الأزمات من آثار اجتماعية واقتصادية، أثّرت على قدرة المواطنين في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، ولاسيما خدمات الأمومة والطفولة.
وجاءت الندوة بالتزامن مع حملة منظمة الصحة العالمية لعام 2025، التي تُقام تحت شعار “بداية صحية لمستقبل واعد”، وتدعو إلى اتخاذ خطوات عملية للحد من المخاطر التي يمكن تجنبها، عبر مراجعة سياسات وممارسات الولادة القيصرية، التي شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً يتجاوز في كثير من الحالات دواعيها الطبية الضرورية.
دعم الولادات الطبيعية
من جانبه، شدد مدير مستشفى الزهراوي الدكتور نضال مفتاح على ضرورة تفعيل دور القابلات والأطباء المقيمين في المستشفيات، للحد من اللجوء غير المبرر إلى العمليات القيصرية، مشيراً إلى أن نسبة الولادات القيصرية في سوريا تصل إلى نحو 40 بالمئة، وهي نسبة عالية مقارنة بالمعدلات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، التي تدعو إلى ألا تتجاوز النسبة 15بالمئة.
وأشار إلى أهمية دعم الولادات الطبيعية، باعتبارها الخيار الأمثل في حال عدم وجود دوافع طبية تستوجب التدخل الجراحي، مؤكداً التزام المستشفى بتعزيز هذا التوجه بالتعاون مع كوادره الطبية.
بدوره، اعتبر الدكتور أمين درويش، اختصاصي نسائية وتوليد وممثل جمعية المولودين وأمراض النساء في سوريا، أن المؤتمر يشكل خطوة مهمة في إطار الجهود الوطنية للحد من العمليات القيصرية، منوهاً بالحضور الفاعل لممثلين عن الكوادر الطبية من أطباء أطفال وقابلات من دمشق ومختلف المحافظات. ودعا إلى ضرورة تبني سياسة وطنية واضحة، بالتنسيق بين وزارة الصحة والمستشفيات التعليمية، وبدعم من منظمة الصحة العالمية، لضبط معدلات الولادة القيصرية والارتقاء بصحة الأم والوليد.
واختُتمت الندوة بتوصيات أكدت أهمية العمل المشترك بين مختلف القطاعات المعنية، وتطوير خارطة طريق قائمة على الأدلة العلمية، تأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المتاحة، وتسعى إلى تحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة في سوريا.