الثورة – سمر حمامة:
تعاني بلدة البويضة في ريف دمشق من تردٍ واضح في مستوى الخدمات الأساسية، ما ينعكس سلباً على الحياة اليومية للأهالي، الذين يعيشون تحت وطأة ظروف صعبة تتفاقم يوماً بعد يوم من دون حلول جذرية.
ويوضح عدد من أهالي البويضة في شكواهم الواردة إلى صحيفة الثورة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وتصل مدة التقنين إلى عشر ساعات مقابل نصف ساعة وصل فقط، مما يعطل الكثير من جوانب الحياة ويعيق الأعمال المنزلية والمهنية.
إلى جانب أزمة الكهرباء، هناك سوء استخدام الطرقات والشوارع الرئيسية التي تحتاج إلى تعبيد وتزفيت, فضلاً عن انتشار القمامة في الشوارع والأحياء بسبب تأخر ترحيلها ضمن برنامج يومي، مما يؤدي إلى تلوث بيئي وروائح مزعجة تؤثر على الصحة العامة, أما في الليل، فالطرقات تغرق في الظلام بسبب انعدام الإنارة العامة، ما تسبب بزيادة الحوادث المرورية، وخاصة في الأحياء التي تشهد حركة مرورية نشطة.
ويأمل أهالي البويضة أن تتحرك الجهات المعنية لمعالجة هذه المشكلات المتراكمة، من خلال تحسين البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية التي تُعد حقاً لكل مواطن, فاستمرار الإهمال لا يضر فقط بالسكان، بل ينعكس سلباً على صورة التنمية والخدمات في ريف دمشق ككل.
يقول أبو سامر، أحد سكان البويضة: “الكهرباء عندنا شبه معدومة، ولا نعرف كيف نعيش بهذه الظروف, الأجهزة الكهربائية كلها تعطلت، وطلابنا في هذه الفترة لا يستطيعون الدراسة ليلاً تزامناً مع امتحانات الشهادة الثانوية العامة والتعليم الأساسي.”
أم أحمد، توضح أن “القمامة مكدسة في كل زاوية، وتأخر الترحيل جعل الروائح لا تطاق، ناهيك عن الحشرات التي غزت البيوت.”
وبالنسبة للصرف الصحي، لا يوجد شبكة نظامية، إذ تعتمد معظم المنازل على الجور الفنية، والتي غالباً ما تفيض، مما يدفع الأهالي لتحمل تكاليف شفطها وتنظيفها.
فيما يعلّق أبو فراس: “نحن ندفع من جيوبنا لتعزيل الجور الفنية كل فترة، ولا يوجد من يسمعنا أو يخفف عنا المعاناة، والوضع لم يعد يُحتمل.”
ولا تقف المعاناة عند هذا الحد، فالكابلات الكهربائية مقطوعة في عدة مناطق، ويضطر كل مواطن لشراء كبل خاص على نفقته الخاصة لتوصيل التيار لمنزله، ما يزيد من الأعباء المالية في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.
” الثورة” تواصلت مع رئيس وحدة المياه في السيدة زينب يوسف ديب، الذي أكد أن وضع المياه في بلدة البويضة, على ما هو عليه ولا توجد أي مشكلة بعملية الضخ، ولكن السبب الرئيسي للانقطاع الطويل للمياه يعود للتقنين الكهربائي الطويل الذي تشهده بلدة البويضة، ونحن بمجرد وصل التيار الكهربائي نعمل على ضخ المياه مباشرة.
وللاطلاع على سبب الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي تواصلنا مع رئيس قسم الكهرباء في منطقة السيدة زينب المهندس باسل العمر الذي أوضح أن السبب يعود للتقنين الذي تقوم به الشركة العامة لكهرباء ريف دمشق، كما أن محطات التوليد بحاجة لصيانة وهي ضرورية، موضحاً أن البويضة بحاجة إلى إعادة تأهيل كامل للشبكة الكهربائية، وبالنسبة للكابلات المقطوعة فإن هناك مواد مطلوبة من قبلنا لتبديل الكابلات القديمة ،وعملية الإصلاح مستمرة للكابلات الموجودة ريثما تصل الجديدة.
وبيّن العمر أن هناك مركز تحويل عند جامع الخير سوف يبصر النور خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر عندها سوف تزداد ساعات التغذية وتقل الأعطال الكهربائية .
رئيس مجلس بلدة البويضة مصطفى ليلى بخصوص تأخير ترحيل القمامة ومشكلات الصرف الصحي في البويضة, وغيرها من المرافق الخدمية, اكتفى بالرد أن الإمكانيات محدودة, والواقع الخدمي سيء في كل الأحياء ونحتاج إلى وقت للنهوض به.
